ميثاق نيروبي .. (القشة) التي قصمت ظهر الأمة القومي

ميثاق نيروبي .. (القشة) التي قصمت ظهر الأمة القومي
مؤسسة الرئاسة تفصل “برمة”، فهل ينتفض الجنرال في وجه الأنصار؟
برمة ناصر يطلق التهديد والوعيد بقلب الطاولة على خصومه
++++++++++
أمدرمان: الهضيبي يس
أحدث تحالف تنظيمات سياسية وحركات مسلحة مع قوات الدعم السريع – لتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرتها – هزة وانقسامات وسط تلك التنظيمات، مما يزيد المشهد السوداني تعقيدا ويفتح الباب أمام تشظي سياسي، ويهدد إقليم دارفور باستقطابات جديدة حسب مراقبين.
وأدى تبني فصائل الجبهة الثورية وشخصيات، في تحالف تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم”، تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم السريع إلى حل التحالف وميلاد تكتل جديد في 10 فبراير تحت اسم التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) واختار عبد الله حمدوك رئيسا له.
بالمقابل رجحت القوى التي وقعت ميثاق سياسي في نيروبي قبل أيام لتأسيس “حكومة السلام والوحدة” تضم حسب ماذكرت تضم أحزابا سياسية وحركات مسلحة ومنظمات مجتمع مدني وإدارات أهلية، بجانب قوات الدعم السريع. وأطلقت اسم “تحالف السودان التأسيسي” على تنظيمها الذي يشكل الحكومة المرتقبة التي تقول إنها ستكون معنية بوحدة السودان وتحقيق السلام، لتثبت عدم شرعية حكومة بورتسودان.
فقد جاء اجتماع التحالف الجديد “تأسيس” في نيروبي تزامنا مع تهديد صادر من حزب الأمة القومي باتخاذ إجراءات في مواجهة رئيسه المكلف فضل الله برمة ناصر بعد مشاركته في التحالف ومخاطبته مؤتمره التأسيسي.
وقالت مؤسسة الرئاسة بالحزب في بيان سابق لها إنه لم يفوض برمة ناصر أو أي عضو آخر لتمثيله في المؤتمر الذي عقدته قوى الحكومة الموازية بالعاصمة الكينية. وأضافت – في بيان – أن مؤسسات الحزب ستجتمع لاتخاذ القرارت اللازمة بشأن المشاركين دون تفويض، حيث دعت إلى عقد اجتماع طاري ليلة الاثنين امتد لساعات قضت من خلالة بانهاء تكليف رئيس الحرب اللواء فضل الله برمة ناصر، وكانت القيادية في حزب الأمة رباح الصادق المهدي قالت – في منشور على فيسبوك – إن مشاركة برمة ناصر في الحكومة الموازية يعتبر “انتحارا سياسيا لشخصه ومحاولة لنحر الحزب”.
بينما يعتقد الباحث السياسي رشوان عبد القيوم أن لكل مجموعة من المتحالفين مع الدعم السريع أهدافا مختلفة عن الأخرى، ويمكن النظر لتداعيات ما حدث لبعض التنظيمات من انقسام من زاويتين جهوية وسياسية.
ووفقا لحديث الباحث فإن هناك تنظيمات سياسية وحركات مسلحة تعد التحالف رافعة جديدة بعد استحالة تموضعها سياسيا والحصول على مكاسب في السلطة، وتعتقد أنه سيجعلها جزءا من أي تسوية سياسية مرتقبة بين المتحاربين أو وراثة القوى العسكرية لمليشيا “الدعم السريع”.
معتبرا تداعيات هذا الوضع ستكون استمرار تشظي القوى السياسية وتعزيز سيناريو الانقسامات الجهوية والجغرافية، و”الأخطر من ذلك كله إتاحة المزيد من فرص التدخل الخارجي في شؤون البلاد”.
ويشير والمحلل السياسي عثمان ضو البيت أنه ليس من السهولة ابتسار ظاهرة انشقاقات القوى السياسية في الاختراقات وضعف القيادات أخلاقيا وتنظيميا، فالظاهرة قديمة ومتجذرة في تربة الحياة العامة كلها لا السياسية وحدها.
وليس من الصواب إبعاد السياقات الزمانية والمكانية والاجتماعية التي نشأت فيها هذه القوى السياسية والمدنية، ومارست خلالها أنشطتها “فقد نشأت داخل بيئة تسيطر عليها انتماءات عشائرية ضيقة، وتبعية طائفية قابضة، ومجتمع أبوي تقليدي يقف في طرف نقيض من الحداثة” حسب منشور للكاتب.