د. حسن محمد صالح يكتب: هاجر سليمان .. ظلمتي ود البدوي

موقف

د. حسن محمد صالح

هاجر سليمان .. ظلمتي ود البدوي

ظلمت والي نهر النيل يا استاذة هاجر ومن أمدوك بالمعلومات ضللوك وودروك. ود البدوي رجل بقامة وطن، والله العظيم مكثت في ولايته قرابة العامين قبل أن أغادر أرض الوطن التي أرجو أن أعود لها قريبا. وكنت أسكن قريب جدا من مكتبه في الأمانة العامة لحكومة نهر النيل وعلى وجه التحديد في حي الفريع بمدينة الدامر المؤمنة بأهل الله والصالحين من عباده. لم يكن الوالي يغيب عن مكتبه حتى لو كان مريضا. بابه مفتوح لكل من يريد مقابلته من المواطنين في أي وقت وشعب نهر النيل كما هو معلوم شعب عفيف لا يأتون لمكاتب المسؤولين ولو كانت بهم خصاصة ولكن واليهم ود البدوي يتفقدهم ويتفقد من يسمونهم بالوافدين إلى الولاية بسبب الحرب وهو موصول بالجميع عبر ديوان الزكاة ومكتب الوالي ووزارة الرعاية الإجتماعية وكل مؤسسات الدولة مسخرة لخدمة المواطن وحفظ الأمن في الولاية.
نهر النيل ظلت بقيادة ود البدوي قبلة للمستثمرين وتم عقد ملتقى نهر النيل للإستثمار في الولاية بمشاركة وتشريف من الفريق أول ركن إبراهيم جابر عضو المجلس السيادي الإنتقالي. نهر النيل هي الولاية الأولى في إغلاق الحسابات السنوية حتى في ظل الحرب وهي الولاية الأولى في دعم المجهود الحربي وإرسال القوافل لولاية الخرطوم وإلى القوات المسلحة. وهي الولاية الأولى في استقرار خدمات الكهرباء والمياه لدرجة أن هذه الخدمة تم استهدافها من قبل المسيرات الاستراتيجية من دولة الإمارات لتعطيل التنمية والخدمات في نهر النيل.
لو لم تكن نهر النيل جيشها ومدفعبتها وقائد سلاح المدفعية اللواء الركن محمد الأمين ولجنة أمن الولاية بتصدون للمسيرات لإحترقت عطبرة وشندي من كثرة المسيرات المرسلة من مليشيا التمرد وداعميها إلى هذه المدن الآمنة المطمئنة.
لو لم تكن شرطة نهر النيل ومديرها اللواء سلمان في يقظة وانتباه دائم لما تم توقيف المجرمين من ٩ طويلة في زمن وجيز وكان الوالي حاضرا في مسرح الحدث وأعلن عن حافز مالي لتيم المباحث الذي قام بكشف الجريمة والقبض على أفراد المجموعة المتهمة.
الدكتور محمد البدوي عبد الماجد والي نهر النيل من أبطال حرب الكرامة وقد تصدى للدفاع عن السودان وولاية نهر النيل في زمن عز فيه النصير وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون ولكن الرجل ثبت وقاد المقاومة الشعبية المسلحة وكانت قيادته هي قيادة الإداري الناجح متابعة ودعم ومؤازرة للمجاهدين وأسر الشهداء.
والي نهر النيل أصر على فتح المدارس في وقت كانت الأصوات ترتفع بأن لا يتم فتح المدارس وكأنى بالقحاطة تحت ذريعة الإشفاق يقولون للناس لا تعليم في وضع أليم لدرجة أن أحد الخريجين قال أنه أتم دراسة الجامعة في أكثر من سبع سنوات بسبب تعطيل العملية التعليمية حتى قبل الحرب. بعد اندلاع الحرب ومع كثرة النازحين والوافدين
وأرادوا أن تكون المدارس مغلقة وتحويلها إلى مساكن للنازحين ولكن نهر النيل فتحت المدارس بعد أن وفقت للنازحين أوضاعهم وأمتحن الطلاب في الشهادات الصغرى والمتوسطة والثانوية.
عندما شدت الطالبة شمس العلا الرحال من مخيمات النازحين بتشاد للحاق بامتحانات الشهادة السودانية لم تجد غير نهر النيل وكان ود البدوي في استقبالها مع أسرتها وتكريمها بإعفائها من رسوم الإمتحان ومنحها وأسرتها مبلغا ماليا محترما، فهل يقال له لماذا استقبلت طالبة واحدة من الطالبات؟ وهي ليست طالبة عادية لأنها انتصرت للأمة السودانية وتحدت الصعاب حتى جاءت إلى وطنها في قلبه النابض نهر النيل وجلست لإمتحان الشهادة السودانية.
استاذة هاجر لم تبين للقارئ ما هو الدكان الذي افتتحه ود البدوي وفي أي من مدن الولاية وما هي وظيفته ومن هو مالك الدكان أو المتجر؟. ما أعلمه وشاركت فيه عندما كنت في الولاية قبل شهر رمضان الفضيل بأيام قليلة أن ود البدوي افتتح مجمع الذهب أو مصفاة الذهب في نهر النيل. مصفاة الذهب تساهم في الاقتصاد القومي واقتصاد الولاية.
ختاما:
التحية لأهل نهر النيل ولوالبهم الذي عندما تحدث الناس عن تعيين ولاة عسكريين قالوا في نهر النيل أن والينا ود البدوي برتبة فريق. وهذا يعني تمسك مواطني الولاية بواليهم.