
إسحق أحمد فضل الله يكتب: الشاطىء الثالث
مع إسحق
إسحق أحمد فضل الله
الشاطىء الثالث
هناك دائما شاطىء ثالث لكل نهر
ونحن نستطيع أن نقبل وساطة السعودية لإيقاف الحرب
نستطيع هذا باستخدام طريقة الهنود مع اللورد كيرزن
واللورد كيرزن فى الهند يقرر الخروج لاصطياد الفهد…
قال اللورد
وخرج معى عدد من الحرس وكنت موقنا انهم من امهر الرماة
ووجدنا الفهد. وصوبت انا بندقيتى واطلقت النار
وفى اللحظة ذاتها فوجئت بعدد من الرصاصات ينطلق من بين الاشجار والفهد يسقط. والجميع يصرخون
:: مرحى يا سيدى اللورد. لقد اصبته
ولا يحتاج الامر الى ذكاء ليعرف ان اللورد حين يرى عددا من الرصاصات فى جسم الفهد فانه سوف يفهم فى الحال ان الامر كان مجرد. مجاملة له
ونحن نستطيع قبول الوساطة السعودية ونوقف الابادة ونكسب السعودية التى تعرف تماما ان الفهد لم يسقط بالرصاصة السعودية…
………
والحرب خدعة كلمة ما يرسمها هو صراع المخابرات ايام الحرب العالمية….
وايامها كانت حسابات الحلفاء تجد انه لا مهرب من الحل الوحيد….الوحيد تماما. وهو…انه لا مفر من النزول فى شاطىء النورماندى…
لكن الحلفاء يعرفون ان الالمان يعرفون ذلك
وانهم يحشدون فى النورماندى قوات فوق التصور….
وكان لابد من شىء
شىء يبعد الالمان عن النورماندى
واللعبة تبدا
لعبة المخابرات
واحداث فى اطراف العالم تقع
والمخابرات تتعمد جعل الاحداث هذه( نصف) سرية….نصف سرية لانها تريد ان نكتشفها مخابرات المانيا
وفى تركيا الخادم الملازم للسفير البريطانى كان جاسوسا المانيا.
وفى كتابه بعد الحرب الجاسوس هذا يقص كيف ان السفير كان يحتفظ بمفتاح الخزانة تحت سراويله وان الوصول اليها مستحيل
وان اسرار الحرب كلها فى خزانة السفير هذا
….وفى كتابه الخادم يقول…( لو ان السفير اندفع فى ذلك اليوم خارجا من الحمام عريانا…ولم ينتظر حتى يلف بشكيرا حول وسطه لتغير مسار الحرب. ولكن السفير كان تحت الدش لما تذكر انه نسى مفتاح الخزنة فوق مكتبه
لكن السفير جاء يجرى متاخرا نصف لحظة…فانا فى نصف الدقيقة تلك كنت قد فتحت الخزانة وقمت بتصوير الاوراق ووضعت المفتاح فى مكانه…
السفير تنهد. …والجاسوس تنهد
وكل منهم يظن انه نجح
وحقيقة ماجرى هى. ان الحلفاء الذين ظلوا يبحثون عن شىء يبعد الالمان عن النورماندى كانوا يجعلون السفير فى تركيا ينسى مفاتيحه تلك…ليقفز اليها العميل الالمانى….وليقوم بتصوير الخرائط والاوراق التى زرعوها فى خزانة السفير…والتى صنعت بحيث نؤكد ان الحلفاء سوف تهبط قواتهم فى شاطىء ساردينيا…
………
والحلفاء يجعلون عددا من مصانع الاحذية يستلم طلبا من تاجر احذية يطلب صناعة مليون حذاء
والملفت هو ان الاحذية هذه كانت مما يناسب الشعب المرجانية…
والمخابرات الالمانية تلتقط نسمة الخبر
وقادة الجيش الالمانى ينكبون على الخرائط يبحثون عن…..اين تقع الشعب المرجانية…
ليجدوا انها تقع على شواطىء سردينيا. فقط
و..ووو
والمانيا تحول قواتها الضاربة الى ساردينيا
ولايبقون فى النورماندى الا القليل…
وجيش الحلفاء يهبط فى النورماندى
……..
الصراع فى الحروب هو صراع المخابرات
ومن الجمل التى اصبحت نكتة…جملة قالها مدير مخابرات المانيا الشرقية….ايام كان تصارع مخابرات المانيا الغربية
فالرجل/ مدير مخابرات المانيا الشرقية/ حين يصل اليه خبر وفاة مدير مخابرات المانيا الغربية يفكر فى الامر للحظات ثم يقول وهو غائص فى التفكير..
:: والان….ترى ما الذى يخطط له هذا المخادع. بموته هذا…؟
بالمناسبة….عندنا فى السودان اقوى مخابرات
وحين يجتمع اقوى مخابرات مع اقوى جيش مع اقوى دعم. مع الثروة القادمة….فان حاصل الجمع هو الضرب