د. عمر كابو يكتب: جمعة وعفراء أضخم من كل المناصب

ويبقى الود

د. عمر كابو

جمعة وعفراء أضخم من كل المناصب

** يأبى علينا شرف الزمالة إهدار كرامة شرفاء المهنة مثلما نرفض خيانة الكلمة واستغلالها عمالة وارتزاقًا…
** ففى كلتا الحالتين لن نصمت إزاء دعمًا ومساندة ومؤازرة وتعاطفًا مع الشرفاء الذين يعرضون حياتهم وذويهم للخطر دفاعًا عما يؤمنون به من مبادئ ويعتقدون فيه من رأي..
** في ذات الوقت نقف بالمرصاد لكل من يحيد عن ثلاثية الحق والخير والجمال ،، هنا سنقف بكل قوة في مواجهتهم حتى نردهم إلي الحق فالحق قديم يجب أن يتبع…
** صدم المجتمع الصحافي للطريقة (السبهللية) التي تعاملت به مؤسسات الدولة الرسمية مع قامتين إعلاميتين محترمتين في مثل قامة وقيمة الزميل محمد حامد جمعة وعفراء فتح الرحمن..
** محمد حامد جمعة قلم لا يكتب مقالاته من فراغ أو دون هدف ،،يكتبها حاملاً في طياتها رسالة يريد توصيلها ،،هنا تبرز قيمته ككاتب صاحب قدرة عالية في ابتدار أفكار جديدة ومعان خالدة،، يسير في موضوعه سيرًا منتظمًا متجنبًا الفضول ويتفوق علي الجميع بأن مقالته دومًا تأتي في إطار وحدة فنية تتكامل فيها عناصر الجمال والاناقه والابداع والتميز…
** أما الشاعرة الملهمة والإعلامية الشاملة عفراء فتح الرحمن فقد أسست لأمتها مدينة رائدة وعامرة وحافلة بالشعر وأضافت من بعد ذلك بعدًا آخر ميزها على صويحباتها في ذات المجال وهو البراعة في الإعلام صحافة وبرامج حوارية تعتمد على توخي سهولة العبارة مع إحكام تركيبها وحسن تأديتها للمعنى…
** تفردهما هذا جعل وزير الإعلام ينتخبهما شغلًا لوظيفتي الملحق الاعلامي في سفارتي أديس أبابا والقاهرة حيث تم تعيين جمعة لأديس وعفراء للقاهرة..
** لم يمض على قرار تعيينهما أكثر من أيام حتى صدر قرار من مجلس الوزراء بتجميد قرار التعيين دون مسوغ موضوعي أو مبرر كافٍ ليلحق الأذى بكل القبيلة الإعلامية التي تأذت من هذا القرار وهو يحمل شكلًا من أشكال الاستهتار والاستخفاف بأهل الإعلام…
** أولى الحقائق التي يجب على الدولة أن تعترف بها هو أن القامتين أسمى وأنبل وأعظم من كل المناصب وأفخم من كل الأوسمة والأنواط والنياشين…
** من هنا فإن قرار تعيينهما لا ينتقص من تقدير معجبيهم وقرائهم الذين يكنون لهم مكانة مرموقة وتقدير أثير لحروفهما الوسيمة الرائعة المبهرة…
** ثاني الحقائق أن وظيفة مثل هذه رغم أهميتها وقيمتها في هذا الوقت إلا أنها ستجابه بقلة الإمكانات وشح الموارد المادية والبشرية مما يضع صاحبها في اوضاع بالغة التعقيد قد لا تمكنه من تفجير طاقاته للصالح العام..
** لا يساورني أدنى شك في أن القامتين بهما من الصلاح والخير كتب الله لها النجاة من تبوء مثل هذه المناصب في بلد تحاصره المؤامرة والحروب من كل حدب وصوب…
** بالطبع لا نستطيع أن نحمل تداعيات هذا الإرباك والاضطراب والتردد في القرار اصدارا وتجميدا لجهة دون الأخرى فهم جميعهم في الخطل سواء..
** بيد أننا نصر أنه يجب على الدولة الإسراع في معالجة القرار ورفع الحرج عن الزميلين وفك التجميد مع توفير معينات العمل وبسط الموارد لهما سيما وأنهما في محطتين مهمتين يعتبران الآن الأهم بالنسبة للدولة السودانية التي تحتاج إلى أداة إعلامية فاعلة مبادرة وقوية تقف ضد الآلة الإعلامية الإسرائيلية التي تتحرك في اتجاه لضرب استقرار الأوضاع في السودان..
** من هنا فإن قرار تعيينهما يصبح من القرارات الهامة متى توفرت لهم معينات العمل وأسباب الحركة والنشاط…
** نثق في قدرات الزميلين الكريمين بأنهما قدر المسؤولية والفعل والابداع والتميز والتفوق والالتزام فهل تسارع الدولة لرفع الحرج عن أهل الاعلام أم تتمادى في الاصرار على الخطأ وهي تدرك أن ما فعلته هو الخطأ بعينه سوء تقدير وردة فعل غير مسؤولة..