د. عمر كابو يكتب: منتدى أنطاليا .. انطلاقة لتوجه جديد

ويبقى الود

د. عمر كابو

منتدى أنطاليا .. انطلاقة لتوجه جديد

** أوعزت لي مشاركة البطل البرهان في منتدى أنطاليا تلبية لدعوة كريمة من أخيه الرئيس التركي العظيم رجب طيب أردوغان أهمية التفكير جديًا في ضرورة رسم سياسة جديدة إدارة لملف علاقاتنا الخارجية.

** إدارة تقوم على الانتماء لحلف كامل من التحالفات يضمن دعما ومؤازرة ومساندة للسودان في معركته الحالية ومستقبله القريب والبعيد.
** أهم ما يجب أن يراعيه السودان من شروط هو ضمان المحافظة على قراره الوطني وسيادته وعزته وعدم التدخل في شؤونه الخاصة واحترام إرادته الوطنية وتقاليد شعبه الأبي الكريم.
** نظرة خاطفة إلي العالم نجده تتنازعه قوتان أو معسكران أو تحالفان تدور في فلكهما بقية دول العالم دون أي احترام لها فهي لا تعدو كونها تابع يتعرض لاملاءات وتوجيهات بعد تطويقه تطويق السوار بالمعصم.
** معسكر في قيادته امريكا وحليفاتها الدول الأوربية وإسرائيل وتوابعها دويلات صغيرة لا حول لها ولا قوة حيث تأمرهم فيبادرون لتلبية رغباتها وتعليماتها بسرعة رهيبة.
** ومعسكر تقف على رأسه روسيا والصين وتركيا وقطر وإيران وما يميز هذا المعسكر رؤيته القائمة على التعامل بندية مع أمريكا يرون فيها شيطان أكبر يسعى للهيمنة والتسلط على العالم كله يطوعه طوع مصالحه دون أدنى حياء أو مسحة خجل.
** أهم ما يميز هذا التحالف أنه لا مانع عنده من مراعاة حق الشعوب في تقرير مصيرها واحترام سيادتها والتعامل معها باحترام بعيدًا عن المساس بهيبتها وسياستها.
** من هنا نرى أن مصلحتنا كشعب تقتضي الانخراط بقوة مع تحالف روسيا والصين وتركيا وقطر وايران متجاوزين (مسك العصا من نصها) في عالم لا يقبل الحياد يعشق الانحياز لتحالف من التحالفات منهجًا متبعًا وسياسة مفروضة.
** صحيح أن ذلك قطعًا له كلفته الأمنية والاقتصادية والسياسية لكن هو الخيار الأفضل من بين كل الخيارات بحثًا عن مصلحتنا العامة التي يقتضيها هذا التوجه.
** فقد ظلت الحكومات المتعاقبة ترفع شعار (عدم الانحياز) مما جعلها تبدو في صورة المضطرب المتردد الذي لا يستقر على حال يميل مرة مع اليمين وتارة أخرى مع اليسار.
** على البرهان أن يعلنها واضحة بأن المصلحة الوطنية تملي على السودان الانضمام لمحور الصين وروسيا بعد أن أرهقه محور اميريكا وإسرائيل وأذنابها والذي ما جنى منه غير المؤامرة والقتل والتهجير القسري والدمار.
** مصلحتنا العامة تقتضي ابتدار مرحلة جديدة نكشف فيها عن توجهنا في ملف علاقاتنا الخارجية بعيدًا عن التزلف لأمريكا التي لم تعد تنفع معها غير سياسة العين الحمراء.
** حيث أثبتت الأيام أن الأمريكان كلما تزلفت إليهم زادوا عتوا ونفورا
واستكبروا في الأرض وطغوا طغيانا كبيرا…
** ما فعلته بنا دويلة الإمارات تحت سمع وبصر الإدارة الأمريكية كاف لإعلان أميريكا عدوًا لدودا وخصما عنيدا لنا إلي يوم القيامة فهل تعرنا الدولة أذنها؟!