استنطاق الأمثال الشعبية في تفسير الأزمة السودانية

ولألوان كلمة
حسين خوجلي
استنطاق الأمثال الشعبية في تفسير الأزمة السودانية
1/ أهلك قبال تهلك:
الشعار الحكيم الذي أطلقه شباب الجزيرة وهم يدافعون عن أهلهم في القرى والحواضر بعد الاجتياح الغادر للمليشيا المأجورة.
2/ إن غلبك سدها وسع قدها:
حين انهار حلم آل دقلو بحكم السودان عبر الخيانة أطلقوا المرتزقة لتدمير الوطن وتجربته الحضارية فكان هذا المثل الذي علقوه على ألسنتهم وأعناق الللصوص والقتلة والمغتصبين.
3/ اب قنيفد بلا شوك ولافي:
المثل الذي أرسله المسنتفرون للقيادة وهم يطالبون بالسلاح فالساعد القوي بلا سلاح (ولافي).
4/ ابو القدح بعرف مكان يعضي أخو:
البرقية التي أرسلها شباب دارفور المقاتلين لجيش كاكا بتشاد حين صار الغدر شيمته والتنكر للجوار.
5/ السعن المويتو حبه جلباغ:
أصدق مثل قيل في حق حزب التجمع الاتحادي الذي يشكل الخماسي بابكر فيصل ومحمد الفكي وجعفر حسن وأيمن نمر وحمزة بلول قيادته ومكتبه السياسي وجمعيته العمومية ومن غفلة السودانيين فإن الباحث عن مهنة بابكر فيصل كان مستشارا للجنة التمكين سيئة الذكر وصار المصحح المرفود محمد الفكي قياديا برأس الدولة، وصار صبي الإعلان أيمن نمر واليا لأخطر عاصمة عربية وأفريقية بعد القاهرة، وأصبح الصحفي صاحب اللسان المتعثر حمزة بلول وزيرا للإعلام، (أمانة ما هملت يا وطن العراقة على يد متشردي الباقة).
6/ التسويها بايدك يغلب أجاويدك:
مقولة قيادات الإنقاذيين من المدنيين والعسكريين حينما أسقطوا دولتهم بأياديهم وأقبل بعضهم على بعض يتلاومون.
7/ الماشاف البحر تخلعوا الترعة:
المثل الذي انطبق على مطاريد الشتات حينما تحلقوا حول قنوات الجزيرة وترع المشروع وسجدوا على أعتاب النيل العظيم وقد ظنوا بتآمرهم انهم فارقوا الصحارى العدمية إلى الأبد حتى باغتهم الأحرارفصاروا أثرا بعد عين.
8/ نملة وشايلة ليها قملة:
قيلت في حين أعلن اندماج قحت في تقزم.
9/ الولادة صغرة والمشي صباح:
دعوة تقال للزواج المبكر والبكور في الرزق والسفر وقضاء الحوائج وهو بعض ما نحتاج له محاربة التخلخل السكاني وتراجع الانتاج والتنمية.
10/ الراجل أفجخي بصلة قبال ما يبقى أصلة:
وصية الأم لإبنتها أن تكون حازمة وحكيمة لا ناشذة ولا سليطة حينها سوف يتواضع الرجل ويحترمها وهي دعوة ألا يستعلي الذكور على الإناث بلا علم ولا دين ولا إنفاق والكثير من الرجال بصل والكثير منهم ورل.
11/ الضايق عضة الدبيب يخاف من جر الحبل:
ليست عنصرية ولا تطاول ولا تجاوز ولكن النكبة تقتضي فحص القادمين من غرب أفريقيا وجنوب السودان وأثيوبيا وليبيا التبو بلا أوراق ثبوتية ولا مهمة ولا تبرير، وما فعله المرتزقة يجعلنا نتمسك بهذا المثل السوداني الحصيف.
12/ الجمرة بتحرق الواطيها:
إنها الجمرة التي نحرق بها أكذوبة المركز والهامش التي طالما خدعنا بها الأوباش طويلا حتى اجتاحوا ديارنا وحطموا تجربتنا الحضارية تماما بجريمة لم يشهد مثلها القرن العشرين ولا الذي يليه.
13/ البيرقص ما بيغطي دقنو:
لقد سقطت إلى الأبد بعد النكبة كل الأقنعة ولم يبق في الساحة ما يخشى عليه الناس بعد أن اتضحت نوايا القاتل وتأوهات القتيل.
14/ الخيل تجقلب والشكر لحماد:
الشعب السوداني يعرف تماما من أهم الأتقياء الأخفياء الذين صنعوا الانتصار وتحدوا المستحيل وامتثلوا للصمت المهيب.
