عصام جعفر يكتب: دجاجي يلقط الحب

مسمار جحا
عصام جعفر
دجاجي يلقط الحب
+  المفكر الإيراني علي شريعتي قال مرة: قلت لصديقي: لماذا سكت ديككم عن الصياح؟.
قال الصديق: اشتكى منه الجيران لأنه يوقظهم فذبحناه.
+  هنا فهمت أن كل من يوقظ الناس من نومهم وسباتهم التاريخي هناك من يريد قطع رأسه.
+  في حياتنا يتداول الناس إسم الدجاج ولا أحد يذكر الديك.
+  لا يحبون من يوقظ عقولهم وأفكارهم.
+  لذلك ذبح الديك وبقى الدجاج.
+  وأصبح الدجاج خشم بيوت، أشهرها الدجاج الإلكتروني الذي من طبعه أن يلقط الحب ويجري وهو فرحان كأن عيونه خرز له في الشمس ألوان.
+  الدجاج في أقفاصه وعشته، لا يفكر ولكنه “يلتقط” ما يرمى له من الحبوب ما يملأ به بطنه، فالدجاج لا عقل له.
+  رباب ربة البيت لها كمية من الدجاجات وديك حسن الصوت.
+  فذبحت الديك لأنها تخشى أن يوقظها على الحقيقة المرة وأبقت الدجاجات التي تبيض ذهبًا.
+  ومن عجب أن الدجاج الإلكتروني كله إناث، وليس فيه ديك واحد.
+  رؤوس الديوك دائمًا مطلوبة وسيسجل التاريخ أكبر مذبحة  للديوك.
+  وأصبح للدجاج غرف اعلامية وخطط يصيح حولها صباح مساء بلا كلل ولا ملل، لأن المربي يعلفه جيداً ويعرف تركيز العليقة التي يتناولها.
+  والدجاج تعرف أنواعه من صياحه، وألوان البيض الذي يفقسه، فهناك دجاج يساري، ودجاج قحاتي، ودجاج دعامي، ودجاج بيطري، ودجاج بلدي. ومن عجب هناك دجاج من خارج الحدود مرتزق!.
+  هناك مثل سوداني قديم يحدثك: (ما تباري الجداد بوديك الكوشة). فلا تستمع للدجاج حتى لا تجد نفسك في الكوشة.
+  الموسوسون:
+  قالوا إن السودان دوله علمانية يفصل فيها الدين عن الدولة، ويتساوى فيها الناس وعطلتها بالاربعاء وجيشها يتكون من شتات الحركات المسلحة الجهويه والعنصرية. هذه هي دولتهم التي يسعون لتأسيسها ويقاتلون من أجلها، لكنها لن تتكون إلا في أحلامهم، فأرض السودان لن تنبت مثل هذه البذرة.