
د. عمر كابو يكتب: القاهرة تكتب التاريخ من جديد
ويبقى الود
د. عمر كابو
القاهرة تكتب التاريخ من جديد
** يبدو أن قدر مصر أن تمضي شوطًا جديدًا في الدفاع عن كبرياء الشعب الفلسطيني الجريح.
** هاهي تجتمع إرادتها وتتوحد عاطفتها قيادة وشعبًا رافضة أي محاولة للتهجير القسري للشعب الفلسطيني.
** ففي وقت صمتت معظم الدول العربية ولم تحرك ساكنًا إزاء القرار المعيب الذي أصدره الرئيس الأمريكي المعتوه ترامب والذي قضى بتهجير شعب غزة الجريح قسريًا إلي سيناء أعلنت الحكومة المصرية قرارها القوي والقاضي برفض أي محاولة للتهجير القسري لهم.
** وقفت مصر هذا الموقف القوي الذي يعبر عن عزة وكرامة وشموخ العربي الذي يأبى الضيم والخسف وإذلال الإنسان لأخيه الإنسان تحت أي ذريعة كانت.
** يدعم موقف مصر في هذا القرار أن قرارات الأمم المتحدة كلها نحت منحى الإدانة والتجريم والاستنكار لما لحق شعب غزة العزيز من تقتيل وتشريد وتدمير ممنهج.
** من المناسب جدًا المسارعة في التذكير دائمًا والاحتفاظ للأخوة المصريين بأنهم ظلوا يرفضون أي محاولة لتركيع أو إذلال الشعوب العربية.
** وفي البال راحة وسكينة لوقفة مصر رئيسًا وشعبًا من الشعب السوداني في محنته الحالية ومحاولة تهجيره قسريًا واقتلاعه من أرضه عبر خطة تجريفه (ديمغرافيا) واستبداله بعربان الشتات المنتشرين في حدود ليبيا وتشاد والنيجر ومالي وأفريقيا الوسطى والسنغال.
** فقد احتضنت مصر أشقاءها في السودان بنبل وكرم وصبر ومعزة هي من طبع الإنسان المصري الكريم ولا زالت تحتضنهم دون ضجر أو سخط أو تبرم.
** أي محاولة للتهجير القسري لسكان غزة يمثل جريمة كاملة الأركان وفقاً لميثاق روما وكل المعاهدات والمواثيق الدولية المعلنة الصادرة عن ميثاق الأمم المتحدة.
** فالقانون الدولي الإنساني يرفض فرض خيار إجبار أو إكراه أو فرض وصاية على أي إنسان في تغيير وطنه أو ترحيله من أراضيه إلي أراضى الغير.
** يأتي قرار ترامب الغريب هذا في وقت تثبت فيه غزة صلابة وقوة استثنائية وهي تنتصر على الترسانة النووية والأسلحة الثقيلة وكل صواريخ العدو مما أجبرت إسرائيل أن تنزل كسيرة حسيرة بعد أن خسرت الحرب راضخة بخيار الهدنة ووقف القتل.
** صلابة أهل غزة الكبرياء كان أعظم ونحن نشاهدهم يعلنون العودة الطوعية لها ما منعهم من ذلك الاحتجاج أو الاعتذار أو التعذر بما لحق بها من تدمير شامل سكنى وبنيات تحتية.
** اختاروا حضنها الوثير ولو كان ذلك معناه مصافحة وجوههم المنيرة للفحات البرد القارس ولو كان ذلك مواجهتهم لكل ألوان قسوة الحياة وشظفها إن أضحى سببًا كافيًا في إعادتهم لها من جديد.
** يكفي مصر قيادة وشعبًا أن ترفض أي ظلم أو قهر للشعب الفلسطيني البطل رافضة تهجيره وحسبها من ذلك وعد السماء: (من مشى مع مظلوم حتى يثبت له حقه ثبت الله قدميه على الصراط يوم تزل الأقدام).
** ثناء مستحق للرئيس المصري فخامة الجنرال عبدالفتاح السيسي طيب النفس مكتمل العزم يرفض الغدر ويخفض جناحه للشعوب العربية ويفتح صدره وعقله وقلبه لكل من هبط لمصر مستنجدًا بها وبأهلها الكرماء الأنقياء الأتقياء.
** هذا القرار يليق بمصر وبتاريخها العريض الذي جعلها دومًا في صدارة الأمة العربية رمزًا لكبريائها وعظمتها ونبلها عزة لا تقبل الضيم.
** عاشت غزة رمزًا لصلابة أمتنا العربية وعاشت القاهرة سيف الحق نصيرة المظلومين وعلى الباغى تدور الدوائر.