أبوقردة: حمدوك متآمر على البلاد منذ البداية

رئيس تحالف سودان العدالة بحر إدريس أبو قردة لـ (ألوان):
حمدوك متآمر على البلاد منذ البداية
عودتنا لإيقاد لا قيمة لها وهذه مؤسسات لا تملك قرارها
فشل الهدف الرئيس في اجتماع نيروبي رغم الفرقعة الاعلامية
كينيا دولة معادية للسودان فكيف توقف عرمان وبها المئات من المتآمرين؟
القوى السياسية الوطنية لديها عمل كبير سيظهر تأثيره قريبًا
+++++++
حوار: مجدي العجب
وصف د. بحر إدريس أبو قردة رئيس تحالف سودان العدالة (تسع)، رئيس الوزراء الأسبق عبد الله حمدوك بالمتأمر على السودان. وقال أبو قردة في حواره ل (ألوان) أن مطالبة حمدوك بالتدخل الدولي ليس بالأمر الجديد، مضيفا أنه يعمل من أجل التكليف الذي كلف به منذ البداية. وكشف أبوقردة عن فبركة توقيف ياسر عرمان في كينيا وقدم بعض الشواهد حول الأمر خلال حديثه لنا.
دكتور أبو قردة، كيف تقرأ تحالف الجنجويد والحركة الشعبية شمال (الحلو)؟
هذا التحالف هو تحالف ضدين، هو تحالف لا يمكن أن يستمر طويلا، وحتى لو استمر يكون تحالف تشاكس ولا يمكن أن يكون تحالفا منسجما، ويقود لإنجاز أي مشروع سواء أن تم الإتفاق عليه أو يراد الاتفاق عليه في المستقبل. وخير دليل علي ذلك فشل هذا التحالف في تكوين الحكومة، فكل ما حدث فرقة اعلامية بأننا اتفقنا ووقعنا على دستور انتقالي وميثاق تأسيسي ولكن الهدف الأساسي في نيروبي هو تكوين الحكومة ولم يستطيعوا ذلك، ففي النهاية كان هروب إلى الأمام.
أن يقر جمع صغير دستورا علمانيا متجاهلا الأغلبية في كل السودان كيف يكون ذلك؟
قضية علاقة الدين بالدولة هي من القضايا التى يقول فيها الشعب السوداني رأيه ليس لأي أحد مهما كان أن يفرض على الشعب السوداني دستورا علمانيا، ولكن محاولة فرض رأي محدد من جهة معينة على الشعب السوداني هي مسألة مرفوضة ومن المستحيل أن تمشي على الشعب السوداني بعيدا عن جدلية ماهية الدستور العلماني، لذلك إذا أردنا أن ننزل الدستور العلماني نفسه وتساءلنا عن العلمانية كمنهج حكم في أي دولة في العالم الآن، ولو ذهبنا لهذه الدول التي تتخذ من العلمانية منهج حكم لوجدناها كلها مستمدة من قيم الدين وثقافة هذه الدول الدينية المعروفة وحتى في المسيحية لها تفريعات كثيرة وكذلك دول كثيرة، الملك أو الحاكم فيها يأتي في إطار الدستور بأن ديانته كاثلوكية مثلا أو بروتستانية أو انجلكانية. فهذه أشياء موجودة حتى داخل الدين الواحد عند تلك الدول. ولك أن تعيد مشاهدة تنصيب الرئيس الأمريكي ترامب. فكانت الفعالية أغلبها طقوس دينية، لذلك هم يتحدثون ولكن تنزيل الأمر على الواقع يواجه صعوبة وتعقيدات كبيرة جدا، ولكن بصرف النظر هم من حقهم أن يؤمنوا بالعلمانية، ولكن على الأقل ليس من حقك فرضها علي الناس، فإذا كنت حقا تؤمن بحق الشعب أترك الخيار للشعب السوداني فهو الذي يختار المنهج الذي يحكم به، لذا عليك أن تذهب وتقنعه ومن ثم أطرح هذا المنهج للإنتخابات.
