د. عمر كابو يكتب: جبريل إبراهيم .. قوي ملك أفئدة الناس بالتغافل

ويبقى الود

د. عمر كابو

جبريل إبراهيم .. قوي ملك أفئدة الناس بالتغافل…

** لي زعم كبير بأن الشعب السوداني ذكي ولماح يكره النفاق الاجتماعي تطبيلًا فهو لاينخدع به طويلًا فسرعان ما يكتشفه قولًا وخطابًا وكتابًة.
** لذلك اقترب من الثناء الصادق والمدح الهادئ الهادف لكل من أحسن حتى ولو كان في الضفة الأخرى من شاطئ الأفكار بعيدًا عنا لأن من شأن ذلك تعزيز القيم الايجابية لديه يغذيها ويطورها ويسمو بها فيصب ذلك خيرًا دفيقًا للصالح العام..
** إذن المرفوض عندنا تمامًا الإفراط في المدح والتزلف للحاكم والسلطان حين يحجبهم عن الواقع المعيش يستطيل حائطًا يمنعهم من رؤية الحقيقة كاملة فيتحولون لجبابرة طغاة مستبدين.
** من يراقب قلمنا يجده لايثبت على حال مع أي شخص وإن علت منزلته أو وهنت مكانته، أشدنا بالبرهان وانتقدناه، ومدحنا ذات يوم حمدوك وذممناه، وأشدنا بعرمان وزجرناه..

** نكتب مدحًا أو قدحًا حسب ما يمليه علينا ضميرنا نتوخى في ذلك مرضاة الله ونداء الوطن والمصلحة العامة دون أدنى اعتبار لأي منطلق حزبي أو ولاء خاص أو انتماء سياسي أو قبلي زادنا في ذلك حرص شديد على قيم العدل والنزاهة والشفافية محل دراستنا واهتماماتنا الأكاديمية والفكرية..

** توطئة سقناها ونحن نتابع حملة مغرضة نتنة استهدفت حركة العدل والمساواة في شخص قائدها دكتور جبريل إبراهيم تقف خلفها أحزاب اليسار لموقفه القوي دعمًا ومساندة ومؤازرة وقتالًا شرسًا جنبًا إلى جنب مع قواتنا المسلحة لم يتأخر عنها ساعة…
** ولأجل ذلك ظلت تترصده تبحث عن تجاوزات مالية أو أخطاء إجرائية أو إهدار للمال العام أو مساس بقيم النزاهة والشفافية والافصاح وهو يجلس على كرسي وزارة المالية زهاء الأربعة الأعوام الماضية فلم تجد..
** والحق أقول أن الرجل أدار ملف الاقتصاد في ظل ظروف بالغة التعقيد وموازنة حرب استمرت عامين وبالرغم من ذلك نجح نجاحًا كبيرًا بالعبور بالبلاد دون أن يظهر عجز يشل قواتنا المسلحة أو يمنعها من أداء واجبها تسليحًا وتشوينًا.
** ويدهش المرء إن أدرك أنه كوزير للمالية نجح في صرف مرتبات العاملين طوال عامين دون إبطاء أو تأخير في دولة تخوض حربًا ضروسًا ضد أكثر من (٢٧) مليشيا من معظم دول العالم تجمعت في صف مليشيا الجنجويد تقاتل جيشنا بلا مبرر موضوعي أو سياسي أو أخلاقي.
** هاهي الحاضنة السياسية للمليشيا المتمردة المشكلة من أحزاب اليسار وفي محاولة بائسة يائسة استهدفته شخصيًا في أعقاب تبني أمانة (الاقليم الأوسط — حركة العدل والمساواة) لمبادرة عادية حملت اسم (مبادرة راجعين).
** وهي مبادرة الهدف منها مساعدة السكان المحليين في قرى الجزيرة الذين نزحوا منها إلي ولايات الشرق القضارف وكسلا والبحر الأحمر بعد أن ضيقت عليهم المليشيا المتمردة واستهدفتهم عرقيًا العودة لمساكنهم وقراهم السابقة.
** تنطلق الحركة في ذلك من مبدأ دستوري راسخ هو حق المواطن في التنقل وفي السكنى وفقًا للقانون فليس هناك ما يحول بينه وبين اختيار الولاية التي يريد ما دام هو مواطن سوداني بالأصالة توفر على سكن يأويه فيها أو محل إقامة وحافظ على الأمن والاستقرار ولم يشكل أي تهديد مباشر لحياة المواطنين المقيمين ولم يهدر تقاليدهم وعاداتهم التى تعارفوا عليها وصارت محل تقدير واحترام الجميع…
** سرني جدًا أن حركة العدل والمساواة ظلت تؤكد في كل تصريحاتها برفضها المطلق حرمان المواطن حقه في المشاركة في العمل العام وخدمة وطنه..
** وحرصت وتحرص دومًا على رفضها القاطع لخطاب الكراهية والبغضاء والتنمر على الآخر والإساءة للخصوم السياسيين ومخالفي الرأي والتوجه…
** دكتور جبريل إبراهيم يثق في أن: (ثلثي الحكمة في التغافل) تجاوزًا عن أخطاء وزلات الآخرين ولذلك رفض أن يكون أسيرًا للماضي مكنه ذلك من أن يتبوأ مكانة سامية عند الآخرين محل تقدير واحترام لدى الكافة حكومة ومعارضين..
** شجاع يمارس الشجاعة صدعًا بقناعاته ودفاعًا عن معتقداته، وهو عليها كذلك في السراء والضراء وفي السلم وفي الحرب..
** مخضرم صقلته سنوات الدراسات العليا في اليابان التي أخذ منهم حب العمل والدقة العالية والإحاطة الإدارية وعدم التبرم والضيق بالرأي الآخر.
** جبريل إبراهيم مؤهل تمامًا لأي منصب يحتاجه له الوطن فهو أعظم من وزير وأكبر من أن تحيط بامكاناته وظيفة محمول دومًا على الابداع والتميز المؤسسي والرصانة والتفكير الإبداعي الرصين.
** سيمضي هكذا في مسيرة عطائه لا يشغله تربص المتربصين ولا لؤم وقبح اليساريين الذين أدمنوا المتاجرة بالمواقف الباهتة وتشويه سمعة الكبار حيث لا رجولة تصدهم ولا ضمير يردعهم