جوبا .. من الذي أشعل بارود الحرب وأطلق الرصاصة الأولى؟

صراع سياسي اقتصادي
جوبا .. من الذي أشعل بارود الحرب وأطلق الرصاصة الأولى؟
هذه (…..) أبرز المخاوف السودانية من تمدد رقعة الحرب في جنوب السودان
أمدرمان: الهضيبي يس
تعاني دولة جنوب السودان موجة جديدة من التوترات، مع اندلاع اشتباكات عنيفة في مدينة الناصر بين القوات الحكومية ومليشيات محلية، بينما تشهد العاصمة جوبا تطورات خطيرة مع اعتقال قيادات عسكرية بارزة ومحاولة فاشلة للقبض على مسؤول استخباراتي سابق. هذه الأحداث المتلاحقة تهدد الاستقرار في البلاد الهش وتطرح تساؤلات عن مستقبل اتفاق السلام.
+ الجيش الأبيض:
وأكدت وسائل إعلام محلية باندلاع مواجهات مسلحة بين الجيش الحكومي ومجموعة مسلحة تُعرف باسم “الجيش الأبيض” في منطقة الناصر بولاية أعالي النيل. وتتكون هذه المجموعة بشكل رئيسي من شبان ينتمون إلى قبائل النوير، وقد لعبت دورًا بارزًا في النزاع السابق بين الحكومة والمعارضة، وهي معروفة باستخدامها أساليب حرب العصابات والمواجهات العنيفة. ووفقًا لشهود عيان فقد استخدمت القوات الحكومية أسلحة ثقيلة ومدرعات في محاولة للسيطرة على المدينة في حين رد المسلحون بعنف، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين ولا تزال حصيلة القتلى غير واضحة، لكن شهود عيان أفادوا بأن السكان المحليين فروا من منازلهم خشية استمرار القتال حسب ماذكرت وكالة “رويترز” .
+ توترات سياسية وعسكرية:
وتأتي هذه المواجهات في ظل تصاعد التوترات السياسية والعسكرية، حيث تتهم المعارضة المسلحة الحكومة بانتهاك اتفاق السلام، بينما تؤكد الحكومة أن عملياتها تهدف إلى القضاء على التمردات غير الشرعية وفرض الأمن في المناطق المضطربة. فقد قامت قوات الأمن بالعاصمة جوبا باعتقال جنرالًا بارزًا مقربًا من زعيم المعارضة رياك مشار، في خطوة أثارت مخاوف بشأن مستقبل اتفاق السلام. وفقا لما كرت منظمات حقوقية حيث لم تصدر السلطات أي توضيحات رسمية بشأن دوافع الاعتقال، لكن مصادر رجحت أن يكون مرتبطا بتزايد التوتر بين الحكومة وحركة المعارضة المسلحة التي يقودها مشار. يُذكر أن رياك مشار، نائب الرئيس الحالي، خاض صراعًا طويلًا مع الرئيس سلفاكير قبل توقيع اتفاق السلام في عام 2018، لكن العلاقات بين الطرفين لا تزال متوترة، وسط اتهامات متبادلة بعدم تنفيذ الاتفاق بالكامل. ويخشى أنصار المعارضة أن يكون اعتقال القيادات العسكرية خطوة تهدف إلى تقويض نفوذ مشار في الجيش وإضعاف المعارضة قبل الانتخابات المرتقبة.
+ اطلاق نار في جوبا:
وفي تطور آخر زاد من التوتر في العاصمة، اندلع تبادل لإطلاق النار في جوبا عقب محاولة قوات الأمن اعتقال رئيس جهاز المخابرات السابق، حيث واجهت العملية مقاومة مسلحة من قوات موالية للمسؤول السابق، مما أدى إلى اندلاع مواجهات في شوارع العاصمة وسط حالة من الذعر بين المدنيين. وتعكس هذه الحادثة حالة عدم الاستقرار داخل الأجهزة الأمنية، إذ تشير بعض التقارير إلى وجود تململ داخل المؤسسة العسكرية، حيث يعترض عدد من الضباط الكبار على سياسات الحكومة الحالية، وقد يؤدي هذا الوضع إلى تمرد داخلي أو حتى انشقاقات في صفوف القوات المسلحة، مما يزيد من هشاشة الوضع الأمني في البلاد.
+ تساؤلات جوهرية:
وأثارت هذه التطورات تساؤلات جوهرية عن مستقبل جنوب السودان، خاصة مع اقتراب الانتخابات المقررة في أواخر 2025، والتي ستكون الأولى منذ استقلال البلاد في 2011. وفي ظل تصاعد أعمال العنف واستمرار الاعتقالات السياسية، يخشى كثيرون أن تسير البلاد نحو موجة جديدة من الصراع المسلح، مما قد يهدد جهود المجتمع الدولي لإرساء السلام وتعزيز الاستقرار. ويعتبر محللون أن استمرار هذه التوترات قد يؤدي إلى تأجيل الانتخابات أو حتى انهيار اتفاق السلام، مما قد يعيد البلاد إلى دوامة الصراع المسلح. وفي ظل غياب حلول سياسية حقيقية، تبقى المخاوف قائمة بشأن قدرة الحكومة والمعارضة على تجاوز خلافاتهما وضمان استقرار مستدام في البلاد.
+ مخاوف سودانية:
كذلك أثارت الأحداث التي جرت مؤخرًا المخاوف عند الجارة الأقرب حدوديًا مع جنوب السودان وهي دولة “السودان” َالتي هي الأخرى تعاني من أزمة حرب تقترب من عامها الثالث. فأبرز تلك المخاوف التي تتشكل عن السودانيين وباتت تزداد مع مرور الوقت نتيجة مايحدث في “جوبا” اتساع دائرة العنف هناك مما يدفع ملايين الجنوبيين لتوجة شمالًا مما قد يضاعف حجم الأزمة السودانية داخليا سياسيا واقتصاديا. أيضا بروز عدد من المهددات الأمنية سيما وأن “السودان يتخوف من أن تكون حركة تدفق اللاجئين عن طريق الحدود الجنوبية سببًا في تسرب الجماعات للقتال إلى جانب” الدعم السريع ” باعتبار سهولة الاستقطاب مستقلة الفقر، المرض، الجوع مما يطيل الحرب في السودان. وهو الأمر الذي يستدعي التدخل بشكل أسرع من قبل الحكومة السودانية أكبر مما هو علية الآن، وتقديم وصفة سياسية سودانية لنزع فتيل الأزمة “الجنوبية” عن طريق مبادرة تحمل ملامح وطابع مايجمع الدولتين من علائق سياسية، واقتصادية، واجتماعية.