أسلحة الأوبئة .. المشروع الآثم!

مخطوطات فضحت المؤامرة
أسلحة الأوبئة .. المشروع الآثم!
أسلحة ذكية .. فيروسات مُعدلة للتأثير على اقتصاديات الدول
مشروع الساحل .. سلاح خفي وفتاك للقضاء على السُود بجنوب أفريقيا
++++++++++
أمين حسن عبد اللطيف
تلجأ المجموعات الآيدولوجية عبر التاريخ، بعد اعتلاء السُلطة إلى اقصاء كل مَن لا يوافق آرائها وتوجهاتها بالبلاد عن المسار السياسي، ورُبما يذهبُ البعضُ إلى التطرّف نحو القضاء عليهم حتى وإن كان هؤلاء المعارضين من أصحاب حقٍ أصيلٍ ومُلاّكٌ لتلك الأرض. وربما لهذا ذهبت النازية العُنصرية في أربعينات القرن الماضي إلى تبنّي انتاج أسلحةٍ أحيائية تُقصي عن الحياة كُلّ من لا يمتُّ بصلةٍ فيزيائية إلى الجنس “الآري” في بلاد “الجيرمان” بدايةً، وبعد ذلك تعديل ذات السلاح للقضاء على من يُخالف قادة الحزب البغيض آرائهم!. وتُفيد بعض المخطوطات غير الموثقّة أن جماعة “هتلر” رُبما نجحوا بعض الشيء في إرساء القواعد الأساسية لذلك التسليح، ولكن التردّد الذي اعتراهم في تجربة الجديد حال دون استخدامهم له والحرب العالمية الثانية تستعرُ وتنتقلُ عبر مراحلها التدميرية تِباعاً فتنتشرُ لتُشغلّ كافة أقطار الدُنيا ضمن دولابها المُتسارع. أسدلت الحربُ أستارها السوداء على الدمار الذي خلفتّه، وقُبرت مُخلفاتها الأليمة بما وراء الوجود لينشغّل أطرافُها بما بعدها من إعمارٍ وإحياء، واختفى هؤلاء العُلماء الذين وقفوا وراء ذلك التسليح المقيت، وتوالت أنباءٌ خجولة بعد ذلك عن ظهور بعضهم بأقطارٍ نائية وأخرى لم تُولد إلا بعد انتهاء تلك الحرب بعدة سنواتٍ!.
× المطر الأصفر:
إبان حقِب الحرب الباردة كان كلٌ من طرفيها يدعمُ حلفائه حول العالم بما تقتضيه السياسة. ونسبةً للتعتيم المعلوماتي الذي كان سارياً وقتها، لم تنتشرُ أخبار الإبادات التي سادت ببعض أنحاء تلكم الدُنيا المضطربة. ولكن ما رشح عن فترة حُكم “الخمير الحُمر” في سبعينات القرن الماضي بكمبوتشيا وقتها كان كفيلاً بإثارة الشكوك حول تطوّر تلك الأسلحة المُدمرّة. حكم “بول بوت” أربعة أعوامٍ فاتمة جسّدَ من خلالها الرُعب في نفوس الكمبوديين بقتل مليونيْن من السُكّان ادعّى معارضتهم له، وشيّدّ بعظامهم جُدراناً لاشاعة الرهبة بوجدان كل من يُفكّر في مُعارضة حزبه الحاكم.. وادعّت الولايات المُتحدة وقتها بأن الاتحاد السوفياتي المُساند لحكومة كمبوديا الشيوعية زوّدها بأسلحة جرثومية لإبادة المُعارضين اُطلق عليها اسم “المطر الأصفر” في وصفٍ لما نزل من سماء البلاد على عبادها بعد تحليق طائرات مجهولة وحمراء! بتلكم الأيام السوداء.. وأفادت مصادر استخباراتية فيما بعد بأن ذلك السلاح الوبائي طُورّ من قِبِل بعضُ من اختفى في أوربّا إثر انقضاء الحرب الكُبرى الثانية، وإن لم يستندُ ذلك الزعم على أرضٍ صلبة!.
