إسحق أحمد فضل الله يكتب: (هوامش لمذكراتنا)

مع إسحق

إسحق أحمد فضل الله

(هوامش لمذكراتنا)

أحد قادة نزع السلاح يحدثنا قبل سنوات
قال: صديقي الخليجي كان لا ينقطع عن زيارتي السنوية .. نخرج فيها للصيد
وكان ثرياً … وملحداً تماماً
وكان يقول إن الله يخلق أشياء لا معنى لها
ويوما ننطلق للصيد في الصحراء
وغزال رائع يطل والمطاردة حامية
قال …. كان المعتاد أن المطاردة لا تستمر أكثر من خمس دقائق. لكن الغزال هذا يتوغل بنا لنصف ساعة فى الصحراء … وتوقفنا.
وصديقي ينظر إلى شجيرة وسط الصحراء. منفردة تماما ليقول لي ساخراً
؛؛ الشجرة هذه … حيث لا بشر. ولا حيوان. ولا حتى طير يمر بها …. قل لي لماذا يخلقها الله في وسط الصحراء
قال الضابط
ولم استطع الاجابة
والخليجي عاد إلى أهله … وعام … وعام ورابع
وهو لا يعود.
وبعد العام الرابع أُفاجأ به يدخل
ورأيته … وبكيت
كان وجهه ماكولاً ومتعفنا …. أكلته الحشرة تلك التي في السودان كانت تسمى …. المغتربة … والتي تأكل أي عضو فى الإنسان كأنها النار. والتي لا علاج لها
قال لي صديقي
السنوات الأربعة كنت أطوف فيها مستشفيات العالم أبحث عن علاج …. وفشلوا …
والآن جئت أودعك قبل موتي ..
قال الرجل
ووضعت الخليجي فى عربتي وانطلقت به
انطلقت به في الطريق الذي قادتنا إليه الغزالة قبل أربع سنوات. ووقفت عند الشجرة تلك
ونبشت تحتها وأخذت من جذورها
وأصبحت أغلى الجذور هذه كل صباح وأغسل بها وجهه المتعفن الممزق
وأسبوعان ….
وشفى.
قلت للرجل
اللحظة التي صادفنا فيها الغزال لم تكن صدفة
والطريق الذي قادنا فيه الغزال لم يكن صدفة
وأن تلتفت أنت للشجرة تلك لم يكن صدفة …
و ….
قلت
:: الله سبحانه لا يخلق شيئا عبثا …. بل الله سبحانه كان يقودك لتعرف أنت عملياً هذه الحقيقة ….
فهمت؟
قال
الرجل تبدل أمره
أئمة المنابر عندنا هم الذين يقتلون الأمة … وليس الملحدون.