الملفات الثقافية .. شخصيات وابداع لن يتكرر

الملفات الثقافية شخصيات .. وابداع لن يتكرر
كتب: صلاح الدين عبد الحفيظ
داخل الصحافة السودانية، ظلت الملفات الثقافية أكثر الملفات انضباطًا تحريريًا ورصانة في التناول وجودة في المضمون.
ومن عجب كانت أقل الملفات اهتمامًا من قبل الناشرين أصحاب الصحف، إلا في حالات محدودة، إن وجد الناشر صاحب الهم الثقافي والتنويري مثل العملاق فضل الله محمد الذي كان مهتمًا بها وبل كثير المقترحات لأهل صنعتها بصحيفة الخرطوم.
عانى محررو الملفات الثقافية من قلة اهتمام الناشرين بإنتاجهم، بل وصل الأمر ببعض الناشرين لحجب الملف يوم صدوره لنشر اعلان أو إضافة (ساس يسوس) أو لوجود حوار مع أحد سياسيي (الدرجة الرابعة غير الممتازة) وما أكثرهم هؤلاء في زمان تواجدنا كمحررين في تلك الملفات الثقافية.
القاسم المشترك بين كل محرري تلك الملفات الجهد المبذول لتجويد المادة الثقافية، والتفرغ لأسبوع كامل لإنجاز ذلك في الوقت الذي تمتلئ فيه صفحات الصحيفة بمواد السياسة المتحجرة، وأخبار الاقتصاد المصنوعة بعناية من محررين مكلفين بذلك من الناشرين، إضافة لضعف أجور المثقفين من محرري تلك الصفحات، وهو ما كان معاناة حقيقية جعلتهم في العام 2007 يجأرون بالشكوى، ويشرعون في تنظيم أنفسهم في كيان نقابي يحفظ حقوقهم المالية من تلك المعاناة .
يشترك محررو الملفات الثقافية في وجودهم اليومي مع بعضهم البعض، ويتشاركون في تمرير المواد الثقافية لبعضهم البعض في إلفة ومودة. فمن الممكن إن كان أحدهم لديه مواد تزيد عن حاجة صفحاته، فالحل موجود بتمريرها لأحد الزملاء في صحيفة أخرى، وهو ما لم يكن موجودًا لبقية الصحافيين في أقسام التحرير الأخرى بالصحف.
في الذاكرة مبدعون من طينة العمالقة كانوا في اهتماماتهم الثقافية محررين دون كلل أو ملل رغمًا عن شظف العيش وضعف الأجور، منهم المرحوم أحمد الطيب عبد المكرم والأستاذ حادي ركب الصحافيين الثقافيين مجذوب عيدروس وأحمد عوض ومحمد اسماعيل وصلاح التوم من الله. ويبقى المرحوم عيسى الحلو شخصية غير قابلة للنسيان