
كمال عوض يكتب: طريق الحرير والإعلام .. روح متجددة
قضايا وآراء
كمال عوض
طريق الحرير والإعلام .. روح متجددة
+ (النسيم لا يصل للممرات البعيدة، وشجرة واحدة لن تكون غابة). هذا ما يقوله الصينيون ويعملون على تجاوزه، لذلك مدوا أغصانهم لتظلل مساحات شاسعة من العالم عبر مبادرة الحزام والطريق، التي تقوم على مبدأ التعاون بسلام بين الشعوب، لأجل التنمية والتطور والنماء.
+ في مقاطعة قانسو وبمدينة دونهوانق الواقعة شمال غرب جمهورية الصين الشعبية كانت فعاليات المنتدى الإعلامي للمبادرة، الذي أصبح حدثاً عالمياً ومنصة تنطلق من خلالها الرؤى والأفكار لتحقيق النهضة والرخاء في كل الأرجاء.
+ تتجدد (روح طريق الحرير) في كل عام بهذا المنتدى، الذي ترعاه صحيفة الشعب، وهي أكبر صحيفة يومية في جمهورية الصين، والأكثر تأثيراً وانتشاراً في العالم، فصارت الدول الأوروبية والآسيوية تدفع بكبار ممثليها دعماً وتعريفاً للمبادرة التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013م، وحققت نجاحاً منقطع النظير على أرض الواقع.
+ المنتدى الإعلامي فرصة ذهبية لأي صحافي للقاء قادة الاعلام في العالم، لاكتساب مزيد من التجارب والخبرات. وللتشاور والتفاكر حول مستقبل الصحافة الورقية في ظل التطور الكبير للإعلام الجديد.
+ ممثل (الديلي ميل) البريطانية أثار في كلمته قضية التحديات التي تواجه الصحافة الورقية، وقال إنها لم تطور أدواتها، لذلك استسلمت وتنازلت عن بعض أراضيها لوسائط التواصل الاجتماعي، ولكن هذا لا يعني زوالها، بل ستظل عنواناً للمصداقية والرصانة التي يفتقدها الإعلام الرقمي.
+ هذه النظرة الواقعية التي يرى بها قادة الإعلام المستقبل المهني تفرض على الصحف الورقية بمختلف لغاتها وتوجهاتها وسياساتها التحريرية أن تسعى لإستعادة مجدها وبريقها بمواكبة إيقاع العصر، والإبتعاد عن التقليدية بإبتكار أدوات جديدة، وقوالب صحافية أكثر تشويقاً تشبع بها رغبات القراء وتعيدهم للمكتبات بصفوف متراصة لمعانقة الصفحات وما فيها من أخبار وقضايا وتحقيقات.
+ الآن يشهد سودان ما بعد الحرب ظهورًا جديدًا للصحافة الورقية بخلطة سحرية، وأصبح الشعب السوداني يتلقف المحتوى المجود من أقلام خبيرة وكتابات طاعمة بنهم وشوق كبيرين، وصارت النسخ تصل عبر الأسافير لملايين القراء، وتحقق الإنتشار والتأثير المطلوبين في تشكيل الرأي العام السوداني ودعم مسيرة البناء الوطني.
+ تظل الصحف الورقية والإلكترونية (رغم جور الزمان عليها) منارات سامقة ترسم خريطة طريق التنمية والسلام، وتسهم في تنوير المجتمعات ونهضتها سياسيًا واجتماعيًا وثقافيًا وفنيًا ورياضيًا.