
عصام جعفر يكتب: الإنصرافي
مسمار جحا
عصام جعفر
الإنصرافي
+ الحرب الدائرة الآن في السودان أفرزت ظواهر عديدة في كافة المجالات وعلى كل كافة الأصعدة، عسکرياً وسیاسیاً واجتماعياً واعلامياً، حيث أصبح الإعلام أحد أسلحة الحرب الفاعلة والمؤثرة وتبارت الفرق الإعلامية في التراشق والقصف العنيف.
+ الانصرافي، من الظواهر الإعلامية التي أفرزتها الحرب وقد بدأ نشاطه فى بدايتها في غياب الإعلام الرسمي الذي كان ضعيفاً وصوته غیر مسموع.
+ الإنصرافي أو (صرفة)، كما يدلل نفسه يحمد له موقفه الثابت، منذ البداية مع القوات المسلحة، عندما كان الاعلام الرسمي والعسكري غائباً. ولكن ورغم ذلك تؤخذ عليه أشياء كثيرة سالبة ومعيبة، حيث لم يتخذ أحياناً الوسائل النظيفة لتحقيق ذلك الهدف النبيل.
+ الرسالة الإعلامية عند تصميمها لا بد لها من عناصر، ورسالة الإنصرافي تفتقد أهم عناصرها، حيث أن المصدر نفسه مرسل الرسالة مجهول. مما يؤدى إلى التشكيك فى مصداقيتها
وكثرة المشاهدة والمتابعة لا تعني أن الرسالة حققت أهدافها.
+ رسالة من مجهول، هي النظرية الإعلامية التي يتبناها ويعمل بها صرفة، فإنشغل الناس بمن هو صرفة وتجاهلوا المحتوى.
+ يُؤخذ على رسالة الإنصرافي أحياناً أنها عدائية واستفزازية واستعلائية حتى مع الذين يشاركونه ذات الموقف من هم ضد الدعم والقحاتة وهم في الصف الوطني.
+ الغاية يجب أن تكون من جنس الوسيلة، ولكن الإنصرافي يعمل وفق الغاية تبرر الوسيلة.
+ الإنصرافي يصور نفسه فوق الجميع وأنه هو الذي أعز جنده وهزم الدعامة وحده.
+ لا يعترف بأدوار الآخرين ولا يوقر أحداً. حتى القيادة العليا حيث يقول أحيانا (برهان)، (حاف كدا) وكأنه يعمل عنده.
+ يختلط الأمر على المتابع هل هو يمثل شخصه، أم تتبناه جهة لا تهتم بضبط خطابه الذي کثرت فيه أخيراً (الخارجيات) كما يقول أهل الفيس بوك.
+ الإنصرافي يستهدف بعض الشخصيات ويفتعل معها المعارك بلغة خشنة وأوصاف معيبة يترفع الناس من الدخول في معركة مع مجهول مثل عثمان ميرغني الذي لم يعير صرفة اهتماماً، فالناس يعرفون من هو عثمان ميرغني كاتب وصحفي وسوداني من قلب منطقة الجعليين ويتحمل مسؤولية ما يكتب فلا حاجة له في معركة إنصرافية.
+ آخر معارك الإنصرافي مع القائد كيكل الذي يقاتل في الميدان ويناوشه صرفة من خلف المايكروفون.
+ الإنصرافي وغيره من الظواهر التي ستنتهي بعد إنتهاء الحرب وقيام المؤسسات العدلية والقانونية والثقافية والإعلامية عندما يكون كل شىء أمام الناس وبشفافية ووضوح.