المليشيا .. فشل محاولات التقسيم وتكرار المشهد الليبي

المجتمع الاقليمي والدولي يرفض فكرة الحكومة (الموازية)

المليشيا .. فشل محاولات التقسيم وتكرار المشهد الليبي

+++++++++

أمدرمان: الهضيبي يس
اتسعت بصورة مطردة دائرة الرفض والتحفظ الإقليمي والدولي على تشكيل حكومة موازية بالسودان، على ضوء الميثاق السياسي لتحالف السودان التأسيسي الذي جرى توقيعه من جانب مليشيا الدعم السريع وحلفائها تمهيداً لتشكيل الحكومة في السودان فكيف تؤثر تلك المواقف في مصير هذه الحكومة؟ وهل تؤدي تلك المواقف المنطلقة من مخاوف جدية حيال إنقسام السودان سياسياً وجغرافياً إلى إجهاضها قبل أن تولد لقطع الطريق على حصولها على أي اعتراف.

 

+ رفض أوروبي:

هذا وسارع الاتحاد الأوربي برفض ماخرج به المؤتمر التأسيسي لمليشيا الدعم السريع وحلفائها والذي عقد في العاصمة الكينية نيروبى، ووصف الاتحاد مايحدث بالمهدد الخطير لوحدة السودان والسودانيين. كذلك أعلن وزير الخارجية السوداني علي يوسف الشريف خلال اجتماع مع نظيره المصري بدر عبد العاطي رفض الخرطوم لأي اعتراف دولي بالحكومة الموازية، معرباً عن تقدير بلاده للدور المصري الداعم للسودان والسودانيين.

+ تقدير للمواقف الدولية:

وعبرت الخارجية السودانية عن تقديرها “للمواقف الدولية المتتالية الرافضة لتهديد سيادة السودان ووحدته والشرعية الوطنية القائمة فيه، عبر محاولة إقامة سلطة باسم ميليشيات الجنجويد وتابعيها، انطلاقاً من كينيا، وبإشراف الراعية الإقليمية للميليشيات”. وثمن البيان “المواقف المبدئية القوية التي عبرت عنها كل من جمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية وقطر والكويت، والدول الأفريقية الأعضاء بمجلس الأمن (الجزائر والصومال وسيراليون)، ومواقف الدول الأخرى الأعضاء بالمجلس (روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وغيانا)، فضلاً عن البيان الصادر من تركيا”. وأضاف أن “هذه المواقف الواضحة تؤكد أن مسلك الرئاسة الكينية غير المسؤول، باحتضان ميليشيات الإبادة الجماعية وسعيها إلى شرعنة جرائمها غير المسبوقة، معزول خارجياً وداخلياً، ووضعت كينيا في خانة الدولة المارقة على الأعراف الدولية”. وجدد البيان “الدعوة للمجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية، بخاصة الاتحاد الأفريقي، إلى إدانة هذا التهديد الخطر للسلم والأمن الإقليمي والعبث بقواعد النظام الدولي الراسخة”، وفي سياق المواقف المتواترة عبرت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء توقيع قوات “الدعم السريع” وقوى سياسية وحركات مسلحة على دستور انتقالي للسودان في العاصمة الكينية نيروبي.

+ تهديد الإستقرار:

وقال مكتب الشؤون الأفريقية بالخارجية الأميركية، عبر حسابه على منصة (إكس)، إن “تكوين حكومة موازية في السودان من شأنه التهديد بمزيد من عدم الاستقرار في السودان والتقسيم الفعلي للبلاد”، كما أعربت الأمانة التنفيذية لمؤتمر دول البحيرات العظمى عن قلقها العميق إزاء توقيع ميثاق سياسي ينشئ سلطة حاكمة موازية في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات “الدعم السريع” بالسودان، معتبرة أن ذلك يشكل تطوراً خطراً يتحدى سيادة السودان ويهدد سلامة ووحدة أراضيه وقد يعوق الجهود الإقليمية والدولية الجارية نحو السلام والحوار. وتباعاً أعلن الرئيس الأوغندي يوري موسفيني، لدى لقائه نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار، الذي يزور أوغندا عن رفض بلاده قيام حكومة موازية في السودان، داعياً إلى ضرورة العودة للحوار من أجل التوصل إلى حل ينهي الحرب الدائرة في البلاد.

+ عزلة:

 

بينما يرى أستاذ العلاقات الدولية محسن عبد الرحيم حسين أن “المضي قدماً من الأطراف الموقعة على ميثاق تحالف السودان التأسيسي في تشكيل حكومتهم في ظل الرفض الدولي والإقليمي، قد يؤدي إلى عزلة الأطراف نفسها، ويفاقم الأزمة الإنسانية والسياسية، ما لم تنشأ مبادرات جديدة لعودة الأطراف لطاولة الحوار لحل الأزمة بالتفاوض بعيداً من طموحات الحسم العسكري”. حسين لفت إلى أن “المواقف الدولية والإقليمية سواء المتحفظة أو الرافضة لتشكيل حكومة ثانية موازية للسلطة الحالية الموجودة في السودان، تعكس مخاوف جدية قد تتسبب في تفككها وتودي بوحدة ترابها، بعد أن صدعت الحرب الدائرة قواها السياسية وخلخلت أركان مجتمعها ولم تعد تحتمل ضربة أخرى”. وتابع أن “مواقف دول مثل السعودية ومصر والصين وقطر وروسيا، إضافة إلى تصريحات الأمين العام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تمثل بوادر وإشارات كبيرة إلى عدم استعداد المجتمع الإقليمي لا سيما العربي، بجانب الدولي والأممي، للاعتراف بتلك الحكومة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد حالياً”.

+ تعميق الإنقسام السياسي:

كذلك رجح المحلل السياسي محسن أن يؤدي الإصرار على قيام الحكومة الموازية إلى تعميق الانقسام السياسي والعسكري، وتغذية مسارات تفكيك الدولة، فضلاً عن أن المواقف الدولية والإقليمية المعلنة تجاهها ستضع الأطراف الداعمة لقيامها أمام تحد كبير في الحصول على اعتراف دولي وإقليمي. مؤكدًا أن كافة المواقف تلك وضعت الدعم السريع في اتجاه الذهاب بلاعودة سيما وأنها باتت قوة عسكرية مرفوضة في الداخل السوداني بصورة شعبية وهو مايعني خلو التأييد الإجتماعي والسياسي. عازيًا ذلك بالسبب الذي جعل المجتمع الدولي والإقليمي يرفض وجود حكومة موازية في السودان على غرار ماحدث سابقًا في (ليبيا) بإعتبار تأثيرات وأبعاد ذلك على منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في المستقبل.