مساعد رئيس حزب الأمة القومي إسماعيل كتر لـ (ألوان): برمة أصبح جزءً من مؤسسة الجنجويد

مساعد رئيس حزب الأمة القومي إسماعيل كتر ل (ألوان):
برمة أصبح جزءً من مؤسسة الجنجويد
رفعنا التكليف عن رئيس الحزب وفقًا للقوانين واللوائح
قرار رفع التكليف عن برمة جاء بالتوافق الكامل
محمد المهدي حسن ما زال سادرًا في غيّه
+++++++
حوار: مجدي العجب
بدأت الصراعات داخل أروقة حزب الأمة القومي تخرج للعلن بعد أن كانت تُدار في الخفاء. غير أن توقيع رئيس الحزب المكلف، فضل الله برمة ناصر، على ميثاق نيروبي، كان القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث تصدت له مؤسسات الرئاسة وقامت بمواجهته وإعفائه من التكليف، بعد أن أصبح محسوبًا على مجموعة الجنجويد التي تقاتل الدولة السودانية. (ألوان) جلست إلى مساعد رئيس حزب الأمة القومي إسماعيل كتر لمعرفة المزيد من التفاصيل وخرجنا بالإفادات التالية.
بيان رئيس المكتب السياسي محمد المهدي حسن تضمّن مناصرة لبرمة ناصر.. ما ردكم؟
رئيس المكتب السياسي، بتصريحاته هذه، خالف لوائح ودستور المكتب السياسي نفسه، إذ إن مهامه وفقًا للدستور تنحصر في رئاسة اجتماعات المكتب السياسي، والإشراف على الأعمال الإدارية، وتنظيم المكتب بالتنسيق مع رؤساء الدوائر لاتخاذ قرارات صادرة عن المكتب السياسي مجتمِعًا. لكنه، في هذا الموقف، تجاوز صلاحياته واتخذ موقفًا فرديًا غير مستند إلى أي لائحة أو دستور.
لقد تعدّى بذلك على مؤسسة أعلى منه هرمًا، وهي مؤسسة الرئاسة، حيث إن مسائل كهذه من اختصاص المؤتمر العام للحزب. ومحمد المهدي حسن، رغم أنه أحد الأعضاء البالغ عددهم (154)، إلا أن مهمته تقتصر على رئاسة المكتب السياسي وليس اتخاذ قرارات منفردة.
لذلك، فإن تصرفه هذا يُعد تجاوزًا واضحًا، وهو استمرار لنهجه المخالف للوائح الحزب، والذي كان أحد الأسباب التي دفعت بالرئيس المكلف إلى سلسلة من الخروقات والتصرفات الأخيرة، وما زال سادرًا في غيّه.
ما الحيثيات التي استندتم عليها في إعفاء رئيس الحزب المكلف؟
إعفاء برمة ناصر جاء بناءً على حيثيات موثقة، وقد وردت في البيان الذي تضمّن القرار، حيث إن الأسباب معروفة لكل السودانيين.
حزب الأمة القومي حزب مفتوح الأهداف، وقراراته تُتخذ عبر المؤسسات الدستورية واللوائح المنظمة، غير أن فضل الله برمة ناصر اعتاد على تجاوز تلك المؤسسات، والتنقل بين التحالفات دون استناد إلى قرارات حزبية ملزمة.
هو في الأصل أحد (19) عضوًا تم تعيينهم من قبل الرئيس المنتخب ليكونوا جزءًا من مؤسسة الرئاسة، وعقب وفاة الإمام الصادق المهدي، كُلّف برمة برئاسة الحزب على أن يتخذ قراراته عبر مؤسسة الرئاسة مجتمعة. لكنه خالف هذا النهج مرارًا، وكان التجاوز الأخطر هو انتماؤه لفصيل مسلح يحارب الدولة، مما يُعد انحرافًا جسيمًا عن مبادئ الحزب. لذا، قررنا رفع التكليف عنه، أما مسألة عضويته في الحزب فهي تخضع لمؤسسات أخرى.
كيف تم اتخاذ قرار رفع التكليف عن برمة؟
القرار صدر عن اجتماع مؤسسي رسمي لمؤسسة الرئاسة، وبعد التداول والنقاش، تم اتخاذ القرار بالتوافق الكامل.
كيف تفسرون بيان رئيس المكتب السياسي المناقض لمؤسسة الرئاسة؟
لم يفاجأ أعضاء حزب الأمة ببيان محمد المهدي حسن، فقد كان متماهيًا مع برمة ناصر منذ البداية، وهو ما ظهر جليًا في تحركاته خلال الفترة السابقة، حيث كان يُحيط بالرئيس المكلف ويتصدر المجالس، بدلاً من القيام بدوره الأساسي في تنظيم أعمال مكتبه، الذي لم يجتمع منذ أكثر من عامين ونصف.
هل يمكن أن يؤدي ذلك إلى انقسام داخل حزب الأمة القومي؟
لا، لأن محاسبة القيادات لا تعني الانقسام، بل هي دليل على أن الحزب يسير وفق مؤسساته ولوائحه، والانتماء إليه وطني وديني وقدري. وبالتالي، فإن من يخالف اللوائح يخضع للمساءلة المؤسسية، وهو أمر طبيعي في أي كيان حزبي منظم. أما الخطر الحقيقي، فهو عدم محاسبة المخالفين، لأن ذلك سيؤدي إلى تعطيل اللوائح وإضعاف الحزب.
هل ما زال الحزب متمسكًا بالتحالفات التي أضعفته؟
بقرار رفع التكليف عن برمة، خرج الحزب من كل التحالفات التي انضم إليها بإرادة برمة ناصر وبعض مناصريه، وهو الآن ليس جزءًا من أي تحالف. نحن الآن بصدد تجويد مواثيق الحزب ووثائقه، لنطرح تحالفًا وطنيًا قويًا يخدم الأجندة الوطنية الحقيقية.
لكن هناك قيادات ما زالت ضمن تحالف “صمود”، مثل صديق الصادق؟
أي قيادة انحازت لأي محور، أو تبنّت موقفًا غير مستند إلى قرار مؤسسات الحزب، فهي تتحمل مسؤوليتها منفردة، والحزب غير مسؤول عن أي تصرفات فردية.
هل هذا يعني أنكم خارج تحالفي “تقدم” و”صمود”؟
نعم، القرار الأخير يعني أن الحزب خارج أي تحالف لم يكن بقرار مؤسسي، إذ إن جميع التحالفات السابقة جاءت نتيجة تفلتات من بعض القيادات، وبعضها ارتمى في أحضان الجنجويد، مما يُعد مخالفة صريحة للوائح الحزب وقراراته.
والآن، سنعمل على بناء تحالفات جديدة تخدم الأجندة الوطنية، وفق ما تراه المؤسسات المختصة في الحزب.
تصريح الأمين العام الواثق البرير بشأن مشاركة برمة في ميثاق نيروبي كان ضعيفًا.. ما تعليقكم؟
تصريح الأمين العام كان في إطار التوافق مع ما ذهبت إليه مؤسسات الحزب، وهو يُعبّر عن أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح والوطني.