البروفيسور عثمان أبوزيد في دردشة رمضانية مع (ألوان)

البروفيسور عثمان أبوزيد في دردشة رمضانية مع (ألوان):
قصيدة “ياراحلين إلى منى بقيادي” ليست لبرعي اليمن
تفرغت للعبادة والتأليف وتركت شواغل الدنيا
“دنقلا” الأمريكية أسسها الشيخ ساتي ماجد
مكة المكرمة: عبد اللطيف السيدح
الدكتور الباحث والأكاديمي عثمان أبو زيد عثمان، ولد في الولاية الشمالية سنة 1956م مع استقلال السودان ودرس مراحل التعليم ما قبل الجامعة هناك، ثم انتقل إلى جامعة أم درمان الإسلامية ونال منها درجة البكالوريوس في قسم الصحافة والإعلام ثم نال الدكتوراة من جامعة الإمام محمد بن سعود بالمملكة العربية السعودية الرياض وتنقل في عدد من المواقع وكان في عمله يجمع ما بين التعليم والإعلام، بدأ مدرسًا وصحفيًا، ثم هاجر مرة أخرى إلى السعودية صحفيًا ثم متعلمًا في بعثة دراسية، وعاد إلى جامعته، ثم عميدًا للطلاب بجامعة النيلين، ومنها أمينًا عامًا للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات ومنه عاد إلى التعليم في وزارته خادمًا للتعليم وليس وزيرًا كما يحب أن ينادى بذلك. ثم هاجر إلى مكة المكرمة ولا زال بها مستشارًا اعلاميًا متقاعدًا متعاونًا برابطة العام الاسلامي. (ألوان) دردشت قليلًا في رمضان مع البروف عثمان وخرجنا بالإفادات التالية.
*اصطفاك الله إلى جوار بيته الحرام؟
نعم في عام 2003 جئت متعاقدًا مع رابطة العالم الإسلامي في رحلة عمل ممتعة ومباركة في الرحاب الطاهرة حتى وصلت إلى نقطة التقاعد، لكني ما أزال مستشارًا اعلاميًا غير متفرغ في الرابطة، وبالإضافة إلى عملي الأساسي كمستشار اعلامي أوكلت إلي مهمة رئاسة تحرير مجلة الرابطة، وكذلك رئاسة تحرير مجلتين أخريين، وهما مجلة الرابطة الإنجليزية ومجلة اسمها المسجد، توقفت الآن، وعضوية التحرير في مجلتين تابعتين للرابطة مجلة تصدر من هيئة الإعجاز ومجلة شؤون اسلامية. وفي كل هذه المطبوعات كنت مساهمًا إما بصفة الاستشارية أو برئاسة التحرير.
*لوحظ أنك عكفت على تأليف الكتب؟
صحيح فالسنوات الأولى من مكثي في مكة استطعت أن أنجز بالاشتراك في جزء منها مع أساتذة أفاضل علماء متبحرين تأليف عدد كتب، وأول إصدارة كانت عن قصص وأمثال البقارة وهو الفصل الأول من رسالة دكتوراه للشيخ الدكتور محي الدين خليل الريح رحمه الله، أما الإصدار الثاني فكان عن “التخطيط الإعلامي للمؤسسات الوقفية” وهذا المشروع بدأ في السودان بطلب من إدارة الأوقاف في ولاية الخرطوم وأتممت إنجازه هنا، وتولت دار غيناء في الرياض نشره. والكتاب الثالث تم تأليفه بناء على طلب من جامعة نايف العربية عن “وسائل الإعلام والعنف الأسري”. ثم جاء كتاب “رحلة الروح” بعد تحويل برنامج مكة في عيون الشعراء إلى رحلة الروح وكان آخر الإصدارات “من طرائف الحجيج” وسبق هذين الكتابين إصدار مشترك بيني وبين الاستاذ الدكتور محمد محمد سالم وكان بمناسبة كادوقلي عاصمة للثقافة أصدرته وزارة الثقافة السودانية وهو “السودان في عهد ونجت” ويعتبر من الكتب المهمة جدًا وينبغي الاطلاع عليه ومتاح على الشبكة العنكبوتية إذا تعذر الحصول عليه في المكتبات.
