حزب الأمة القومي .. بين مشروع الصحوة الإسلامية ودستور الحركة الشعبية

بعد رحيل الإمام الصادق المهدي
حزب الأمة القومي .. بين مشروع الصحوة الإسلامية ودستور الحركة الشعبية
تقرير: مجدي العجب
لم يكن الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي عندما جمد نشاط حزبه يغفل تحركات قوى إعلان الحرية والتغيير الغريبة المريبة واستنصارها بالأجنبي، وقد ساق وقتها عدة مبررات. ولأن الإمام كان يقرأ التقاطعات الخارجية جيدًا فكان أول المنتقدين لخطوة رئيس الوزراء المستقيل عبدالله حمدوك التي طالب فيها ببعثة أممية. تحرك الإمام الصادق المهدي في إتجاهات عديدة، منها إعادة تحالف الحرية والتغيير لمنبر التأسيس حتى يستطيع السيطرة على تحركات هذا التحالف الخارجية وبل ورفض أيضًا مشاركة حزب الأمة القومي في المشاركة في الحكومة، معللًا ذلك بأنها فترة انتقالية مهامها محدودة من تأسيس للمؤسسات التى تنظم العمل الإنتخابي والإهتمام بمعاش الناس، ولكن ولأن الأجندة الخارجية كانت حاضرة بقوة والمنصات الإعلامية التى صرفت عليها دولة الإمارات أموالًا طائلة ، كان الهجوم على زعيم الأنصار ورئيس حزب الأمة القومي عنيفًا وظل الحال إلى أن انتقل إلى رحمة الله .
+ تبدل الحال:
بعدها تبدل حال الحزب وأصبح مجموعات بعض منها إرتمى في حضن ذات الأجندة التى حذر منها الإمام وقتئذ. وبمجرد أن شنت مليشيا آل دقلو حربها على البلاد والعباد كان حزب الأمة القومي بين مجموعة لا للحرب التى ذهب رئيس الحزب الحالي فضل الله برمة ناصر في مناصرة مليشيات الحنجويد وجعل منه أداة من الأدوات التى تتلاعب به مليشيا أجيرة تأتيها التعليمات من الخارج . الدهشة أصابت الجميع حينما اصطف برمة ناصر في تحالف بين المليشيا ومشروع الحركة الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو ودستورها العلماني، الأمر الذي جعل معدل الصراع داخل مؤسسات حزب الأمة القومي مرتفع جدًا ،بين مجموعة تحاول جاهدة الحفاظ على تاريخ الحزب الذي يتسم بالنصاع وأخرى تم شراءها بدراهم الإمارات فتخلصت عن مشروع الصحوة الإسلامي.
+ فراغ:
وعزا القيادي بحزب الامة القومي صديق حماد الأنصاري ما يحدث لحزب الأمة القومي بسبب الفراغ الذي تركه الإمام الصادق المهدي كمفكر، وقال الأنصاري في حديثه لـ (ألوان) هنالك من له تطلعات شخصية من غير مقدرات أو اجتهادات، وعلى رأس هؤلاء بعض أبناء الإمام الصادق نفسه برغم الإرث السياسي والفكري الذي تركه وذهب في حديثه قائلًا : حزب الأمة أكبر حزب على مستوى الحركة الاستقلالية في السودان وهو مصادم لكل الدكتاتوريات على مر التاريخ. وزاد بأن ورطة اللواء فضل برمة ناصر أنه جاء خلفًا لرجل ذو فكر وقدرات خارقة ولا يمكن له أن يسد هذا الفراغ لذلك هو جلس على كرسي أكبر من إمكانياته ووجد نفسه في ورطة الآن أصبحت ورطة تاريخية. وأضاف أن ما حدث في نيروبي لم يكن حزب الأمة القومي في حوجة لذلك لأنه لا يمكن أن تتاجر بتاريخ الحزب في كاودا أو تحالف مع الحركة الشعبية لذلك وضع برمة نفسه والحزب في ورطة كبيرة جدًا يجب أن يراجع حساباته.
+ برمة جزء من الجنجويد:
أما القيادي ومساعد رئيس حزب الأمة القومي اسماعيل كتر فقد قال في حديثه لـ (ألوان) أن فضل برمة ناصر أصبح الآن جزء من مليشيات الجنجويد التى شنت هجومها على الدولة. وأضاف: لذلك رفعنا عنه التكليف وهو الآن لا يمثل مؤسسات حزب الأمة القومي وإنما يمثل مليشيا الجنجويد. وذهب كتر في حديثه قائلاً: رفعنا تكليف برمة ناصر وفقًا لدستور الحزب ولوائحه، وكشف “كتر” عن أن وجود بعض قيادات حزب الأمة القومي في تقدم سابقًا هو مخالفة واضحة جدًا ودعم الجنجويد مخالفة لدستور الحزب وسوف تكون لنا تحالفات مناسبة في الفترة المقبلة.