وردي والكابلي .. معلومات تنشر لأول مرة

كتب: صلاح الدين عبد الحفيظ

وُلد عبد الكريم الكابلي ومحمد وردي في عامٍ واحد، وهو عام 1932، ومن المصادفات اللافتة في حياتهما وجود خمسة قواسم مشتركة واضحة في مسيرتهما الفنية.
أولًا: عملا موظفَين في الحكومة قبل دخولهما مجال الغناء، إذ عمل محمد وردي معلمًا، قبل أن يتفرغ للفن الغنائي، بينما عمل الكابلي موظفًا بإدارة المحاكم، قبل أن يشتهر كفنان معروف.
ثانيًا: ارتبط ظهورهما الفني الأول بشمال السودان؛ فقد عرف أهالي مروي وما جاورها الفنان الكابلي خلال ثلاث سنوات قضاها موظفًا بمحكمة مروي العامة، أما محمد وردي، فقد عمل معلمًا في أقصى شمال السودان، وهي المناطق التي انطلق منها نحو الشهرة.
ثالثًا: بدأ كلاهما مسيرته الغنائية عبر الإذاعة السودانية في عام 1957، وهو العام الذي انطلقا فيه غناءً وتلحينًا.
رابعًا: تنافس الاثنان في تقديم روائع الأغنيات، مما جعل فترة الستينيات وبداية السبعينيات من أزهى فترات الغناء السوداني. ففي تلك الفترة (1960-1972)، كانا يتسابقان في إبداع الألحان الخالدة، حيث غنى محمد وردي رائعة مرسي صالح سراج “النهر والوطن”، بينما قدم الكابلي أيقونة تاج السر الحسن “آسيا وأفريقيا”. كما كانت أشهر أغنيتين تنافسا فيهما أغنيتا “ضنين الوعد” لعبد الكريم الكابلي و”الحبيب العائد” لمحمد وردي، وكلاهما من كلمات الشاعر صديق مدثر، الذي أصبح رمزًا لروائع الأغنيات السودانية. واللافت أن الأغنيتين كانتَا مستلهمتين من ملهمة واحدة، ما يجعلهما جزءًا من تاريخ الغناء السوداني الخالد.
خامسًا: انتشر فنهما خارج السودان، إذ كانا من أبرز سفراء الغناء السوداني عالميًا. فعبد الكريم الكابلي قام بأكثر من 52 رحلة فنية خارج السودان، بينما بلغ عدد رحلات محمد وردي الخارجية 36، في إطار نشرهما للفن السوداني.
لقد ظلّ الاثنان رمزين من رموز السودان العريق، المتين بأهله ومبدعيه.