
د. عمر كابو يكتب: المريخ .. حين يسطع نجمًا كامل الوسامة
ويبقى الود
د. عمر كابو
المريخ .. حين يسطع نجمًا كامل الوسامة
** بطاقة دعوة أنيقة هي بالطبع من أناقة رجل المريخ القوي باذخ الحضور والهيبة والجلال سعادة الفريق شرطة طارق عثمان الطاهر أمين عام نادي المريخ الكيان القمة عبدت الطريق لي للمشاركة أمس الأول الجمعة إفطاره السنوي الحاشد بصالة فندق شيراتون بضاحية العجوزة.
** ألحت علي فكرة نبذ العصبية الرياضية والتطرف غير الحميد تلبية هذه الدعوة رغم (هلاليتي) التي ليست محل نزاع أو شك أو ريبة فلا هلال بلا مريخ ولا مريخ بلا هلال قناعة كل ذي قلب سليم.
** عشت في أسرة طغى عليها الانتماء للهلال فمعظمنا وله به يتخذه مصدر إلهام وفرحة ونشوة وانتصار إلا اثنين هما الأعظم في حياتي الخاصة معزةٍ وتلاقٍ ودفء وجرح وبشارة..
** الأول: شقيقي (حسان كابو) يرحمه الله رحمة واسعة (جرح دنياي الذي لا يندمل) رحل عنا سريعًا أثر حادث حركة في الأراضي المقدسة أول ساعات عيد الفطر بعد أن بلغه الله رمضان كله صام نهاره وقام ليله وأدى مناسك عمرته نسأل الله أن يوفيه أجر الشهادة كاملاً (ميتة فجاءة وغربة).
** والثاني بنتي الكبرى الحبيبة ساجدة رفيقة برة بي عطوفة على تؤثرني بشفقة خاصة وتعاملني بنبل خاص فصارت البنت الصديقة الأكثر تأثيرًا في (أجوائنا الأسرية) و(لمتنا العائلية).
** فكلاهما (مريخيان) صاحبا نفوذ طاغ علىّ في هذه الحياة الدنيا وإني لأرجو أن يكونا شفاعة المحشر من هول القيامة، شفاعة الشهيد حسان وبشارة ساجدة كبيرة شقيقاتها الثلاث ندخلها بأثر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو في معناه (من عال وكفل ثلاث بنات ورباهن ضمنت له الجنة).
** فيما يتداعى المريخ أثرًا طاغيًا في حياتنا العامة حيث إبراهيم السنوسي شيخًا ومرشدًا وأميرًا، ثم عبد الباسط سبدرات أستاذًا وملهمًا ومعلمًا وزميلًا. والحوت محمود عبدالعزيز فنانًا ومؤديًا ومطربًا فريدًا.
** المريخ في عطاء جمال الوالي وحكمة محمد الياس محجوب وتاريخ مهدي الفكي ومدرسة (أبو العائلة) وتنظيم طارق عثمان الطاهر وتفرد (أبوهريرة حسين) وتأهيل محمد عبدالله مازدا ورزانة أحمد محمد الحسن.
** من منا لم يستمتع (بتابلوهات) سكسك وذكاء إبراهومة وجسارة جمال أبوعنجة وأهداف منتصر زيكو وسرعة سانتو وهيبة حامد بريمة وحضور سامي عزالدين وخطورة مرتضى قلة وتصويبات إيداهور ورزانة عادل أمين وبسالة سليمان عبدالقادر.
** لو أنك أردت مدخلًا رفيقًا للتعريف بالسودان أوسع من (جلباب القصيدة) وألطف من جبر الخاطر وأجمل من فوح القرنفل وأشهى من رطب الجنان لما وجدت غير الهلال والمريخ قممنا الرياضية تاريخًا وتشجيعًا واحتفاءًا حيث الصفحات المشرقة المشرفة ناصعة البيان والروعة.
** المريخ قدم راسخة في البذل والعطاء حيث عرفته منصات التتويج الأفريقية زعيمًا لكأس الكؤوس وشرق ووسط أفريقيا بجانب حضور شبه دائم مع الأندية الكبيرة في البطولتين الأضخم في قارتنا السمراء.
** ليجئ إفطاره بالأمس الأول غاية في كل شيء حضورًا زاهيًا وافطارًا شهيًا وتوقيتًا مناسبًا أختير بعناية فائقة جمعة في العشر الأواخر حيث ليلة القدر يرفع الله بها من شأنه وقدره ثم مواكبة لانتصارات جيشنا العظيم وهو ينقض على فريسته الضعيفة الهزيلة بالقصر الجمهوري تتويجًا لجهد رجال فرسان أبطال علموا الدنيا الجيوش الإقدام والتضحية والفداء والثبات.
