هوامش على دفتر الغضبة

ولألوان كلمة
حسين خوجلي
هوامش على دفتر الغضبة
1- وعادت بت مقرن النيلين
السؤال الوحيد الذي سألته الخرطوم للقائد العام البرهان يوم أن أعلن الدعامة التمرد والحصار كان، هل شهادة البحث في جيبك؟ فأجاب: بنعم
فقالت له: إذن لا تخف، ابدأ المنازلة فإن الله ناصرك والشعب والمقاومة.
أما أنا فسوف آتي مع نداء الفجرِ وفي الهزيع الثاني مع ليلة القدرِ.
2 – عندما هبطت طائرة الفريق أول عبدالفتاح البرهان بمطار الخرطوم انقسمت قلوب القوم إلى ثلاثة أولهم أصابته الدهشة، وأخرون أصابتهم الطمأنينة، والأغيار من الخونة والمرتزقة بالداخل والخارج أصابتهم الزلزلة. أما أهل اليقين وعشاق الخرطوم الكثيرة العشاق فقد أكملوا إجراءاتهم في قلب المطارات دبي وكمبالا والرياض والقاهرة وواشنطن وهيثرو وقد كتب المغادرون صوب الخرطوم في مقهى المطار أبيات الزين عباس عمارة المرفرفة بالحنين حين كان السودان مهوي قلوب الصالحين:
ودع فؤادك إذ تودع لندنا
وأرحل إلى الخرطوم قلباً آمنا
وأترك على أرض المطار بطاقةً
وأكتب عليها بئس ذكرانا هنا
3 – كان لسان الحال والمقال للمزيف المشترى برمة ناصر (الثقفي): يا حمائم حزب الأمة ويا حماماتها وعصافيرها وبومها، لقد نثر الصادق المهدي كنانته بين يديه، فعجم عيدانها فوجدني أمرها عوداً وأصلبها مكسراً، فرامكم بي لأنكم طالما أوضعتم في الفتنة، وأضجعتم في مراقد الضلال، والله لأحزمنكم حزم السَلمة، ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل.
ولعمري فإن هذا هو قول حجاجهم الأمي الجديد الذي أطلق سهمه فطارت بغاث الطير من النساء والرجال في هذا الحزب الشتات، أما فعله:
أ. صار الحاكم بأمره بميثاق رئيس الحزب وقراره غير المصيب إلى يوم يبعثون.
ب. قام بحل كل مؤسسات الحزب وطرد صقوره وبغاثه وحمائمه فصار هو الذي يدير ويطلق وينفذ.
ج. وبورقته الممهورة بشرعية الإمام وقبول المؤسسات الهباء، أعلن موالاته للمتمرد حميدتي ومجموعته حرباً وسلماً وجيّر ما بقي من الحزب والأنصار والقبيلة رعاعاً يمشي بالكرباج في جيش عبدالرحيم اللئيم المهزوم.
د. تنازل في مذلة عن غرب كردفان لصالح عبد العزيز الحلو ومستعمرة كاودا و سكت عن إحاطة الجنوب لمنطقة أبيي حتى استجار المسيرية في صرخة عاجزة (إن وجدنا ماءاً وقوتاً للأنفار فأين نجد الماء والكلأ للأبقار).
و. أما أخطر ما ارتكبه في حق الحزب العجوز المتلاشي فقد كان توقيع الردة في ميثاق نيروبي الذي أعلن فيه علمانيته الصريحة وأقر بفصل الدين عن الدولة وإقصاء إسلام الأغلبية وشريعة الرحمن ورسالة المصطفى صلى الله عليه وسلم وفقه هذه الأمة الراشدة، وألغى بذلك المهدية وإرثها وأنصارها ومشت مجنزرات الكجور الآثمة على أوراق “الراتب” وتاريخ المجاهدين.
ولم يبق لدى أبناء الصادق وبناته ونسابته وأصهاره والمتعلقين بأستار الدولار، والموقعين على شيكات البيع الرخيص لصالح العواصم الأجنبية، والباصمين على صور طوابير الاستلام لم يبق لهم إلا الخنوع لتيار الجبهة العلمانية العريضة المأمورة بالرضى الاستعماري القادم في نفوسهم المعطوبة.
وإن كان لي نصيحة قبل أن تكتمل ردة برمة ناصر بقبض الثمن وقبل أن تذهب مجموعات حزب (اللمة) المتناثر في كل المنافي والأقاصي والمتاهات قامت الخرطوم اليوم بإجتثاث جيش العملاء وصنم الاستعمار المصنوع من حجارة السلاح والتمويل والخيانة والعمالة والبؤس الفكري وحطمت الجماهير “برمة” الخيانة واندلق خمر الغيبوبة وأضاء زيت الشجرة المباركة، فهل يا ترى تقبل الجماهير أوبة وتوبة أحفاد المهدي وأصهاره أم أنهم سيمضون مثل كل الأقزام هدراً أدراج الرياح؟