
إسحق أحمد فضل الله يكتب: (تلك الأيام)
مع إسحق
إسحق أحمد فضل الله
(تلك الأيام)
ماهر…
نعم … فاتتك الأيام التي كانت تقدم الفلسفة بجمال
حتى الشيوعيين كانوا فنانين في الجدال
وفيلم شيوعي كان يقدم ما يكتمه الملحدون في نفوسهم
والفيلم كان عن القدر … والغيب ….
وفيه
رب الأسرة يطرق بابه أحد السحرة. ويعرض بضاعته، وصاحب البيت يلمح شيئا مثل الغصن الجاف
كان ذراع قرد مجففة.
وفي الحديث عنها يقول الساحر إنها مسحورة. تحقق الأمنيات وتحولها إلى كارثة
والأب الذي يسمع أن الذراع تحقق الأمنيات يطلب شراءها
والساحر يحذره. وهو يصر
والأب الذي يشترى الذراع يطلق الأمنية الأولى
:: ألف روبل حالا…
……..
في اليوم التالي باب البيت يطرق….والأب يفتحه ليجد مجموعة ممن يبدو عليهم أنهم من. المديرين هناك
وواحد منهم يحييه. دون ابتسام. ثم في حديث ملهوج يخبره أن إبنه/ إبن صاحب البيت الذي كان عاملا من عمال ماكينة لطحن الحجر/ كان يحدث العمال ضاحكا عن ذراع قرد تحقق الأمنيات وأنها تحول كل أمنپة بعد تحقيقها إلى كارثة وأن والده تمنى الحصول على ألف روبية
وأن إبنه كان يقول أنه لا يدري كيف يمكن لألف روبية أن تكون مصيبة …. ألا تأتي مثلا في شكل (فكة) معدنية وتسقط على رأسه
المتحدث المتعجل يقول للرجل
:: عفوا …. إبنك غفل للحظة عن الماكينة وأنه سقط في الحوض وقتل. والمصنع لا يعتبر نفسه مسؤولا عن الحادث لكن المصنع يتبرع لكم بألف روبية …
وأم الشاب القتيل التي ظلت جالسة تبكي حتى منتصف الليل تتوقف فجأة عن البكاء. وتفتح عيونها كأنها تذكرت شيئا ثم تصرخ …
: جييف …. الأمنيات ثلاثة … أليس كذلك؟ الذراع تحقق لك أمنية. وبقيت أمنيتان … نعم نعم
والمرأة تعصر الذراع وتصرخ
:: أتمنى أن يعود إبني الآن … أن يرجع إبني الآن
ثم تسقط … في يأس
وبعد فترة. الباب يهتز. وطرقات
ثم صرخة. كانت هي صرخة الشاب وقد عاد من القبر
والمرأة تقفز
نعم. نعم … كان لابد له أن يقطع المسافة من المقابر حتى هنا
والطرق يتوالى على الباب ويتوالى … والمرأة تندفع لتفتح الباب والأب يصرخ بها
:: لا … لا … إنه الآن كومة من اللحم المطحون … لا تفتحي
والطرق يتوالى. والام تندفع لتفتح
والأب عندها يعصر ذراع القرد ويصرخ بالأمنية الثالثة
أريد … أن يعود إلى قبره. أريد أن يعود إبني إلى قبره
والطرق يتوقف ….
……..
الصلة بين الغيب والشهادة. شىء ينبح في نفس كل أحد. مهما أعلن أنه لا يؤمن بالغيب
…….
والحديث عن الفكر. والشيوعية والقدر يقودك إلى حكاية ليست من السينما
حكاية حقيقية ولها صلة غريبة بالغيب
فصاحب كتاب رأس المال كانت عنده إبنة متزوجة. وكانت تحيا بمبلغ شهري تتلقاه من والدها فزوجها كان دون عمل
وفي شهر المبلغ يتأخر في الوصول
والبنت وزوجها يتفقان على الإنتحار إن لم يصل المبلغ فى يوم محدد
كان من اكتشف الجثتين هو ساعي البريد الذي جاء يحمل الحوالة البريدية بالمبلغ…
ولعلك محظوظ. إذ لم تولد في نهايات القرن الماضي وما كانوا يفعلونه بالكتاب
ويكفي أن تعرف أن كتاب (موسم في الجحيم) طبع باستخدام رماد جثمان صاحبه … رامبو
وأن هتلر لما انتقده أحدهم في كتاب ضخم دعاه هتلر وجعله يأكل نسخة من كتابه
وعلى كل حال مايجعل التاريخ كذبا كله هو. إسرائيل
وبالمناسبة …. تاريخنا نحن … تاريخ المهدية … ما مدى صحته؟