قنصل السودان بجدة: موقف السعودية حرر شهادة وفاة لإعلان نيروبي

قنصل عام السودان بجدة د. كمال علي عثمان لـ (ألوان)

موقف السعودية حرر شهادة وفاة لإعلان نيروبي

العلاقة بين الشعبين السعودي والسوداني فوق الوصف والخيال

سنكشف قريبًا عن مبادرة لحل الخلافات التي ضربت الجاليات

جدة: عبد اللطيف السيدح
حل على (ألوان) ضيفًا كريمًا سعادة القنصل العام لجمهورية السودان بجدة الدكتور كمال علي عثمان طه الذي إلتحق بوزارة الخارجية مطلع تسعينيات القرن الماضي. وكان أول هبوط دبلوماسي له بمحطة نيويورك، ثم المغرب ثم أندونيسيا، ثم أبو ظبي ثم كمبالا، والآن قنصلًا عامًا لجمهورية السودان بجدة فإلى مضابط ما دار من حديث بيننا وبينه.

+ هل هذا أول رمضان في أرض الحرمين؟

نعم صحيح. وهذه من نعم الله سبحانه وتعالى على العبد أن يحل عليه رمضان في الرحاب الطاهرة بعد ثلاثة أشهر من تسلم مهام عمله، ولعل ذلك بشارة أخرى تضاف إلى البشارات الأخرى التي استفتحنا بها عملنا في هذه البلاد المباركة مهبط الوحي ومنبع الهداية.

+ هل عثرت على إكسير المحبة بين شعبي المملكة والسودان أم لازال البحث جاريًا؟

أجل حقيقة رغم أني أعلم عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، لكن حقيقة بكل صدق أقول لأول مرة ألمس وبصورة مباشرة عمق الروابط والعلاقات في إطارها الشعبي بين الشعبين السوداني والسعودي، فهذا الشعب النبيل يحفظ الجميل ويقدرعاليا كل ما قدمه السودان وأبناء السودان إلى المملكة العربية السعودية عبر التاريخ وعلى رأسها إسهام أبناء السودان في بناء المملكة العربية السعودية في مختلف المجالات الاقتصادية والقانونية والتجارية والتعليمية والرياضية ، وحتى على مستوى العمالة البسيطة، فالسعوديين يقدرون عالياً كل ما قدمه السودان وأبناؤه للمملكة ، ويردون الجميل والتحية بأحسن منها فهم يبادلوننا الحب والتقدير، وما من استطلاع مع الإخوة والأخوات السعوديات عن الجاليات ودورها الإيجابي في المملكة إلا وجاء الشعب السوداني على سنام القائمة.

+ كيف تعرفت على هذه الأحاسيس؟

من خلال اللقاءات ببعض الرموز في المملكة العربية السعودية سواء كانت مجتمعية أو اقتصادية أو رياضية أو رموز شعبية فخلال الأشهر القليلة الماضية استطعت أن ألمس عمق وتجذر هذه العلاقات الشعبية بين البلدين وحجم التقدير العالي لهذه العلاقات فبالأمس القريب حللنا ضيوفا على سمو الأمير عبد الله بن سعد بن عبد العزيز الذي ينظم كل عام الدورة الرياضية الرمضانية وهى دورة مهمة جدا وقد شرفني سموه بأن أسلم الكأس للفريق الفائز، لذا نشعر بأنه لزاما علينا أن نؤدي حق هذا التقدير وهذه العلاقة المتميزة بمزيد من التواصل ومزيد من العلاقات ومد الجسور مع الأخوة في المملكة العربية السعودية في مختلف المجالات.

+ هل ترى من أثر لدورالدبلوماسية الشعبية في ظل هذه الخلافات التي تضرب الجالية؟

حقيقة لا بد أن تتكامل جهود التمثيل الشعبي والتمثيل الرسمي حتى نعكس صورة طيبة وصورة حقيقية عن السودان في كل دول العالم. ولازلت وباستمرار أعوّل على دور الجاليات التاريخي ورموزها في كل دول العالم . وقد لمست الدور الكبير الذي قام به الرموز من أبناء السودان في دولة الأمارات العربية المتحدة. مثلا بسيطا على ذلك كمال حمزة، وأحمد عوض الكريم، وعلي أبو زيد، وعلي شمو، وغيرهم كثير من أبناء السودان الذين كانوا وما زالوا في هذه البلدان. وهؤلاء تركوا مفاتيح تمتين وتطوير العلاقات الثنائية مع كل دولة.

+ هل لديك علم بما يدور في هذه الجاليات؟

أنا مهتم جدًا جدًا برموز الجالية السودانية القدامى التاريخيين الموجودين في كل دولة. باعتبارهم هم الأبواب التي تنفذ من خلالها المجتمعات الى الدولة المستضيفة. وأدري أنه في فترات سابقة حصل تباعد ما بين الدبلوماسية الرسمية والدبلوماسية الشعبية، لكن الآن لابد أن نتحرك ونضع حدًا لهذا التباعد وذلك بالتنسيق التام مع جهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين في الخارج.

