إسحق أحمد فضل الله يكتب: صفحات

مع إسحق

إسحق أحمد فضل الله

صفحات

وصحافة العالم تكتب عن عبقرية الجيش السوداني
….لكن العبقرية هي إبتكار سلاح مختلف لكل حالة
وعام 2006 كان التمرد يجعل معسكر كلمة. شيئا خطرا إلى درجة أن من يدخله من الشرطة أو السلطة .. يقتل…
ومحمد نور من باريس ينفخ في اللهب
…….
وقائد الجيش هناك يعلم أن المخابرات العالمية تريد صداماً بين الجيش واللاجئين. حتى تستخدمه
والقائد هناك عاجز أمام خيار الموت.. وخيار التمدد المستمر…
والرجل كان راقدا في ظهيرة ساخنة …. وصراخ من بيوت القرية القريبة يصل إليه
صراخ إمرأة في حالة وضوع.
والرجل يقفز. صارخا. وكأنه يقول … وجدتها. وجدتها
كان صراخ المرأة يعيد إلى ذاكرة القائد ما سمعه من أن تسعة من كل عشرة من حالات الولادة فى معسكر اللاجئين تنتهي بالموت … موت الأم أو المولود. أو كليهما.
والقائد يجعل مخابراته داخل المعسكر تترصد أي صرخة لإمرأة فى حالة ولادة وتبلغها قيادة المعسكر في لحظتها
وساعات .. والخبر يصل إلى القائد أن هناك إمرأة تصرخ
وفي الحال القائد يضع (داية) في عربة مكشوفة ومعها جنود والعربة تنطلق وتدخل المعسكر
الناس الذين اعتادوا إطلاق النار على أي عربة عسكرية كان كل واحد منهم ينظر إلى العربة .. والداية وهو متجمد
كان مستحيلا إطلاق النار على عربة تحمل داية لإنقاذ إمرأة في حالة ولادة…
والعربة تصل
والداية تدخل
وجمهور كثيف أمام البيت .. يشعر أن شيئا يحدث
وصمت يترقب
صمت إلى درجة أن كل أحد سمع صرخة المولود حين انطلقت…
والداية تصعد العربة للعودة والجنود معها
وصاحب البيت .. والجمهور معه يقفون أمام العربة
:: علي الطلاق ما تمشوا إلا بعد الكرامة…
وصرخة في الأيام التالية وصرخة .. وصرخة
وجيش من الدايات يعمل
والقائد يصنع خطوة أخرى….
تلفزيون….
والرجل بذكاء كان يعرف ما يدخل قلوب الناس
القائد يطلق عددا من المصورين يصورون الناس .. ويجعلونهم يحدثون الكاميرا ويقولوا أي شيئ
بعدها
القائد ينصب شاشة تلفزيون ضخمة وسط المعسكر .. ويطلق الأفلام التي صورها الجنود داخل المعسكر
لتبدأ أروع (مشاهدة)
والناس في الساحة الكبيرة تحت الشاشة ينظرون وينفجرون فى الضحك .. والدعابة…
وحسنية تتخمخم وتحدث الكاميرا .. وحاج ادرو . خلف حماره يحدث الكاميرا. وحاج مروان حين يسقط من على حماره يصنع ضحكا لم يصنعه أعظم ممثل كوميديا.
و…
قائد المعسكر كان يجعل النازحين هؤلاء يعرفون أن الجيش ليس عدوا تقطر أنيابه دما كما صور لهم محمد نور … ومن يعملون له
ويوم يطلق الجيش ملفاته سوف يدهش الناس…
فالجيش السوداني الذي تكتب صحف العالم الآن عن عبقريته هو جيش عبقري في كل شىء
الجيش الذى يخترق أعظم حصار بكتيبة من الدايات