ومن الكتب المهمة التي تم انجازها كتاب “الوجود الإسلامي في أمريكا” وهو أيضًا إصدار مشترك مع الدكتور محمد وقيع الله أحمد. وهذا يعد أول إصدار أكد أن الاسلام وصل إلى أمريكا قبل المسيحية، والمسلمون العرب وصلوا إلى أمريكا قبل كولومبوس، حتى أن المناهج الأمريكية اعترفت بهذا، والكتاب حوى معلومات غزيرة جدًا، وأضفت إليه من جانبي فصلًا عن رابطة العالم الإسلامي، لأن الكتاب صدر عنها في سلسلة دعوة الحق الكتاب. وقبل ثلاثة أو أربع سنوات صدر لي من القاهرة كتاب الوجيز في لغة الصحافة أو الوجيز في لغة الاعلام وقد صدر في طبعتين الطبعة الأولى من الرابطة “الوجيز في لغة الصحافة”، ثم أدخلنا لغة الإذاعة فأصبح الكتاب بعنوان “الوجيز في لغة الإعلام” وتم دمج الطبعة الأولى والثانية وصدر من مجمع اللغة في الخرطوم.
*لديك اهتمام بالوجود الإسلامي في أمريكا؟
تبين لي من خلال سفري إلى هناك الأثر العظيم الذي أحدثه المسلمون ومنهم بالطبع بعض أهلنا السودانيين أذكر منهم على سبيل المثال اثنين كان لهما أثرًا بالغًا في الدعوة، الأول الشيخ ساتي ماجد وهاجر إلى هناك ثلاثينيات القرن الماضي، وأقام في المنطقة التي لازالت تحمل اسم “دنقلا” وهي في الوسط الأمريكي، أما الشخص الثاني هو أحمد حسون وكان سلفيًا يعمل مترجمًا في البريد في مكة المكرمة وكان يجيد الإنجليزية، وكانت رابطة العالم الإسلامي ترغب في ابتعاث أحد إلى أمريكا فسألوا عن أحمد حسون فوجدوه جالسًا في صحن المطاف أيام الحصى، فقالوا له نبعثك إلى أمريكا فقال لهم أجل وفعلًا تم ابتعاثه إلى هناك ولديه قصص كثيرة جدًا هناك.
*نراك مهتم جدًا بالشخصيات العامة؟
التوثيق مهم جدا لذلك تجدني مهتم بالكتابة عن الشخصيات التي برزت في مجالها وكان آخرها مدير الكهرباء والوزير السابق المهندس مكاوي محمد عوض، ومقالي عنه أثار نقاشًا مستفيضًا حول شخصه وأثره على الكهرباء وعلى السكة حديد وكثيرون يعتبرونه عراب ما يعرف بعدادات الجمرة الخبيثة وآخرون يقولون إن الجمرة الخبيثة أدخلها المهندس الراحل يس الحاج عابدين.
*لديك محطة مهمة جدًا في حياتك إذاعة نداء الإسلام؟
فعلا لأني قدمت من خلالها برنامج مكة في عيون الشعراء والبرنامج تحول إلى كتاب فيما بعد وتولت نشره “دارة الملك عبد العزيز” بعدما أخضع لعشرة من المحكمين لذلك أصف “كتاب رحلة الروح قصائد في الشوق الى البلد الحرام” بالمخدوم، ومن الأشياء العجيبة التي تم اكتشافها بعد إدخالنا الجانب التاريخي على الكتاب أن برعي اليمن ليس صاحب قصيدة “يا راحلين إلى منى بقيادي .. هَيَجتُمُو يَوْمَ الرَّحِيلِ فُوَادِي.
وحينها اتصلت بعدد من الأدباء والنقاد الذين لهم باع في هذا الشأن فوافقوني، وأعتقد أن صاحب القصيدة إفريقي لأن أكثر من يهتم بها هم الحجاج الأفارقة، ومما أثبتناه في الكتاب كذلك أن الشاعر إقبال محمد إقبال ما حج أبدًا ولا اعتمر ولم يزرالحجاز مع أن لديه قصائد كثيرة جدًا تسمى الحجازيات. وهناك من كتبوا عنه وقالوا إنه جاء إلى الحج لأنه وصف الحجاز والصحراء لكنه كان وصفًا شاعريًا فقط ولم ير الحجاز إلا بعين خياله الشعري .
*هل تمارس نشاطات أخرى؟
توقفت عن ممارسة أي نشاط عدا البحث والقراءة والكتابة والتفرغ التام للعبادة والإنقطاع للعلم ، أما الأشياء التأسيسية فلن نستطيع إنجازها لأن الليمون المعصور لن يعطي ما أعطاه في المرة الأولى.