+ ماذا عن الخلافات بين جاليات المنطقة الغربية؟

في جدة بالتحديد والمنطقة الغربية يمكن أن أصف الوضع بغير الصحي وهناك خلاقات قديمة متجددة، خلقت فجوة حقيقية وأضرت كثيرًا بمصالح أبناء الجالية السودانية بالمنطقة الغربية وفي ذات الوقت أضرت بمصالح الوطن لأن وحدة الناس في وحدة الكلمة ووحدة المواقف، لا سيما وأن المعروف عن الجاليات أنها تنتج عملًا جيدًا على مستوى تقديم خدمات ممتازة لمنسوبيها وتحل مشاكلهم وتسعى لكسب حقوقهم المشروعة بالنسبة لهم في السودان من مختلف الخدمات التي تقدمها الدولة لأبناء للمغتربين. وفي ذات الوقت تنسيق الجهود وحدة المواقف ستعلي من قيمة الوطن والإهتمام بالقضايا الوطنية الكبرى خاصة والشعب السوداني كله داخليًا وخارجيًا يخوض معركة الكرامة وأنا متأكد لو كان الوضع معافى وجيد لكان للجالية دور أعظم وأكبر من هذا الدور الذي تقوم به الآن رغم الخلافات وهو يجد منا كل التقدير والاحترام، لا سيما فيما يخص دعم قوات الشعب المسلحة في معركتها التي تخوضها ضد هذه المليشيا المتمردة. ولكن أجزم أنه لو كان الوضع صحي وطبيعي لكان الدعم أعظم وأكبر من ذلك بكثير.

+ ألا تلوح في الأفق مبادرة وفاق ومصالحة بين رموز جالية جدة؟

نحن الآن حقيقة نسعى بكل جهودنا وكل ما أعطينا من قوة لإعادة اللحمة بين أبناء السودان حقيقة والآن في ظل غياب الجالية وغياب المؤسسات التي تخدم الجالية، برزت الروابط الولائية والمهنية. ونحن نجد أنفسنا مضطرين للبحث عن بدائل حتى لا تضيع كل الفرص. الآن العمل يسير من خلال هذه الروابط كل يخدم منطقته وبالتالي نخدم الوطن جميعًا. ونأمل أن يتجاوز أبناء السودان بجدة والمنطقة الغربية خلافاتهم ويضعوا نموذجًا مثاليًا لتكوين جالية جالية خدمية بعيدة عن كل أسباب الفرقة. ونحن نرتب لإطلاق مبادرة سنعلن عنها في وقتها نزف من خلالها البشرى لأبناء الجالية في المنطقة الغربية لطي الخلافات والمؤسسات المختصة في هذا الجانب لا بد أن يكون لها الدور الأساسي في مسألة التشكيلات والتكوينات، خاصة جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج، ومن جانبنا نسعى لتهيئة الأجواء لإحداث مصالحة.

+ تعليقك على بيان وزارة خارجية المملكة القوي تجاه إعلان نيروبي؟

حقيقةً المؤكد لا يحتاج إلى تأكيد وموقف المملكة العربية السعودية القوي حرر شهادة الوفاة لما يسمى بإعلان نيروبي، والسودان قيادة وشعبًا يثمن عاليًا البيان الذي يوضح بجلاء أهمية الدورالعظيم الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية هذا القطب الإسلامي الكبير وكواحدة من أقوى الاقتصادات في عالمنا المعاصر وبالتالي المملكة تعد أهم وأكبر الدول ذات الرمزية لكل مسلمي العالم بل ولكل العالم، ودور المملكة متعاظم عالميًا ودوليًا، وموقفها مما حدث في نيروبي سيكون له ما بعده على المستويين العالمي والإقليمي.

+ هل لديكم إحصاءات دقيقة عن أعداد السودانيين العالقين في المنطقة الغربية بسبب الحرب؟

لا توجد إحصاءات دقيقة بنسبة 100% لكن التقديرات تشير إلى أن الوجود السوداني في المنطقة الغربية تجاوز المليون ومائتي ألف مواطن سوداني نصفهم أو أقل قليلا عالقين بسبب الحرب يعني بنسبة 50% عالقون ومتأثرين بالحرب.

+ راجت أخبار بنية سفارة السودان بجدة وقنصليتها بجدة لإعادتهم إلى الوطن هل هذه الأخبار صحيحة؟

لا بالعكس. نحن في كل لقاءاتنا الرسمية وغيرها مع الإخوة المسؤولين في المملكة العربية السعودية وفي وزارة الخارجية بالذات، لدينا مطالب ثابتة وهى تمكين المتأثرين من الحرب من كل أسباب العيش الكريم بالمملكة سواء كان ما يتعلق بالإقامات، أو بإتاحة فرص العمل، وفرص تعليم أبنائهم في المدارس الحكومية. هذه ظلت ثلاثة مطالب ثابتة في كل لقاءاتنا ويوعدوننا خيرًا. أما عن إعادتهم إلى السودان فحتى الآن ليست هناك رؤية واضحة ونهائية للفصل في مسألة العودة لأنها رهينة بسياسات الحكومة السودانية بالداخل ومرتبطة باستتباب الأمن في كل ربوع وطننا الحبيب، ومتى ما توفرت دواعي العودة فبالتأكيد سيكون لنا دور وموقف قوي يساعد أبناء السودان إلى وطنهم، وسنبذل كل الجهود لتوفير أسباب العودة السهلة والمريحة لإخواننا وأخواتنا وأبنائنا وبناتنا سواء كان ذلك عبر الطيران أو البواخر.