د. عبد النبي ضيفة: جرائم المليشيا لا يمكن أن يتوقعها العقل

الخبير بالقانون الدولي د. عبد النبي ضيفة لـ (ألوان):
جرائم المليشيا لا يمكن أن يتوقعها العقل
ما حدث في الجنينة إبادة جماعية على أساس عرقي وإثني
لولا الإمارات لما استطاعت المليشيا الوقوف في وجه الجيش
حوار: مجدي العجب
منذ الخميس الماضي، ارتفع معدل الجلبة عند الإعلام الإماراتي الأجير الذي يحاول أن يواري جرم الإمارات حتى وقفت متهمة أمام محكمة العدل الدولية. ولأن الإمارات تواجه اتهامات خطيرة ومثبتة في جريمة الإبادة الجماعية في غرب دارفور، حيث كانت تمد مليشيا الجنجويد بالسلاح والمرتزقة، مما ساعد هذه المليشيا أن ترتكب جرائم إبادة جماعية في حق دار مساليت. ولقراءة حيثيات الجلسة الأولى ومن ثم عن ماذا بعد، (ألوان) كدأبها حاورت الحقوقي والخبير في القانون الدولي د. عبد النبي ضيفة ، وخرجنا بالحصيلة التالية:
بداية د. عبد النبي ضيفة، تاريخيًا هل هنالك سوابق قانونية؟ وما هو الفرق الآن بين الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية؟
في مسيرة الإنسان منذ فجر التاريخ والحرب العالمية وما تلاها من فظائع وإبادات حدثت حينها ومنها الهيلوكوست كسابقة خطيرة في تاريخ البشرية. وبعد الحرب العالمية كان هنالك سعي مشهود جدًا لإيجاد منظمات حقوقية تعنى بالحقوق وتنظمها. وأيضًا تعنى بالعلاقات بين الدول وتحقيق السلم والأمن الدوليين. فبعد أن فشلت عصبة الأمم في الوفاء بإلتزاماتها بوقف الحروب والنزاعات في بعض الدول، تكللت الجهود بالأمم المتحدة في العام 45 وأهم ما فيها الميثاق. وبعد ثلاث سنوات توصل العالم لإتفاقية في ديسمبر 1948م وهي إتفاقية منع الإبادة الجماعية. وما حدث في السودان وفي كثير من بلدان العالم أقلق المجتمع الدولي، ومعروف ما فقدته البشرية في البوسنة والهيرسك ورواندا، وكانت هنالك محكمتين ليوغسلافيا ورواندا، وبعدها تكللت الجهود بإنشاء المحكمة الجنائية الدولية، ولكنها جاءت أيضًا بإتفاقية. ولذلك محكمة العدل الدولية تتبع للأمم المتحدة وترتبط مع الأمم المتحدة بإتفاقيات خاصة لكي تضمن حياديتها، وهي من الوكالات الدولية المتخصصة التى تتبع للأمم المتحدة.
وماذا عن جرائم الجنجويد في السودان؟
ما حدث في السودان من فظائع وجرائم، نقول عنه أن المليشيا لم تترك جريمة إلا وأرتكبتها، وتقدم مليشيا الدعم السريع للعالم إقرارًا ببث جرائمها التي ترتكبها في حق المواطن السوداني، وهي جرائم إبادة نفذت في قرى لا يوجد بها ثكنات عسكرية، مثل قرى الجموعية والسريحة وود النورة وغيرها .
وكذلك في الجنينة؟
ما حدث في الجنينة جرائم لا يمكن أن يتوقعها العقل البشري، ففي التصنيف يفوق ما حدث في المناطق الأخرى، لأنه كان استهداف على أساس إثني وعرقي وإحلال وإبدال للمواطن صاحب الأرض. كانت إبادة جماعية بذات المعنى المعروف.
والإمارات الآن أمام القضاء الدولي الداعم الأساسي لهذه المليشيا؟
لو ناقشنا تورط الإمارات في الحرب في السودان ومساعدتها الكبيرة للمليشيا، فإننا نقول أنه لولا الإمارات لما استطاعت مليشيا الجنجويد أن تقف في وجه الجيش السوداني. ولكن مساعدة الإمارات هي التي جعلت من الصعوبة القضاء على هذه المليشيا. ولكن بحمد الله استطاع الجيش السوداني والشعب أن يهزموا هذه المليشيا المدعومة إماراتيًا.
وماذا عن الأدلة ضد الإمارات؟
هنا محور الإثبات ينقسم إلى قسمين، القسم الأول هو آخر تصريح لكمالا هاريس نائبة بايدن الرئيس الأمريكي السابق والذي قالت فيه إن الإمارات تساعد وتدعم المليشيا في حرب السودان. وقالت إن الإمارات لها علاقات مع قائد المليشيا، وأشارت إلى أن المليشيا قدمت المساعدة للإمارات في حرب اليمن، وكذلك الإمارات لا تنكرهذه العلاقة. ولو رجعنا لأخطر تقرير تم اعداده في الأيام السابقة في النيويورك تايمز فهو تقرير مفصل بصورة دقيقة جدًا، وورد فيه أن الإمارات أنشأت تحت ستار العمل الإنساني مستشفى كبير جدًا في أم جرس التشادية، وتحت ذات الغطاء الإنساني يتم استيراد كميات كبيرة من السلاح لدعم الجنجويد، والجهة التي تقوم بذلك هي الهلال الأحمر الإماراتي. ولسوء حظ الإمارات فإن جمعية واتحادات الهلال الأحمر والتي لها مقر بسويسرا أكدت عدم علمها بما يقوم به الهلال الأحمر الاماراتي. وبعد إنشاء مستشفى أم جرس أرسل الإتحاد رئيسه ليقف على ما يجري في أم جرس وفقًا للقوانين الدولية التي تنظم عمل الاتحاد، وعندما كونت لجنة للتحقيق في الأمر تم منعهم من دخول مستشفى أم جرس.
وماذا يعنى ذلك؟
هو تقرير سالب في حق الإمارات وثبت أنه عمل إنساني أستخدم كغطاء لعمل عسكري كبير لمساعدة الجنجويد ودعمهم بالسلاح. ومازال التوتر قائم بين الإتحاد والهلال الأحمر الإماراتي. أيضًا هناك حديث لعدد من المنظمات قالت فيه إن ما حدث للمساليت إبادة جماعية، وتم دعم هذه التقارير من الخارجية الأمريكية أيام بايدن.
ماهو المرتكز الأساسي لقضية السودان ضد الإمارات؟
هي اتفاقية الإبادة الجماعية وتعريفها هي إهلاك كلي أو جزئي لمجموعة من البشر بإثبات المنظمات الدولية. وقد ثبت أن الإمارات متورطة في الإبادة الجماعية في الجنينة. والتقارير الدولية وتصنيف ما حدث في غرب دارفور تتوفر فيه أركان الإبادة الجماعية ببينات مكتملة.