إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حوار…)

مع إسحق

إسحق أحمد فضل الله

(حوار…)

والشاب الذى يحزنه ادمان والده الخمر. يبحث عما يجعل والده يرى الخراب الذى يعيشه
ويفشل…ويفشل
ويوما يجد سكرانا ممددا فى الطريق وقد أطلق بطنه على ثيابه من شدة السكر…
والشاب يقول لنفسه
:: بس….وجدتها
وينطلق ويأتي بأبيه المدمن ليريه ما يفعل السكر
والأب ينظر إلى السكران الممدد في غيبوبة ثم يهز رأسه ويقول لولده
:: هلا…هلا….علي الطلاق أبوك كايس واحدة زي دي من سنين …وما لاقيها…
أستاذ عبد الرحمن
منذ سنوات ونحن نمتنع عن الكتابة عن الديقراطية. وعن كشف أنها خمر مسمومة لأننا نوقن أن الناس سوف يكون ردهم هو رد المدمن هذا. لما رأى السكران…
لكن….
الأمر ملخصه هو اننا
نوقن أن الغرب. جفف عبادة الله الكريم في نفوسنا وسقاها بعبادة الاله ديمقراطية
وصورتنا ظلت هي صورة صاحب (ادجار. الان. بو) الكاتب الامريكى
والصورة هي
تحت التنويم المغناطيسى الرجل يموت…
لكن الساحر الذي يقوم بعملية التنويم لا يطلق روح الميت. ويظل ممسكا بها. ويظل يحدثها
ويوم. وأيام. والميت يتوسل للساحر
:: أطلقني…أتركنى…أريد أن ألحق بالناس….ناس
مثل الصحراء. مثل موج البحر. لا نهاية لهم. يركضون. يلهثون يرتجفون. عاجزون عن التوقف. عاجزون عن السقوط. عاجزون عن اغلاق عيونهم….أطلقني. أطلقني
وأخيرا بعد ايام. الساحر يطلق روح الميت. والميت ينهد قيحا وصديدا.)
العالم الاسلامي كله هو الآن الميت هذا الذي يتحول جسمه إلى قيح وصديد داخل جلده
وهو يرى الآخرة بعينيه
ولا يستطيع تحرير نفسه
…….
السودان الآن/ بعد الحرب/ يرى كل شىء
ويتحرر….نعم….السودان الآن يتحرر
وبعد الحرب لن يعود إلى قبضة الساحر ليتعفن داخل جلده