حكاية يقرأها البشير في عزلته المجيدة..!!

ولألوان كلمة
حسين خوجلي
حكاية يقرأها البشير في عزلته المجيدة..!!
من اهتماماتي الصحفية والإعلامية التي كنت أحرص عليها سؤالي للذي يدور في كواليس السياسة من غير الذي يخرج بارداً في التقارير الحكومية ولي رصيد وافر في ذلك يصلح للأنس والكتابة، ومنها هذه اللطيفة التي حكاها لي أحد الأخوة عن المشير البشير رد الله غربته، فقد حكى لي أنه أثناء التداول في تشكيل إحدى حكومات الإنقاذ تساءل البشير لخاصته بصوتٍ عالي وكان الحديث يدور حول وزير دولة بالخارجية من جنوب السودان: (يا جماعة ما بنلقى لينا قسيس مثقف ما علماني لهذا المنصب)؟. والترشيحات أخذت أكثر من ثلاثة أيام اقترحوا عليه الأب قبريال روريج وكان مشهوراً بجلبابه البنفسجي وصليبه الذهبي الضخم المتدلي من عنقه حتى أسفل البطن. وافق المشير على الترشيح وتم استدعاء الأب قابريال للقصر لأداء القسم، وعند حضوره لاحظ البشير أن أبونا يرتدي بدلة أفرنجية “كاملة الدسم” وكارفتة تنسجم مع البدلة في أناقة ظاهرة، فعلق البشير بتلقائيته المعهودة: “وين يا أبونا جلباب القساوسة البنفسجي والصليب الذهبي الكبير؟، إنت قايل يا روريج نحن ما عندنا أفندية مثقفين وبتكلموا إنجليزي؟! نحن يا أخوي عيناك عشان جلابيتك البنفسجية وصليبك الكبير داك.. أمش غيّر ونحن راجنك”. ضجت القاعة بالضحك وكانت ضحكة أبونا هي الأعلى وللتاريخ فقد كان أداء الرجل بالخارحية متميزاً. والخاطرة جعلتني أتساءل أين رمت المقادير والأيام والليالي بالأب قابريال بعد أن غادر الوظيفة (ضل الضِحى)؟. وتجدني أرسل برقيةً للأخ الرئيس البشير في عزلته المجيدة راجياً منه أن يكتب مذكراته التي لا تغادر صغيرةً ولا كبيرة مهما كانت صريحةً وجارحة فهي تبقى أبداً لصالح الشعب والتاريخ (سجن سجن .. غرامة غرامة ).