15/ الحوت ما بهددوه بالغرق:
المثل الذي يحفظه حتى أطفال شندي المدينة الباسلة وهم يسمعون ليل نهار تهديد الغزاة والمرتزقة والقتلة والحالمين بالاجتياح متناسين أن حريق ود الباشا في انتظارهم.
16/ البنريدو بنفرش ليهو الدرب والما بنريدو بنحرش ليهو الكلب:
إنه الحب القائم على الفكرة والمصالح والكراهية القائمة على العداوة واالتآمر.. مثل نهديه للأخ علي يوسف وزير الخارجية الذي يملأ الواقع السياسي بثقافته واعتداله وحصافة (ود البلد).
17/ العندو الضهر ما بندق على بطنو:
دون أن تنتظر مدينة التكينة عونا من أحد لا الجيش ولا الشرطة ولا الجيران، بسلاحهم فقط وإرادتهم صنعوا المثال الأوفى للمدينة المقاومة والإنسان الحر الذي يتعالى على الذل والإنكسار.
18/ البباري الجداد بوديهو الكوشة:
إلى كل القيادات التي تراهن قبل نهاية المعركة في أصحاب الألسنة الكذوب والقلوب المتشحة بالضغينة والعقول المستسلمة للشيطان إن الرهان على هؤلاء يعني أن كل الذي حققناه من انتصار سوف يذهب أدراج الرياح.
19/ الغُنا نمة والبت عمة والجنى خال:
الصوت أجمل وأشجى وأبلغ من الموسيقى، والعمة هي المقدمة الكريمة للزوجة الشابة الكريمة، والخال هو العنوان لإبن أخته، حين تريدون المصاهرة والمشاركة والاقتداء.
20/ بلداً ما فيها تمساح يقدل فيها الورل:
إنها القيادات (الورل) التي أفرزتها فورة ديسمبر، فقد ذهبت الإنتفاضة وذهب المنتفضون وذهب البرنامج وذهبت الأحلام إلى غياهب المجهول بلا رجعة، وبقي الشعار الوحيد لدى الحزانى من شبابنا (شليل وين راح أكلو التمساح).
21/ جلدا ما جلدك جر فيهو الشوك:
هذا ما تفعله بنا أغلب دول الجوار الذين يموتون غيظا لحيوية هذا الشعب وثرواته ومستقبله القادم. مهما تآمروا وتخابثوا وباعوا أنفسهم للمستعمر القديم والجديد، هذا أيها الأقزام جلد مصفح لن تخدشه أشواككم المسمومة.
22/ دبيب في خشمو جرادة ولا بعضي:
للذين يظنون أن الفيلق المشترى من المرتزقة سوف ينال من فاشر الجسارة ودارفور السلطان، هؤلاء قافلة من الجراد المستنفر نحو حقل محروس بالسلاح والبركة والرجال الذين لا ينامون عن حراسته.
23/ كل ديك في بلدو عوعاي:
سيعودون إلى بورتسودان زرافات ووحدانا بعد أن جفت خزائن المشتري الإقليمي والعالمي، وطردتهم جمعيات الغوث والإعانة، وطردتهم العواصم التي تلقي دائما خبث الخونة والمتآمرين على بلادهم في مزابل التاريخ، بعد أن يقضوا منهم الوطر، والآن يرفعون عقيرتهم داخل بلادنا التي طعنوها من الخلف بأصواتهم المنكرة وقد صدق المثل (كل ديك في بلدو عوعاي).
24/ مفطوم اللبن ما بسكتو اللولاي:
فليسمعها مجلس السيادة والوزراء والأمن والمخابرات والمالية، أن هؤلاء العملاء العائدين والمفطومين من لبن العواصم التي اشترتهم بالأمس وطردتهم اليوم لن يقنعوا بالكفاف، بل سيعملون المستحيل ليملأوا جيوبهم من مال الغفلة وعرق الجماهير التي تكسبوا بعذاباتها ليل نهار. إنهم كالأطفال الذين رضعوا من ثدي الخيانة، والذين رضعوا من ثديها لن يكفوا أبدا عن الصراخ. وإياك أعني فأسمعي يا جارة.
25/ الفولة بتنملي والبقارة بجو:
إنه صوت النقارة الهاتفة في البعيد وأصوات الحكامات الحكيمات وهن يشاهدن مواكب العرب وهم ينفضون أيديهم بعد جلاء الرغوة عن الصريح، وانكشفت خيوط المؤامرة. إنهم أبناء القبائل العربية وفي مقدمتهم المسيرية، وهم يعودون من جحيم المؤامرة والحرب العقيم لحماية السودان بعد ان اختطفتهم عصابة آل دقلو طويلا طويلا، وأن تأتي أخيرا خير من ألا تأتي أبدا.