× مشروع الساحل:
في ثمانينات القرن الماضي تبنّت حكومة جنوب أفريقيا، العُنصرية حينها، برنامج تسلّح بايولوجي يهدفُ إلى تصنيع مواد كيميائية تُهاجم جينات (مورثّات) العُنصر الزَنجي!. وبدأ طبيب القلب –الأبيض!- ووتر باسون البرنامج الذي أُطلق عليه اسم “مشروع الساحل”، ووفّر له رئيس البلاد وقتها بيتر ويلِم بوثا كل المساعدات والمُعينات لانتاج هذا السلاح الشيطاني!. وبجلسات مُحاكمة الطبيب في أكتوبر 1999، وبعد سقوط النظام العُنصري، أقرّ بأنه تقدّم في أبحاثه كثيراً لانتاج غازٍ يُطلقُ في الهواء ليقضي على كل ذي بشرةٍ سوداء دون أي تأثيرٍ على السُكّان البيض والأقلية بجنوب أفريقيا!، إلا أنه لم يتمكّن من الوصول إلى غاية حُكّام البلاد بانتاج ذلك الغاز العجيب، بحسب زعمه وزعم من عملوا معه بمشروع الشر الكبير ذلك. وبالطبع سقط ذلك النظام الدخيل وسادت الحُرية والمساواة وعادت الحقوق إلى أصحاب الأرض، وأُطلق سراح الطبيب بحسب مقتضيات آلية “الحقيقة والمُصالحة” التي تبنّاها الزعيم الراحل “نيلسون مانديلا”، والتي صفت ببنودها النفوس وتلاشت البغضاء والحقد بين سُكان البلاد لتعيش العناصر البشرية المُتنوعّة هناك في وئامٍ اجتماعي مثالي.. واحتجبت الأنباء عن ذلك البرنامج وتوارت كل مؤشراته، بل واختفى من عمِل به مع ذلك الطبيب.
× الجمرة الخبيثة:
وعلى الرغم من أن القوانين الدولية تحظر استخدام الأسلحة البيولوجية، إلا أن هناك حوادث تشير إلى استخدامها بشكل سري في العقود الأخيرة. واحدة من أبرز هذه الحوادث كانت قضية هجمات الجمرة الخبيثة في الولايات المتحدة عام 2001، حيث تم إرسال رسائل بريدية تحتوي على مسحوق الجمرة الخبيثة إلى عدد من المؤسسات الإعلامية وأعضاء في الكونجرس، مما أسفر عن وفاة خمسة أشخاص وإصابة آخرين. ورغم التحقيقات المكثفة، ظل الغموض يحيط بمصدر هذه الهجمات لفترة طويلة، قبل أن تشير الأدلة إلى عالم بيولوجي أمريكي كان يعمل ضمن برنامج الأسلحة البيولوجية. كما أن هناك اتهامات غير مؤكدة باستخدام أسلحة بيولوجية في النزاعات الحديثة، حيث أثيرت مؤخراً تقارير حول احتمال نشر مسببات أمراض بطرق غير تقليدية ضد السكان أو القوات المعادية. بعض التقارير أفادت باستخدام فيروسات أو بكتيريا معدلة جينياً للتأثير على اقتصاد دول معينة أو إضعاف قدرة مجتمعات بأكملها على المقاومة. هذه الاتهامات، رغم افتقارها إلى أدلة دامغة في بعض الحالات، تثير قلقاً متزايداً بشأن مخاطر الحرب البيولوجية الحديثة وإمكانية استغلال التكنولوجيا الحيوية لأغراض عسكرية بطرق سرية لا تترك أثراً واضحاً.
× فيروس كورونا:
وبالأمس القريب صرحّت مصلحة الصحة الوطنية البريطانية بأن فيروس “الكورونا” اللعين، الذي يعتري عالم اليوم تقتيلاُ ورُعباً، يُصيب ذوي البشرة السمراء –الأفريقية- وهؤلاء المُنحدرين من أصولٍ آسيوية بنسبة أكبر كثيراً من نُظرائهم الأوربيين البيض!، وعزا المُتحدث باسم المصلحة أن السبب الأساسي لذلك هو أسلوب معيشة غير البيض وتنشئتهم الأقل جودةً وعدم التزامهم بتوجيهات التباعُد وغيرها من مستلزمات التعايش مع الـ “وبائيات”!. وقد كشفت تحقيقات المصلحة الصحية أن تلك البيانات المُخيفة تشمل حتى هؤلاء الذين يعيشون في الدول الأوربية والغرب!. تكاثرت الاقاويل عن ذلك الفيروس الدخيل، وذُكر عنه ما ذُكرَ من حقائق وخيالات، وأدلى كل متحدثٍ مؤهّلٍ وغير مؤهّل بدلوه في أمر “الكورونا” المُحيّر، إلا أن التصريح البريطاني الأخير هذا يبعثُ على الدهشة والتعجّب، أليس كذلك؟!.