انتصارات الجيش .. تأثيرات عسكرية وسياسية

انتصارات الجيش .. تأثيرات عسكرية وسياسية

30 وحدة عسكرية تابعة للجيش تتقدم في المحاور الساخنة

خبير سياسي: الجيش سيقود فترة انتقالية جديدة بعد انتهاء الحرب

++++

الخرطوم: الهضيبي يس
في خطوة بالغة الأهمية في مسار العمليات العسكرية، حقق الجيش السوداني، يوم الجمعة، تقدمًا كبيرًا بكسر الحصار المفروض منذ منتصف أبريل 2023م على سلاح الإشارة بالخرطوم بحري والقيادة العامة للجيش وسط الخرطوم. ويرى خبراء عسكريون وسياسيون أن هذا التقدم من شأنه أن يفتح الطريق أمام مزيد من السيطرة على نقاط إستراتيجية، مما يؤدي إلى تحولات كبيرة في ظل التراجع المستمر لمليشيا الدعم السريع في كافة محاور العمليات بالخرطوم وولاية الجزيرة.

× انسحاب المليشيا:

وبحسب إفادات مواطنين في منطقة الخرطوم بحري، حيث احتدمت المعارك، فإن عناصر مليشيا الدعم السريع بدأت خلال الأيام التي سبقت انتشار الجيش في عمليات انسحاب ملحوظة من عدة ارتكازات على شوارع رئيسية، مع اعتمادها على نشر قناصة محترفين في المباني العالية، إضافة إلى استخدام القصف الصاروخي في محاولة للحد من تقدم الجيش.

× محاور ساخنة:

ويشير الخبير العسكري خالد فتح الرحمن إلى وجود ما لا يقل عن 30 وحدة عسكرية تابعة للجيش تعمل وتتقدم في المحاور الساخنة بساحات القتال المختلفة. كما أوضح وصول وحدة من قاعدة وادي سيدنا في أم درمان إلى الخرطوم بحري، إلى جانب تقدم وحدة ثانية من مدينة شندي في ولاية نهر النيل باتجاه مصفاة الجيلي، بالتزامن مع تحرك كتيبة ثالثة من منطقة الحلفايا نحو المصفاة، التي تم طرد عناصر المليشيا منها.
وأكد فتح الرحمن أن فكّ الحصار عن القيادة العامة للجيش أتاح الفرصة لإدخال الإمدادات العسكرية والغذائية لمئات الجنود والضباط الذين ظلوا محاصرين داخلها لما يقارب العامين، بعد أن كانوا يعتمدون على عمليات الإسقاط الجوي التي نفذها سلاح الطيران لتوفير الذخائر والإمدادات الغذائية، وفقًا لجندي تحدث لـ”الجزيرة نت” من داخل القيادة.

× تحولات كبرى:

وقال الخبير خالد أن هذه التطورات سيكون لها تأثيرات وتحولات كبرى على مستوى المشهدين العسكري والسياسي في السودان، إذ أصبح الجيش ممسكًا بزمام القرار، ومن المتوقع أن يفرض سياسات مستقبلية عبر تعديلات دستورية يترقبها الشارع السوداني، مما يمهد لفترة انتقالية أوسع بمشاركة قوى سياسية جديدة فرضتها الحرب بشكل مختلف.

× ربط خطوط الإمداد:

ووصف المحلل السياسي أسامة عيدروس ما تحقق من انتصارات عسكرية للجيش بأنه “تحول إستراتيجي كبير في ميدان المعركة”، معتبرًا أنه أصبح بالإمكان الآن تطهير الخرطوم بسهولة من “جيوب التمرد المعزولة”، وإعادة ربط خطوط الإمداد بين وحدات الجيش، مع نقل العمليات بالكامل إلى غرب السودان. وأضاف عيدروس أن المتحركات العسكرية الأخرى يمكنها الآن فك الحصار عن مدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان، وتحويلها إلى قاعدة عسكرية يتم من خلالها شن عمليات تحرير مدن الضعين في شرق دارفور، وزالنجي والجنينة ونيالا في وسط وغرب وجنوب دارفور على التوالي، إضافة إلى فك الحصار عن الفاشر في شمال دارفور. ووفقًا له، فإن هذه التطورات تعني أن “نهاية التمرد بدأت في العد التنازلي”، حيث باتت تحركات قوات الدعم السريع مكشوفة، وأصبحت معارك الخرطوم تتجه نحو الأطراف، بل وتحولت إلى عمليات ملاحقة للعصابات الإجرامية.

× نقطة التحول:

وأكد عيدروس أن نقطة التحول الحقيقية بدأت عندما نجح الجيش في طرد قوات مليشيا الدعم السريع من ولايتي سنار والجزيرة مؤخرًا، في خطوة وصفها بأنها “قاصمة ظهر للمليشيا”. كما توقع أن تشهد الساحة السياسية السودانية تغييرات كبيرة بعد الحرب، ما قد يفرض عدة سيناريوهات، منها إمساك الجيش بزمام الأمور، مما يمهد لفترة انتقالية جديدة وفق ترتيبات دستورية.
وأشار إلى أن هناك احتمالية لتشكيل حكومة تضم شخصيات مستقلة لإدارة شؤون البلاد خلال الفترة الانتقالية، على أن تُوكل إليها مهمة تهيئة الأجواء لما بعد الحرب، تمهيدًا لإجراء الانتخابات، التي من المرجح أن تشهد تحالفات سياسية جديدة.