** حيث جمع فأوعى كل ألوان الطيف السياسي والرياضي والثقافي والفني والإعلامي تقدمهم سعادة السفير عماد الدين عدوي الذي خاطب الجمع بكلمة رصينة جامعة مانعة، بينما كان الإتحاد العام برجاله الكبار: دكتور معتصم جعفر بخطابه الضافي الرصين ومولانا مجدي شمس الدين بحضوره الباذخ فيما تجلى الوسط الفني حيث حضر الفنان العملاق كمال ترباس والقلع والملك جمال فرفور والهادي الجبل وفنان الشباب الرائع أحمد فتح البندول الذي احتفى به عدد من الاعلاميين احتفاءًا خاصًا تقديرًا لموهبته الفذة كفنان يحترم فنه.
** نجح كالعادة الزميل سامر العمرابي في تقديم البرنامج بصورة رائعة شيقة استحسنها الجميع.
** خطف الأخوة: (رئيس نادي المريخ عمر النمير والاقتصادي العملاق وجدي ميرغني والسياسي عبدالحميد موسى كاشا والفنان كمال ترباس والسيد السفير عماد الدين عدوي وكابتن شوقي عبدالعزيز وجهير السيرة أسامة فيصل والصحفي الرقم الهندي عزالدين والأستاذ إسماعيل حسن ودكتور عبد الإله أبوسن ومشاعر عثمان وكابتن جمال أبوعنجة والشاعرة داليا الياس التي قدمت إحدى قصائدها الجياد الحسان)، فقد كانوا نجومًا سوامق لهذا اليوم الخالد في تاريخ المريخ.
** فيما سجل اتحاد الصحفيين حضورًا طاغيًا ممثلًا في الزملاء الأساتذة محمد الفاتح نائب رئيس الاتحاد وصلاح عمر الشيخ الأمين العام وعاطف الجمصي وبقية العقد الفريد من اللجنة التنفيذية.
** داعبنا الأستاذ الجميل محمد عبدالقادر رئيس تحرير صحيفة الكرامة أحمد عبدالوهاب ومحمد الفاتح وبخاري بشير وشخصي الضعيف وهو يلقى علينا التحية (إزيكم يا فلول).
** تحية تقدير لسعادة الفريق طارق عثمان الطاهر الضابط المنضبط والإداري الملتزم والمبادر المدهش صاحب العلاقات الواسعة الممتدة الذي نجح في حشد كل هؤلاء الرجال لتواصله الرحيب الرحيم معه فهو أثر باقٍ في النفوس.
** فقد أدهشني الرجل بحق كيف استطاع أن يجمع كل ألوان الطيف السياسي والرياضي والثقافي والاجتماعي على مائدة واحدة بكل هذا التسامح والمحبة والصفاء والود المتصل.
** وشكرًا مجددًا للأستاذ عمر النمير رئيس المريخ هذا الشاب الذي تصدى لقيادة المريخ في ظروف بالغة التعقيد تؤكد ثقته في نفسه وكرمه وسخائه وصموده واخلاصه وتجرده لهذا النادي العملاق.
** لفت انتباهي حديث أحد الصحفيين وهو يحدثنا أنا والأستاذ إسماعيل حسن بأن حضور أمسية المريخ شهدت حشدًا كبيرًا من أهل الهلال لم يشهده حتى إفطار الهلال نفسه فقلت له (يا حليل صلاح إدريس) ذاك رجل كان يعرف تقدير الرجال يوم رجوته بزيارة لولايتي القضارف فما لبث أن لبى دعوتى في أقل من (٢٤ ساعة) مقدمًا ندوة حاشدة وسهرة فنية رائعة غنى فيها العمالقة حمد الريح وعبد القادر سالم وجمال فرفور وعادل مسلم وأحياها الشعراء إسحق الحلنقي وأزهري محمد علي ذاك رجل يا سادة يعرف مجتمع الهلال ويحترم الناس موطأ الأكناف افتقدناه بحق.
** هنا تكمن عظمة قيادات المريخ حيث تجسدها هذه القدرة الهائلة على التواصل مع كل الناس حتى من خارج الكيان لتثبت دومًا تفوقها فارضة احترامها على الجميع دون استثناء.
** نعلم أن المريخ يمر بظروف استثنائية لكن حتمًا سيعود ماردًا قويًا متماسكًا في أقرب المواعيد يزلزل الدنيا وتخضع عند أقدامه الأندية العظام فشأنه شأن الكبار تمر بفترة ضعف وتوهان سرعان ما تعود أكثر صلابة وتوهجًا وذاك ما نتوقعه ومن لا يدرك ذلك فحظه من الثقافة بالرياضة قليل.
** دعوة هي إذن لنبذ العصبية نعلن فيها محبة خالصة للمريخ ولكن حبنا للهلال أكبر.. أضخم.. أقوى.. وهل يستطيع القلب أن يبغض فريقًا يعشقه أحباب أنقياء مثل حسان وساجدة ؟!