رحيل مفاجئ لفنانة شهيرة

وكتب الفنان السوداني صالح أبو الريش “نسألكم الدعاء لها بالرحمة والمغفرة”.

ونشأت آسيا مدني التي رحلت بصورة مفاجئة في كنف أسرة فنية في السودان، مما أسهم في تشكيل ثقافتها الموسيقية. فقد كان والدها متخصصًا في العزف على آلة العود، بينما تميز شقيقها بالعزف على الإيقاع. ظهرت لأول مرة على المسرح وهي في الثامنة من عمرها، وشكّل ذلك بداية رحلتها الفنية.

واكتسبت آسيا مدني شهرتها بفضل تمسكها بتقديم الأغاني الفلكلورية السودانية، مما منحها لقب “مرسال الفلكلور السوداني”. وخلال مسيرتها الفنية، حرصت على إبراز التراث الموسيقي التقليدي لبلدها، إلى جانب تقديم أنماط موسيقية أفريقية متنوعة من مختلف أنحاء السودان. كما تميزت بتخصصها في فن الزار، وسعت إلى إعادة إحياء التراث بأسلوب عصري عبر حفلاتها التي قدمتها في مصر وأوروبا.

وتحدثت مدني في لقاء تلفزيوني سابق عن عشقها العميق للإيقاعات السودانية، مؤكدة أنها بدأت رحلتها في هذا المجال منذ صغرها. وأوضحت أنها تعلمت تباين الإيقاعات الموسيقية والغنائية بين مناطق السودان المختلفة، من الجنوب إلى الشمال والوسط، مما انعكس في أسلوبها الفني. كما تأثرت منذ طفولتها بأعمال كبار المطربين المصريين مثل محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ، بل أعادت تقديم بعض أغنيات سيد درويش بصوتها الفريد.

ومع بداية الألفية، انتقلت آسيا مدني إلى مصر واندمجت سريعًا في الساحة الموسيقية، حيث كانت انطلاقتها الأولى على خشبة دار الأوبرا المصرية. لاحقًا، أسست فرقتها الموسيقية الخاصة، حيث خاضت تجربة التأليف والتلحين إلى جانب الغناء، مستفيدة من إتقانها العزف على الآلات الفلكلورية السودانية.

وانضمت مدني إلى مشروع النيل، الذي يضم 30 موسيقيا من دول حوض النيل، بهدف إعادة إحياء التراث الموسيقي الأفريقي. ومن خلال هذا المشروع، شاركت في فيلم وثائقي يحمل اسم الفرقة، والذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

وقدمت الفنانة الراحلة عددًا من الأغنيات التي نالت شهرة واسعة، من بينها، “جبال النوبة”، و”القمر بضوي”، و”الزول”.

وتعددت نشاطات آسيا مدني الفنية، فإلى جانب الغناء شاركت كممثلة في مسلسل “بطن الحوت” من تأليف وإخراج أحمد فوزي صالح، وبطولة محمد فراج، باسم سمرة، سماح أنور وأسماء أبو اليزيد.