د. عمر كابو يكتب: الخارجية .. انتصرت للإنصاف والوجدان السليم

ويبقى الود

د. عمر كابو

الخارجية .. انتصرت للإنصاف والوجدان السليم

** غطى موضوع استرداد جيشنا الوطني العظيم على كل الأحداث حين ملأ الحياة الدنيا وشغل كل الناس وإنه لحق فعل يستحق كل هذا الاحتفاء والاهتمام والانتشاء.
** لكن هناك انتصار آخر تزامن مع هذا الانتصار ما كان لنا أن نغفل عنه دون الإشارة له سيما أنه قرار انتصر لقيم الحق والعدل والقانون والانصاف والوجدان السليم.
** القرار برمته هو أن وزير الخارجية الشريف علي يوسف الشريف كان قد أصدر قرارًا في إطار ترتيب البيت الداخلى لوزارته من بعد فوضى لجنة التمكين الفاسدة التي اجتاح فسادها كل مؤسسات الدولة وغمرها بفيض غامر من السوء والبشاعة والنكير.
** ففي الوزارة محور حديثنا رأيناها أي اللجنة كيف قامت بفصل أعظم كوادر الوزارة من دبلوماسسين في مختلف الدرجات وإداريين جميعهم صقلتهم التجربة وعركتهم المحافل الخارجية مقدمين تجربة في الحضور والتميز والتفوق وإدارة الملفات الموكلة إليهم بكل جدية وهمة وسداد.
** ليتم فصلهم ضمن مؤامرة خبيثة استهدفت الوطن وعملت على افراغ دولاب الدولة من كل الكوادر المؤهلة والخبرات التراكمية لتحل محلهم كوادر ضعفت أخلاقيًا بلا أدنى تأهيل وتدريب فني يمكنهم من أداء المهام الموكلة إليهم على الوجه المطلوب..
** حتى جاء الوزير الحالي الشريف على يوسف ليضع في الفترة القصيرة التي تولى فيها إدارة هذه الوزارة الهامة في هذه المرحلة والبلاد تتنازعها أجندات خارجية تحاول أن العبث بمقدرات الأمة والتدخل في شأنها الداخلى والمساس بهيبتها وسيادتها..
** فعمد إلى ترتيب البيت الداخلى معتمدًا على منهج موضوعي هو الاحتكام إلي تقاليد الوزارة المعمول بها رافضًا أي تجاوز للقوانين واللوائح المنظمة وقواعد البرتكول والمراسم ،،مشددًا على احترام القانون، شعاره رد المظالم واعطاء كل ذي حق حقه وعدم السماح لأي فرد كائنًا من كان في التدخل في شؤون وزارته تجاوزًا أو ظلمًا أو وساطة…
** فكان قراره التاريخي بترقية مجموعة من خيرة شباب بلدي تجاوزت سنين خبراتهم فى هذه الوزارة أكثر من (٢٥) عامًا رفض وزراء قحط ترقيتهم إلي سفراء حين حجبت عنهم الترقية سنين عددًا مكثوا كوزراء مفوضين دون مسوغ قانوني أو مبرر موضوعي…
** حتى جاء هذا الوزير فرد لهم الحق كاملًا بهذا القرار الصحيح السليم الذي يتوافق وصحيح القانون واللوائح المنظمة لعمل الوزارة ترقية وتدرجًا طبيعيًا…
** يأتي ذلك كما أسلفنا في إطار مساعيه لفرض دولة القانون على هذه الوزارة ضمن حراك عظيم يقوم به الآن داخل وخارج السودان…
** ومن ذلك رأيناه يقوم بجهد مضاعف مقدر خارجيًا نجح فيه إقامة مؤتمر ميونيخ الناجح بقراراته وتوصياته القوية وحضوره ومشاركاته الحاشدة والبرنامج المصاحب له كفعالية اتاحت له منبرًا لمخاطبة العالم وتنويره بالمؤامرة وآخر المستجدات في السودان بجانب عقده للقاءات ثنائية مع شخصيات من الوزن الثقيل علي هامش المؤتمر..
