إسحق أحمد فضل الله يكتب: (أعظم قصة قرأتها في حياتي)

مع إسحق

إسحق أحمد فضل الله

(أعظم قصة قرأتها في حياتي)

والثانى والعشرين من مارس يقترب
ونكرر لاعوام ماكتبه مصطفى امين. اول السبعين
قال
:: ساعى مكتبى يخبرنى ان سيدة بالباب تريد لقائى…وانها تبكى
وتشاءمت فانا اكره الدموع….
قال وانها ترتدى السواد
وتشاءمت فانا اكره السواد
والمراة دخلت وجلست وقالت
: فقدت ابنى مساء امس
قلت: احسن الله عزاءك
قالت: لا لم يمت بل…تزوج
ولما رات دهشتى قالت
: لم يكن هناك احد اكثر فرحا منى بزواجه…اعددت كل شىء
ويوم الزفاف لم اجلس لحظة…ولم افارقه لحظة. وكنت اتعمد ان اكون تحت عيونه فى كل لحظة. ولما خرج يقود عروسه ركضت وفتحت له باب العربة وحتى بعد اغلاق باب العربة ظللت واقفة تحت عيونه…
قالت المراة
: كنت انتظر الكلمة…
قالت: كنت انتظر ان يقول لى…شكرا يا امى…شكرا على اكثر من عشرين سنة حملت فيها امرى كله…شكرا
قالت المراة
لكنه ذهب دون ان يقولها
قال مصطفى امين
وفى اليوم التالى كتبت قصة المراة وطلبت ان نجعل الثانى والعشرين من مارس يوما يقول فيه كل احد لامه…شكرا يا امى..
قال وطوال الايام بين اليوم الذى اطلقت فيه الدعوة وبين الثانى والعشرين ظللت اجدد الدعوة
بقى اسبوعان لعيد الام…بقى اسبوع…بقى يومان
قال
وكبار محلات السوق اخذت تتصل بى…
قالوا…كاننا فى يوم وقفة العيد….زحام. زحام…وشباب وكبار يدخلون المحلات ويهمسون لبعضهم. هل هذه الهدية مناسبة لامنا؟
قال مصطفى
اما انا وتوامى على امين فقد ذهبنا و قفنا على قبر امنا وقرانا عليها الفاتحة)
يومها قرات انا / اسحق/الحديث وشاركت مصطفى امين بكاءه
ونقلت الدعوة للام فى السودان
والهواتف ضجت
وشيخ يحدثنا فى الهاتف عن كيف انه ظل طوال عمره يريد ان يقول لامه كيف هو يحبها لكنه لا يعرف كيف يقول
وشيخ يبكى فى الهاتف ويحدثنا عن حسرته لانه ترك امه تموت دون ان تعرف كم هو يحبها
و…
وفتاة تقول لنا
:: امى شاويش. …صارمة جدا. خشنة جدا …و. لا اعرف كيف اقول لها اننى احبها جدددااا
والفتاة نقول لها
: هل عندك حذاء بكعب عالى؟
قالت:: نعم
ونقول للفتاة
: البسى الحذاء هذا….وتربصى حتى تجدين مع امك امراة. او نساء…ساعتها البسى الجزمة هذه وامشى بخطوات عسكرية صارمة حتى تقفى امام امك. وهناك دقى الارض بكعب الحذاء كما يفعل الجنود. وارفعى كفك فى تحية عسكرية صارمة. ثم قولى لامك فى لهجة عسكرية صارمة
: يمة….اليوم هو يوم عيد الام. وعمى اسحق فضل الله قال لى. ان اقول لك. يا امى. انا احبك…
ونقول للفتاة
:: بعدها استديرى فى حركة. خلف در. وانصرفى
والفتاة تتصل بنا بعد ساعتين لتقول لنا انها فعلت بالضبط ما قلناه لها
قالت ان امها دهشت اول الامر…ول تفهم و..و
ثم انفجرت بالضحك. ضحكت كما لم تضحك من قبل وو
السودانى له كل صفات ثمرة الاناناس….
وثمرة الانانس خشنة من الخاج …مغبرة…ولها شوك…لكنها لينة جدا من الداخل. وحلوة جدا. و .والايام المريرة التى يمر بها السودان الان ايام انهردت فيها قلوب الامهات. وهى بالتالى/ وقد من الله بالعافية/ ايام نرمم فيها جراحاتنا…ونبدا بالامهات….
لا تنتظر حتى الثانى والعشرين من مارس…ابدا الان
انت فى حبك لا يفوقك احدا حبا
لكن فى التعبير عن الحب هذا. انت صفر كبير
ايها السودانى الحلو….فرجت….فاحمد الله وقدم اعظم هدية لاعظم مخلوق….امك