إشراقة: حمدوك سار في طريق خيانة الوطن

إشراقة سيد محمود في حوار الصراحة والوضوح مع “ألوان”:
لا أحد ينكر وقوف الإسلاميين ضد الغزو الخارجي
“تقدم” تطلب الاستعانة بالخارج بشكل قبيح ولا تفرق بين معارضة النظام والوطن
حمدوك سار في طريق خيانة الوطن
بعد الحرب سنذهب للانتخابات بمن فينا المؤتمر الوطني
حوار: مجدي العجب
قالت الأستاذة إشراقة سيد محمود، رئيس الهيئة القيادية للحزب الإتحادي الديمقراطي، إن النتيجة الحتمية لـ “تقدم” هي الانقسام. وأوضحت في حوارها مع “ألوان” أن هذه المجموعة تستعين بالخارج بشكل قبيح، معربة عن أسفها لسلوكها طريق العمالة، وعدم تفريقها بين معارضة الوطن ومعارضة الأنظمة. “ألوان” طرحت على إشراقة بعض الأسئلة حول ما يدور في الساحة السياسية السودانية، وكانت هذه إجاباتها:
× بعد الرهان على مليشيا الجنجويد، انقسمت “تقدم”. ما تعليقك؟
+ كنت قد راهنت على ذلك من قبل، فهذه هي النهايات الحتمية لكل بداية عبثية. فمنذ أن كانت تُعرف بـ “قحت”، ثم تحولت إلى “تقدم”، أدخلت نفسها في مسرح الفوضى. حينها فقدت كثيرًا من مكوناتها، مما يعني أنها اختلفت مع ذاتها. وأتذكر منذ أن خرجت منها أحزاب سياسية ومنظمات مجتمعية، وأُطلق عليها وقتها “قحت المركزي”، كان واضحًا أنها في طريق التشظي.
لاحقًا، أدخلت نفسها في محاولات يائسة لدعم مليشيا الدعم السريع من أجل السلطة، فيما سُمّي بالاتفاق الإطاري، وكانت النتيجة الحتمية لذلك هي الحرب. وبعد اندلاع الحرب، استعادت الدكتور حمدوك مجددًا في محاولة لمنح نفسها بريقًا جديدًا، لكنه سار في طريق دعم المليشيا بقوة، متآمرًا على البلاد. لذلك، فإن انهيارها الآن أمر طبيعي ومتوقع.
× البعض يرى أن هذا كله مجرد مسرحية لذرّ الرماد في العيون؟
لا أعتقد ذلك، بل هو نهاية طبيعية لبداية عبثية. فقد أدرك جزء من مكوناتها أنهم أمام كارثة إن استمروا في دعم حكومة الدعم السريع، وهي حكومة بلا واقع، مما دفعهم للانفصال. فهذه مخاطرة كبيرة قد تؤدي بهم إلى دارفور، حيث سيكونون هدفًا عسكريًا للجيش والطيران، أو ربما يتم تصفيتهم من قبل الدعم السريع نفسه، لأنهم ارتكبوا جرمًا كبيرًا بمساندة مليشيا الجنجويد.
× في بيان له، طالب حمدوك الاتحاد الإفريقي بعدم فك تجميد عضوية السودان. ما تعليقك؟
+ هناك أمور تحدث لأول مرة في السودان على مستوى المعارضة منذ الاستقلال، منها أن هذه القوى السياسية، بما فيها حمدوك، تطلب الاستعانة بالخارج بشكل فجّ. هذه المجموعة السياسية، سواء كانت “تقدم” أو “صمود” أو غيرها، لا تفرق بين معارضة النظام والوطن.
الخيانة للوطن أصبحت سلوكًا متأصلًا لدى “قحت”، فقد اعتادت على ذلك. طلبت من قبل وضع البلاد تحت البند السابع، كما طلب حمدوك بعثة “يونيتامس”، التي تسببت في الحرب. لذلك، لم يكن مفاجئًا أن يطالب بعدم فك تجميد عضوية السودان في الاتحاد الإفريقي. لكن ما تقوم به هذه القوى في الخفاء أخطر بكثير مما يعرفه البعض، والمؤسف أن هذه المجموعة مضت في طريق الخيانة دون رقيب ذاتي أو ضمير.
× ما تقييمك للدور الذي لعبته القوى الوطنية في الفترة الأخيرة؟
+ هذه القوى الوطنية ظلت تلعب دورًا كبيرًا منذ رفضها للاتفاق الإطاري. وما جرى في مؤتمر بورتسودان كان مجرد محطة ضمن محطات العمل الوطني. فقد وقفت هذه القوى بصلابة ضد تفكيك الجيش السوداني، وكانت سدًا منيعًا لحماية الدولة السودانية في الخارج. كما لعبت دورًا حاسمًا في مؤتمر أديس أبابا، مما أجبر “تقدم” على عدم الحضور، رغم أنه كان منبرًا لها.
لكن للأسف، هناك سوء فهم حول هذا المؤتمر، إذ يظن البعض أنه يتعلق بتوزيع السلطة، بينما هو في الحقيقة دعم للحكومة الانتقالية، التي ستُشكل من كفاءات وطنية غير حزبية، بعيدًا عن أي محاصصة سياسية.
× في بيان له، وصف مالك عقار، نائب رئيس مجلس السيادة، الإمارات صراحة بممارسة عدوان على السودان… ما رأيك؟
+ نائب رئيس مجلس السيادة ظل واضحًا في مواقفه منذ اندلاع الحرب، واتخذ موقفًا قويًا في أصعب الأوقات، كرجل ذو خبرة عسكرية. وهو، بصفته الرجل الثاني في الدولة، كشف المؤامرة التي تحيكها الإمارات عبر الأمم المتحدة. كما أن الاتحاد الإفريقي أصدر بيانًا أوضح فيه تفاصيل هذه المؤامرة للشعب السوداني.
× ما قراءتك لخطاب البرهان الذي وجهه للإسلاميين؟
+ أعتقد أن الرئيس البرهان، وكل الجيش السوداني، والقوى السياسية الوطنية، ظلوا يدافعون عن حقيقة أن الإسلاميين جزء لا يتجزأ من الشعب السوداني الذي يقاتل غزوًا خارجيًا.
ذريعة “حرب الإسلاميين” التي تروج لها الإمارات تهدف إلى إقناع العالم بأنها تحارب الإرهاب، وذلك لتبرير جرائمها في السودان. لذلك، خطاب البرهان كان رسالة موجهة للخارج. لكن في هذه المرحلة، نحن بحاجة إلى وحدة الصف الوطني، وليس هناك مجال لأي خلافات بين القوى الوطنية، فالجميع في خندق واحد مع القوات المسلحة، بمختلف توجهاتهم السياسية. لا يمكن الآن أن نقبل أي تفرقة بين الإسلاميين وغيرهم.
× إذًا، هل جاء بيان أحمد هارون لنفي الشائعات حول عودتهم؟
+ أولًا، لا أحد ينكر أن الإسلاميين وقفوا بقوة إلى جانب القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى في هذه الحرب التي تستهدف الوطن والمواطن. ويُحسب لهم أنهم قاتلوا للحفاظ على الدولة السودانية، دون أن يطالبوا بالعودة إلى السلطة.
هم يدركون تمامًا الخطر الذي يهدد البلاد والجيش السوداني. لذلك، كان خطاب أحمد هارون مسؤولًا ومتزنًا. وفي النهاية، كل القوى السياسية، بما فيها المؤتمر الوطني، ستذهب إلى الانتخابات بعد الحرب، ليقول الشعب كلمته.