د. عثمان أبو زيد يكتب: صحيفة ألوان في طورها الجديد

صحيفة ألوان في طورها الجديد

بقلم: د. عثمان أبوزيد

عندما رجع الصحفي المخضرم فضل بشير من رحلة استشفاء، زرناه بوفد من مجلس الصحافة يتقدمنا رئيس المجلس الأستاذ محمد سعيد معروف. دخلنا عليه ووجدناه يعكف على صحيفة أمامه يحاول جاهدًا قراءتها بتمرير عدسة مكبِّرة عليها. وجدناه وقد أنهكه المرض السكري؛ ضعيف البصر، لكنه نافذ البصيرة.
الصحيفة التي كانت أمامه هي صحيفة الصحافة وقد عاودت الصدور في ذلك اليوم بعد ضجة إعلامية.
ابتدرنا أستاذ فضل بشير بالقول بعد أن وضع عدسته: “ظننت بعد هذه الضجة الإعلانية أن يصدروا صحيفة جديدة، لكنهم أصدروا صحيفة أخرى”!
لم تُحوجني صحيفة ألوان في طورها الجديد إلى عدسةٍ مكبرة، فقد صدرت بـ (بنط) مناسب لصحيفة الكترونية، وحرف جميل وُفِّق المخرج في انتقائه والانتقاء جوهر العمل الصحفي تحريرًا وإخراجًا. والصحيفة تكاد تخلو من الأخطاء الطباعية وهفوات اللغة والأسلوب لولا نصٌ واحد في الصفحة الأولى لم يمر على قسم التصحيح.
وألوان صحيفة مكينة رصينة لن تستطيع أن تخرج على منوالها ولو صارت “الكترونية” فقط، فالروح هي الروح والأسلوب هو الأسلوب. ولا أدري هل يكون هذا اتجاهًا صائبًا في العمل الصحفي في العصر الالكتروني.
الناس يتطلعون إلى الجديد، ولا سيما أن غالب قراء ألوان من الجيل القديم ممن لا يحسنون التصفح الرقمي ولا يستسيغونه.
إني أرى أسماء جديدة في قائمة المحررين، وربما لا يكونوا كذلك فقد انقطعت عقدين من الزمان عن ميدان الصحافة، ولا أعرف الجيل الجديد من الصحفيين. لكن ما أعرفه أن ألوان ظلت تقدم للصحافة السودانية أقلامًا جديدة من الصحفيين والمصاحفين.
ومن الجدير بالملاحظة عودة اسحق فضل الله إلى ألوان، فقد أعلن تركه للانتباهة. واسحق صحيفة داخل الصحيفة، وكذلك حسين خوجلي، وكلاهما من رموز الكتابة الصحفية السودانية، ويكفي ألوان وجودهما حتى تحكم فتلها ولا تنكث حبلها.
لاحظت أن الصحيفة لم تسجل رقم العدد، فهل سقط سهوًا، أم أن هذا شيء من مواصفات الصحافة الرقمية؟
أقول الصحافة الرقمية، وما هي بالصحافة الرقمية، بل هي الصحيفة الورقية وضعت على سطح غير ورقي بصيغة “بي دي أف”، ولعلنا نتطلع في السودان الجديد؛ سودان ما بعد الحروب والكروب أن نقرأ الصحافة السودانية الرقمية، وليس ذلك على الله ببعيد.