
إسحق أحمد فضل الله يكتب: الأولى آه والتانية آه
مع إسحق
إسحق أحمد فضل الله
الأولى آه والتانية آه
وأيام كان (القلع) بالذوق كانت السلطة في مصر تبيع الضرائب للمجلس البلدي
بمعنى أن يدفع المجلس البلدي مبلغًا معينًا (مقاولة) ثم يصبح المجلس هو من يحدد الضرائب وهو من يجمعها بالقوة
والسلب بالقانون يجعل بيرم يكتب أشهر قصيدة ساخرة … قال
يا بائع الفجل بالمليم واحدة
كم للعيال وكم للمجلس البلدي
حتى الطعام إذا ما جئت أكله
فالنصف لي. ونصفه للمجلس البلدي
كانت أمي … بل الله تربتها…
أوصت فقالت. أخوك في المجلس البلدي
و… بيرم يبلغ أن يقول
أخشى الزواج لخوفي أن يسابقني
إلى عروسي المجلس البلدي
وأخاف إن وهب الرحمن لي ولدًا
أن يدعيه المجلس البلدي
… حتى البلاء إذن يمكن أن يبتلعه الناس إن جاء وعليه الليمون والشطة
أيامها كانت المجلات التى تجمع بين وجبة الكتاب وبهارات الصحافة تقفل الصفحة بالحكايات الصغيرة الطريفة
ونجد أسفل المقال
كاليجولا يحارب البحر ويأمر جنوده بطعن الأمواج بالسيوف
لكن الرجل كارثته التي أنزلها بالناس كان سببها جملة صغيرة قالها منافق
فالإمبراطور كاليجولا الذى ينتصر حتى على موج البحر كان يبحث عن انتصار لم يسبقه إليه أحد …. ولا يجد. إلى أن كان يوم
كاليجولا كان يومًا يدندن لنفسه. لما قال أحد المنافقين
:: هذا صوت ملائكي يا مولاي
وكاليجولا يصرخ
وجدتها. وجدتها
نعم … نعم. فكل أحد يمكنه أن يكون امبراطورًا. يفعل ويفعل… لكن. ما. كل أحد يستطيع أن يصبح مطربًا…..
نعم. لابد من أن يعرف الناس أن امبراطورهم فنان
وبدأت الكارثة وكاليجولا يطلق حملة غنائية يطوف فيها الدولة كلها ويقيم مسابقات الغناء في كل مكان ليستمتع الناس بالغناء الرائع.
وكان المتسابق الوحيد هو بالطبع الامبراطور
وكان الناس يحشدون بالكرباج للاحتفالات هذه
ومن بداية الليل يبدأ كاليجولا في الغناء…. والمرأة الحامل تلد مكانها والامبراطور يغني …. والمرضى لا يجرأون على الأنين ويموتون والامبراطور يغني …. ويفوز بالجوائز (وهناك بالطبع من يقدمون الجوائز ويقدمون حلاقيمهم لقطعها) و..
ويومًا … الوزير المنافق ذاته يموت
ويأتون بالوصية التى كتبها الوزير لتقرأ على الامبراطور…
وبعد أن جعلوا دموع الامبراطور تنسكب في قارورة ….. فدموع الامبراطور لا يمكن اضاعتها …. تبدأ قراءة الوصية…
والميت يقول للامبراطور
(أنا أغفر لك كل شىء… كل شىء…. لكني لا أغفر لك أبدًا ارغامي على سماع صوتك القبيح).
………
المصائب واحدة في الأرض كلها في الزمان كله
كل الفرق هو أن الناس يختلفون في الصراخ…
(٣)
ونكتب نحن هذا في أيام اقتحام القصر الجمهوري؟؟
نعم … لأنه شربات أو شربوت الفرح
ولأن السودان. بإقتحام القصر…. وإبادة نصف خنازير أفريقيا يبدأ ما يستحق الاحتفال به
وبالمناسبة …. صراخ بيرم أعلاه كانت صحف مصر الخائفة أيام ناصر تنشره في تلميح مرتجف لما أصبحت الحالة الاقتصادية للناس حالة مخيفة
وحكاية كاليجولا حكاية ينشرونها لما تتضمنه عن كاليجولا الجديد
وما يجمع هو الاشتراك في قيادة الشعب بالحنجرة.. و ..
ونشعر أن السودان بعد الانتصار الرائع يتجه إلى زمان جديد. وأنه سوف يقدم للناس/ لأول مرة بعد ستين عام من الفرفصة/ يقدم للناس السودان الحقيقي والفن الحقيقي والشبع الحقيقي … و ….
إن كفانا الله شر كذا. وكذا… مما نعرف ونخشى ونسأل الله أن ينجينا منه.