النعوش الطائرة .. فقدان قيادات رفيعة وأرواح بريئة

عدم الصيانة والحظر الاقتصادي أبرز أسباب حوادث الطيران

النعوش الطائرة .. فقدان قيادات رفيعة وأرواح بريئة

خبير: يستوجب على “الانتنوف” التقاعد في السودان بعد 50 عاما من العمل

أمدرمان: الهضيبي يس

أعادت حادثة سقوط طائرة من طراز “الانتنوف” بمنطقة وادي سيدنا بأمدرمان غرب العاصمة الخرطوم قبل أيام شريط الذكريات لحوادث سقوط الطائرات والتي كثيرا ما ارتبطت في ذاكرة السودانيين بطائرة الانتنوف (إن-32) فهي أول طائرة صنعت في 9 يوليو من العام 1976، وقد صنعت منها 361 طائرة، ويبلغ سعر الطائرة الواحدة منها 12-15 مليون دولار وقتها. ومن خلال التقرير التالي نحاول أن نقف على أبرز حوادث “الطيران” في السودان – وماترتب عليها من مالات وأحداث سيما وأنها ماتزال مستمرة، وآخرها حادث تحطم الطائرة بمنطقة وادي سيدنا بأمدرمان غرب العاصمة الخرطوم قبل أيام والتي راح صحيتها 46 شخصا مابين المدنيين العسكريين من بينهم قائد منطقة بحري العسكرية اللواء بحر الدين.

+ حوادث قيادات الجيش:

في 1998 كان سقوط طائرة في جنوب السودان والتي خلفت من ورائها مقتل النائب الأول للرئيس السوداني الفريق الزبير محمد صالح. ثم كان شهر يونيو من العام 1999 توقيت عنيف وذلك بمقتل 50 شخصا بينهم ستة ضباط جراء تحطم طائرة عسكرية بعد إصابتها بعطل فني في ولاية كسلا شرقي السودان. ويعتبر شهر 2002 ذكرى حزينة وذلك باستشهاد العقيد إبراهيم شمس الدين مساعد وزير الدفاع و14 ضابطا إثر تحطم طائرة عسكرية نتيجة عاصفة رملية.

+ مئات الضحايا:

ولم يمض شهر يوليو لعام 2003 وقتل 115 شخصا في حادث تحطم طائرة سودانية عقب إقلاعها بوقت قليل من مطار بورتسودان، ولم ينج من الحادث سوى طفل صغير. وسقطت طائرة في شهر نوفمبر من العام 2003 حيث قتل علي علي منها 13 شخصا عندما انفجرت في الجو طائرة شحن من طراز أنتونوف بينما كانت تستعد للهبوط في مطار واو بولاية بحر الغزال جنوب السودان.
وصادف شهر يوليو من العام 2005 تحطم طائرة سودانية قرب مدينة نيالا غرب البلاد أسفر عن مقتل 19 عسكريا سودانيا.

+ مقتل جون قرنق:

أيضا فقد شهد شهر يوليو من العام 2005 مقتل النائب الأول السابق للرئيس السوداني جون قرنق في تحطم مروحية رئاسية أوغندية كانت تقله في جنوب السودان. كذلك في شهر فبراير من العام 2006 سقطت طائرة عسكرية سودانية في مطار بلدة أويل الجنوبية ما أدى إلى مقتل أفراد طاقمها السبعة و13 جنديا كانوا على متنها. بينما لم يمر شهر نوفمبر من العام 2007 إلا بمقتل جنديين سودانيين جراء احتراق طائرة سودانية من طراز أنتنوف عقب إقلاعها من مطار الخرطوم. وخلال شهر مايو من 2008 تحطمت طائرة من طراز بيتش كرافت 1900 تابعة لشركة النقل الجوي لجنوب السودان وكان على متنها 21 راكبا بينهم وزير الدفاع الجنوبي وقتها دومينيك ديم.

+ تقاعد واعتزال:

ويقول المحلل السياسي الرشيد محمد أحمد ان حوادث الطيران في العالم تعد أمرا طبيعيا بينما ربط الأمر في السودان بطائرات “الانتنوف” – التي ظلت تعمل في الاجواء السودانية نحو مايزيد عن 50 عام إذ يحق لها التقاعد و الاعتزال.
عازيا سقوط بعض الطائرات في السودان من وقت لاخر لأسباب تحمل الطابع السياسي باعتبار ماكان يتعرض له السودان من حظر اقتصادي تسبب في عدم ابرام الدولة لصفقات اقتصادية لتطوير مجال “الطيران”. ناهيك عن صيانة أسطول الطائرات المملوكة للدولة.