** هذا بجانب زياراته لموسكو وطهران واجتماعاته المتواصلة مع الاتحاد الافريقي كل ذلك صب ويصب في استعدال واسترداد هيبة وطنية عبثت بها الفترة الانتقامية هذه…
** بالرجوع إلى أصل القرار فإن هذه الترقية كانت قد شملت حوالي (٢٧) سفيرًا من خيرة شباب الوزارة كل واحد منهم تصلح سيرته ومسيرته نموذجًا صالحًا في التأهيل المهني والجدية والمبادرة والمبأدأة والالتزام..
** ولم ينس سيادته أن يمنح المرأة مقاعد تناسب عطائها ومشاركاتها واسهامها الفاعل في الوطن صدقًا ونزاهة ونهضة وتجردًا حيث شملت القائمة خمس (سفيرات) كلهن مصدر إلهام ونبوغ وتفوق..
** سانحة أن نشد على يد هذا الوزير المنصف (الحقاني) الذي يأبى الظلم ويعمل بتجرد يرفض معه أي محاولة لفرض وصاية حزبية أو انتماء سياسي أو تغليب مصلحة حزبية فالناس جميعهم أمامهم سواء يقف على مسافة واحدة من منهم دون أي تميز أو تفريط أو إفراط أو تفرقة ذاك من اعتدال جبل عليه…
** تهنئة مستحقة لسفراء أفاضل شملهم هذا القرار التاريخ المنصف جمعتنا بهم مسافات الحياة ومحاورها المختلفة :
** سعادة السفير إدريس محمد على محمد سعيد رفيق الخطوة ،،قدرنا أن نكون أبناء القضارف الولاية الحبيبة هو والسفير أحمد عمر تبول..
إدريس محمد على صديق الرحلة ورفيق الخطوة مشيناها مشوار صداقة سرمدية الملامح يستوعبني بلا كلمات ويصدقني بلا بينة ويبذل لي النصح دون غرض..ألقيت على كتفه أحمالي مواقف مختلفة لم يكل ولم يمل وقد تحملها بلا إبطاء أو تردد..
خلق لخدمة الناس مبذول للجميع يدنئ الفقير ويحب المسكين ويسعى لخدمة المحتاج وينزع لباس السؤال عن المحتاج فقط لأنه حمل قلب طفل براءة وسماحة وصفح وإيثار..
هو باختصار ملاذ أماننا في كل الحوبات والحاجات…
هيأ نفسه علمًا ولغة وثقافة موسوعية وحضور واثق ما يجعله مؤهل لأدوار أكبر تصب في المصلحة العامة..
** سعادة السفير أحمد عمر تبول ابن القضارف هو كذلك : صفي القلب جبار للخواطر والكسور بابتسامة عريضة وضيئة لا تفارق محياه الطلق رفيق الروح يراهن دومًا على التفاؤل والأمل الكبير في غد أكثر إشراق واخضرار مثل صاحبه إدريس من الذين تلقى همومك وأتعابك عليه جنة دنيا وأنيس آخرة بإذن الله يدخل الجنة بإذن الله بقلب سليم لا يباغض ولا ينافق ولا يعرف الكذب له محلاً…
** سعادة السفير خالد محمد عثمان منذ عرفته اعتلى منصة الدهشة بدواخلنا ،،عاشق مغرم متبتل في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم أهله ذلك للابحار في بحر التوكل بلا خوف ولا وجل من تصاريف الحياة ولذلك ظل يمارس الشجاعة سراءًا وضراءًا مرتديًا قناع الحق يرفض أن يتنازل عن الدفاع عنه مهما كانت المبررات والمسببات،مختلف الحضور والحديث يقابلك في كل الظروف بوجه طلق لا يعرف (التكشيرة) والتقطيب…
** نماذج ثلاثة لرجال التقيناهم في سهول الحياة وتضاريسها المختلفة فظلوا أثرًا باقيًا لا يتأثر بعسر أو يسر اللحظة شدة ورخاءا..
** تهانينا لهم ونتوقع من وزير في قدرات الشريف على يوسف أن يفجر مخزون قدراتهم الضخم لصالح الوطن الوريف فمثله لا يقبل أن تستطيل حوائط ينهض ألف باب ليحجز عن السودان قممًا سامقة لها القدرة على الانجاز والفعل والابداع والتميز..
** وتهنئة مستحقة مجددًا لهذا الوزير الذي استطاع قيادة ثورة تصحيحية أعادت لنا سيادتنا التي افتقدناها زمانًا طويلًا …