عصام جعفر يكتب: قصص صغيرة .. قضايا كبيرة

مسمار جحا

عصام جعفر

قصص صغيرة .. قضايا كبيرة

*تخرج من جامعة الخرطوم العريقة الجميلة ومستحيلة عندما كانت في ذلك الوقت حلم الجميع والمتخرج منها تفتح أمامه الفرص وكان مزهواً بشهادته يمشي في الأرض مرحا فإذا أحد مترفي المدينة يصدمه حين عرض عليه العمل معه كخادم بالمنزل وهو لا يدري أنه خريج الجامعة فترك فيه جرحاً غائراً لم يندمل وحقداً دفيناً على هذه النخبة المتعجرفة حتى أوصله حقده وغضبه إلى أن يقود حركة مسلحة ويضع شعارات قومية مع أن القضية شخصية ..
*وأخر هويته متنازعة بين جهتين فانحاز إلى إحداهما رافعاً شعار التهميش …
*وأخر أوقف سيارته الفاخرة أمام أحد الفنادق بالخرطوم ولما عاد لقيادتها ألقى عليه أمن الفندق القبض بالخطأ لأن السيارة الفاخرة لا تشبهه وظنوا أنه سارق !!
*وغيرها من القصص الصغيرة الشخصية التي يمكن تجاوزها ببساطة لو كان شخص يملك وعياً وحكمة ومناعة ثقافية لكن اصحابها أسسوا عليها مواقف ضد المجتمع كله وضد البلاد وبنوا عليها مواقف عنصرية ونشروها بين الناس وقادوا البسطاء إليها..
*المتحدثون عن العنصرية وعن الاستعلاء العرقي والتهميش لم يؤسسوا موقفهم على واقع ولكن على تجربة شخصية لم يفلحوا في تجاوزها..
*هذه الدعوة من بعض الساسة والمفكرين المثقفين هي التي مزقت النسيج الاجتماعي وأثارت العنصرية والقبلية..
*لن ينصلح السودان مالم تلجم تلك الأصوات…
*نقولها بصراحة وبلا خوف الوجدان السوداني الآن ليس واحداً….
*وقد اتسع فتق النسيج الاجتماعي على راتقه..
*مشكله السودان ليست سياسية ولكنها ثقافية ومجتمعية.