حديث العطا .. خطاب الكرامة والإنتصار

المعاملة بالمثل حق للدولة التي تشعر بالتهديد على أمنها القومي
حديث العطا .. خطاب الكرامة والإنتصار
تقرير: مجدي العجب
أسرفت بعض دول الجوار في أذية السودان أرضاً وشعبًا وحكومة. وظلت هذه الدول التي ذكرها عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن ياسر العطا في حديثه الأخير، ظلت هذه الدول وبرغم ما نالته من السودان شعبًا وحكومات منذ تاريخ بعيد، من حسن جوار وفتح الحدود لمواطنيها عند الأزمات، ولكن أن تفتح تشاد حدودها لدعم المليشيا برًا وتفتح مطاراتها التي تنطلق منها المسيرات الإستراتيجية لأذية الشعب السوداني، وتأتي كذلك دولة جنوب السودان هذه الدولة الحديثة التي يشكل السودان لمواطنيها ملاذًا آمنًا حتى إنهارت دولة جنوب السودان أمام المال السياسي الإماراتي لتنضم هي إلى مجموعة الأفاعي السامة التى تنفث سمها.
+ دول هشة:
تحدث ياسر العطا حديث الواثق الذي يدرك كنه خطواته، بل ولأنه يعلم والكل يدرك هشاشة هذه الدول التى قدرت أن تنصب العداء للسودان ولكنها لم تدرك أنها يمكن أن تصبح أثرًا بعد عين إذا أقدم السودان على رد الصاع . وكان لابد من أن تشكم هذه الدول حتى ترعوي وترفع يدها عن أذية السودان، وحتى الآن لم يفعل ياسر العطا الذي يمكن أن يفعل الكثير ولكنه ذكر فقط تشاد وجنوب السودان ما سيفعلوه إذا تماديا في أذية السودان. ولم يخرج ياسر العطا عن مبدأ المعاملة بالمثل في الدبلوماسية وأيضا لم يخرج عن مبدأ رد الصاع صاعين عن الإعتداء في وقت الحرب، ومع ذلك جاءت ردود الفعل على تصريحاته من كلتا الدولتين مضطربة ومرتبكة .
+ حديث العطا حق كفله القانون الدولي :
قال الأكاديمي والمحلل السياسي د. محمد تورشين أن التصريحات التي أدلى بها السيد ياسر العطا، نائب القائد العام للجيش السوداني، عضو مجلس السيادة تأتي في إطار الحق الذي يكفله القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، بالإضافة إلى المواثيق الإقليمية وميثاق الإتحاد الأفريقي، والتي تضمن للسودان حق الدفاع عن نفسه. وزاد في تصريح لـ (ألوان) الدول التى أشار إليها ياسر العطا معروفة بتورطها في الحرب ضد السودان، حيث قدمت دعمًا غير محدود لمليشيا الدعم السريع، من خلال توفير الموارد والمحطات اللوجستية. وأضاف تورشين: لذلك أرى أن من حق السودان المشروع الدفاع عن نفسه ضد هذه التهديدات، بل إن القانون الدولي يمنحه الحق في إتخاذ تدابير أكثر حدة، مثل إعلان الحرب على هذه الدول أو قطع العلاقات الدبلوماسية معها. وذهب في حديثه لنا قائلًا: لا أجد في هذه التصريحات أمرًا مستغربًا، بل أعتقد أن السودان يمتلك العديد من الأوراق والعناصر التي يمكن توظيفها للضغط على هذه الدول ودفعها إلى إعادة النظر في سياساتها الداعمة للتمرد. كما أن هذه الخطوة يجب تفعيلها الآن قبل انتهاء الحرب، حيث أراها ضرورية وفعالة للغاية. وأضاف في قوله: (هذا التحرك قد يساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في دفع بعض الدول إلى مراجعة مواقفها. فمثلاً، بعض الدول التي كانت تدعم المليشيات، مثل إثيوبيا، بدأت بالفعل في إعادة النظر في موقفها. كما أن الأوضاع الداخلية في كل من تشاد، جنوب السودان، وليبيا تتيح للسودان فرصة ليكون مؤثرًا في المشهد الإقليمي، مما قد يدفع تلك الدول إلى إعادة تقييم سياساتها تجاه الأزمة السودانية. وفي ختام حديثه قال تورشين: (هذا الإجراء مشروع تمامًا، ويستند إلى الأسس القانونية التي يكفلها القانون الدولي والمواثيق الإقليمية والدولية).
+ المصلحة الوطنية:
وفي ذات الطريق جاء حديث المحلل السياسي د. محي الدين محمد محي الدين مطابقًا لسابقه حيث قال في حديثه لـ (ألوان): الواقع أن الدول تنظر لعلاقاتها الدبلوماسية لمصالحها وتحييد المخاطر، وبالتالي حسن الجوار يقتضي أن تقوم العلاقة على المصلحة المتبادلة وكف الأذى. وأشار إلى أن دولة تشاد وجنوب السودان بدعم إماراتي أصبحا جزءً من المخطط الذي يستهدف الدولة السودانية. وأضاف أن المبدأ الدبلوماسي يؤكد أن المعاملة بالمثل حق للدولة التي تشعر بالتهديد على أمنها القومي. مشيرًا إلى أن حديث عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن ياسر العطا يأتي وفقًا لهذا السياق .وذهب في حديثه لنا: طالما هذه الدول تفتح حدودها لوصول السلاح ولإنطلاق الطائرات الإستراتيجية التي تدعم المليشيا وتنطلق من مطار أم جرس ومطارات أخرى في تشاد فقد دخلت في حرب مباشرة ضد السودان ومن حق السودان أن يحيد هذا الخطر .وزاد د. محيي الدين قائلًا: لهذا الأمر شواهد والتي تحتم ضربة استباقية، وقد فعلت أمريكا ذلك ضد الحوثيين الذين يستخدمون الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية لإستهداف السفن في البحر الأحمر. وأكد على أن حديث ياسر العطا ينظر إلى أنه في إتجاه المصلحة الوطنية العليا التي تقتضي أن يدافع عن السودان وحدوده إذا كانت هنالك دولة من الدول تهدد مصلحته وتهدد أمنه القومي. وقال محي الدين، إننا نسمع إحتجاجًا من الدول التي ذكرها الفريق أول ركن ياسر العطا ولكنها لا تستطيع أن تنفي صلتها المباشرة بدعم المليشا .وفي ختام حديثه لنا أوضح د. محيي الدين: إذا كانت هذه الدول تريد المحافظة على أمنها فيجب أن تمتنع عن ما يضر بمصالح الأمن السوداني، والآن السودان قدرته على المواجهة كبيرة.