د. إبراهيم الأمين لـ (ألوان): نقف مع القوات المسلحة التي تصدت لمحاولة النيل من السودان

نائب رئيس حزب الأمة القومي د. إبراهيم الأمين لـ (ألوان) (1):
نقف مع القوات المسلحة التي تصدت لمحاولة النيل من السودان
التدخل الخارجي لا يحدث إلا في حالة وجود نقطة ضعف
هنالك دور كبير للمكون المدني في كل الانقلابات العسكرية
لابد للقوى المدنية أن تتوحد وتتواثق على مشروع وطني
من يقف مع الأجنبي يسيئ لنفسه ووطنه
حوار: مجدي العجب
يعد الدكتور إبراهيم الأمين نائب رئيس حزب الأمة القومي واحدا من السياسيين المدركين للتقاطعات الخارجية والذين يعرفون خفايا التاريخ ودروب السياسة، بل واحدا من القلائل الذين يضعون العلاج الناجع لكل المشكلات التى يستعصي علاجها أحيانا. إلتقته “ألوان” في حوار مطول حول كثير من القضايا السياسية والفكرية بين الراهن والماضي وكيفية تفادي الإشكالات مستقبلا وخرجنا بالإفادات التالية:
دكتور ابراهيم الأمين بعد غيبة ماذا أنت قائل؟
مرحبا بك وبوقفة الشعب السوداني القوية ضد اي محاولة للنيل من البلد وكرامتها.
التدخل الخارجي ودعمه لمليشيا الجنجويد؟
التدخل الخارجي في أي بلد لا يمكن أن يحدث ما لم تكن هنالك نقطة ضعف في الداخل وحقيقة هنالك نقاط ضعف كثيرة في مسيرتنا السياسية جعلت هذا التدخل ممكنا ولكي أكون أكثر وضوحا للمكون المدني دور كبير جدا في كل الإنقلابات العسكرية التى تمت في السودان، وبتعدد هذه الإنقلابات والممارسات التي تتم بيد الذين حكموا بفوهة البندقية أصبح هنالك تآكل مستمر للمكون المدني وبالتالي تزايد دور المكون العسكري.
هل كان دور المكون المدني أكثر هشاشة؟
بسبب انشغال المدنيين بالصراع على السلطة وأصبح المحرك الأساسي هو قضية السلطة والمال وهذا لا يعني التعميم ولكن المطلوب منها أكثر من الذي يقوم به اليوم، فإذا كانت القوى المدنية متحدة تواثقت على برنامج وطني وإذا كانت القوى المدنية تقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة لما حدثت هذه الفرقة بين المدنيين والتشتت وقد تم استغلال ذلك من جهات كثيرة داخلية كانت أم خارجية.
ما المطلوب؟
يجب أن نبدأ، بداية بحيث نضع في الاعتبار أن كل منا وبدرجة ما أسهم في الحال الذي نعيشه من تخلف وتناحر لذلك استغل العدو الداخلي والخارجي كل ذلك للنيل من كرامة الوطن لذلك البداية أننا نتواثق قبل الحديث عن بمن نأتي رئيسا للوزراء وبالتالي الإتفاق حول مشروع وطني نلتزم به جميعنا وبرنامج تتم دراسته بطريقة فيها درجة عالية جدا من الدقة والوطنية والإبتعاد عن الأشياء التي خلقت الفرقة والصراع بين السودانيين وعدم الاحترام حتى أصبح كل يفكر في نفسه على حساب السودان ومستقبله.
بدون استصحاب التاريخ؟
كل تجاربنا السابقة يجب أن نتعامل معها كماضي نأخذ الإيجابي منه ونتفادى السلبي الذي يمكن أن يعود بنا إلى الخلف والوضع الذي نحن فيه الآن، فلابد من بداية تكون فيها قيادة جديدة هدفها الأول السودان ومستقبله لا تتأثر بمصالحها الذاتية ولا ترتهن لضغوط خارجية.
قبل الحرب حدثني المرحوم بروف حيدر الصافي قائلا إن قوى الحرية والتغيير أفرغت حمولتها التوافقية وذكر لي في حديثه أنه لا يتوقع أن يستمر دكتور إبراهيم الأمين في هذا التحالف؟
رحم الله حيدر الصافي فقد كان وطنيا متفردا وفقد عظيم والبلد في اشد الحوجة له. أنا لا أتهم شخص ولكن لي ملاحظة وهي أننا لا نقوم بواجبنا على الوجه الأكمل، لذلك هنالك درجة من الضيق في كل مشروع نتقدمه ولا نوصل حتى نهاياته أو يصل مرحلة النضوج لكي نتخذ القرار لأننا نتسرع ونستعجل إتخاذ القرار، وكذلك نتسرع في اتهامنا للآخر وهذه أشياء فيها ضرر على مستقبل السودان، لذلك يجب ان نقول بصراحة يجب أن نبدأ بداية جديدة تكون فيها الصراحة مع الذات ولا مجال للمساومة في القضايا التي تخص البلاد ولا يمكن أن تقف مع طرف خارجي لكي نؤذي السودان، والذي يقف مع الأجنبي فهو يسيئ لوطنه ولنفسه. فالأجنبي لن يكون في صالح المصالح الوطنية.
هنالك اتهامات بين من يقف خلف القوات المسلحة ومن يقف في الطرف الآخر؟
أنا أقول بصراحة أننا نقف مع القوات المسلحة لأنها المؤسسة التي تتصدى لمحاولات النيل من السودان. لذلك أي محاولة لتصفية القوات المسلحة هي بدوافع مشروع التدخلات الخارجية، فهي التي تقف في وجه التدخلات هذه، وبهذه الحرب يريدون أن يمحوا تاريخ وذاكرة السودان.
وبدأ ذلك في ممارسات الجنجويد؟
أن تطلق سراح المجرمين وتعتدي على المتاحف حتى تسهل عملية الإبدال والإحلال كي تأتي ببشر آخر غير سودانيين وتتحكم قوة أخرى في السودان ومستقبله.