توقيف ياسر عرمان في نيروبي آثار جدلا كثيفا ولكن إتضح أن الأمر لا علاقة له بالإنتربول. في رأيك ماهي دلالات ذلك؟
منذ البداية حديث توقيف ياسر عرمان من الإنتربول كان مجافيا للمنطق، فالدولة التى جاء الحديث أنه تم توقيفه فيها هي دولة معادية للسودان وتحتضن كل الذين يشنون عدوانا يشكل خطرا وجوديا على الدولة السودانية بكل الأدوات المستخدمة عسكريا وسياسيا. الدعم السريع كأداة عسكرية وكذلك الأداة السياسية التي تتمثل في (قحت) فكيف تتعاون كينيا في توقيف شخص واحد وعشرات بل مئات منهم ويحتفلون حول عمل في ظنهم يمكن أن يقسم البلاد والشعب السوداني لن يسمح بالمساس في وحدته أو مصالحه الإستراتيجية، لذلك فيما يتعلق بتوقيف عرمان كان واضحا منذ البداية أنها فبركة، ولكن ربما عرمان غير متسق مع توجهات التحالف الجديد بين الجنجويد والحركة الشعبية شمال، أو نتيجة للخلافات القديمة بين الحلو وعرمان. وكما يعلم القارئ أن عرمان دوما يثير الغبار في بعض المواقف لكي يقول أنه موجود، ربما فعل ذلك مثلما أشيع من قبل أنه مات. وكان صاحب الخبر المفبرك فقط يريد أن يثير غبارا كثيفا حوله. عموما الأمر ليس له قيمة لأنه لا يتسق عقلا أن هذا التوقيف نابع من الإنتربول في دولة كينيا على الأقل.
كيف تقرأ قرارات مجلس الأمن الأخيرة؟
قرار مجلس الأمن بخصوص الحكومة الموازية هو في اعتقادي قرار ممتاز، بل ليس مجلس الأمن فحسب ولكن كل أجهزة الأمم المتحدة وكذلك الدول المؤثرة على مستوى أفريقيا وكذلك على المستوى العربي والعالمي كلها رفضت الحكومة الموازية. فهو أمر يصب في صالح السودان. والدبلوماسية السودانية بدأت تلعب دورا في التواصل وتغير المواقف ، وهو أمر محمود ويجب أن نركز بصورة كبيرة جدا ونلعب دورا أكبر في المرحلة القادمة سواء كان عبر الدبلوماسية الرئاسية أو عبر وزارة الخارجية أو المؤسسات المختلفة للشعب السوداني أو من القوى السياسية الوطنية. ونحن كقوى سياسية وطنية لدينا عمل كبير بدأ الآن، وأعتقد سوف يكون له تأثير في الفترة القادمة.
كيف تقرأ عودة السودان للإيقاد برغم اجحاف هذه المؤسسات في حق الدولة السودانية؟
لا أعتقد أن عودة السودان للإيقاد لها قيمة، فهذه مؤسسات أثبتت التجارب أنها غير مستقلة ولا تملك قرارها وتنفذ أجندات بأشكال مختلفة، وبالتالي هي مؤسسات لا قيمة لها. نعم نحن جزء من هذا الإقليم ووجودنا في هذه المؤسسات مهم ولكن بالتصرفات التي حدثت يجب علينا أن لا نستعجل وأن نعيد بلادنا إلى مسارها الصحيح كبلد يمتلك قراره وقوته الذاتية حتى لا نعطي فرصة لأحد ليجحف حقنا.
في مخاطبته الأخيرة طالب عبدالله حمدوك بتدخل دولي عاجل؟
دعوة حمدوك للتدخل الدولي ليست بالأمر الجديد، فهو دعا للتدخل الدولي وهو رئيسا للوزراء، بل تآمر وكانت دعوته للتدخل سرا وبعثة أممية، وأخفى الأمر عن رئيس مجلس السيادة وعن أعضاء المجلس السيادي، ما الجديد في الأمر وهو كان يتسلم مرتبه ومرتبات أعضاء مكتبه ومستشاريه من جهات خارجية ويعمل ضد مصلحة البلد. واتضح ذلك لاحقا أنه كان جزء من كل هذه المؤامرة، ليس ذلك على المستوى السياسي والأممي ولكن كان ذلك حتى الإنقلاب العسكري. لذلك ليس هنالك جديد في مؤامرة عبد الله حمدوك فهو يعمل من أجل التكليف الذي كلف به منذ البداية.