من نصائح السلف لأحفاد 2025

ولألوان كلمة
حسين خوجلي
من نصائح السلف لأحفاد 2025
“ما قل ودلْ”
ومن الرسائل الموجزة التي تدخل في باب المختصر المفيد وادعو الناس لحفظها قول أحد العارفين في رسالة لأحد أصدقائه:
أما بعد فعظ الناس بفعلك ولا تعظهم بقولك، واستحِ من الله بقدر قربه منك، وخَفْهُ بقدرته عليك. والسلام.
“نصيحة لكل الأزمنة”
ومن النصائح السنيّة حينما طلب الرشيد لمنصور بن عمار : عظني وأوجز فقال: يا أمير المؤمنين، هل أحد أحب إليك من نفسك؟ قال: لا قال: إن أردت أن لا تسئ إلى من تحبُ فافعل.
“الأيامُ تطوى”
ومن خطب المصطفى صلى الله عليه وسلم قوله: (أيها الناس الأيام تطوى، والأعمار تفنى، والأبدان في الثرى تُبتلى، وإن الليل والنهار يتراكضان تراكض البريد، ويقربان كل بعيد، ويخلقان كل جديد. في ذلك عباد الله ما ألهى عن الشهوات، ورغّب في الباقيات الصالحات).
“ويبقى القرآن الموعظة الكبرى”
كنا نسمي هذا اللقاء لقاء السحاب حين إلتقى ميمون بن مهران الحسن البصري وقال له: لقد كنت أحب أن ألقاك فعظني. فقرأ الحسن البصري: (أفرأيت من أتخذ إلاهه هواه) (أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يُمتعون) فقال: عليك السلام أبا سعيد، لقد وعظتني أحسن موعظة.
“حتى في الدقائق الأخيرة”
للإمام علي كلمات باهرات وهو يعاني طعنة الاغتيال الغادرة من الملعون بن ملجم وهي طويلة تصلح للحفظ والتدبر والموعظة نأخذ منها ما قاله ساعة المغادرة في حضور أبناءه الحسن والحسين ومحمد (يا بنيّ لا شرف أعلى من الإسلام، ولا كرم أعز من التقوى، ولا شفيع أنجح من التوبة، ولا لباس أجمل من العافية، يا بنيّ الحرص مفتاح التعب ومطية النصب).
” خوفنا يا كعب”
حينما كان المريدون يطلبون من الشيخ العبيد ود بدر الموعظة كان يجيب عليهم أتريدونها بالمحبة أم بالخوف فقال أحدهم: الخوف يا ود ريا. فحكى لهم موعظة كعب الأحبار للفاروق قيل أن: عمر بن الخطاب قال لكعب الأحبار: يا كعب خوفنا. قال: أوليس فيكم كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؟ قال: بلى يا كعب، ولكن خوفنا. فقال: يا أمير المؤمنين، أعمل فإنك لو وافيت يوم القيامة بعمل سبعين نبيًا لإزدريت عملهم مما ترى. فنكس عمر رضي الله عنه رأسه وأطرق ملياً ثم رفع رأسه وقال: يا كعب خوِّفنا. فقال: يا أمير المؤمنين، لو فتح من جهنم قدر منخر ثور بالمشرق ورجل بالمغرب لغلى دماغه حتى يسيل من حرها. فنكس عمر ثم أفاق، فقال: يا كعب زدنا. فقال: يا أمير المؤمنين ، إن جهنم لتزفر زفرة يوم القيامة فلا يبقى ملك مقرب، ولا نبي مرسل إلا جثا على ركبتيه، يقول يا رب لا أسألك اليوم إلا نفسي.
“انتبهوا أيها السادة”
انتبهوا أيها السادة فإن بعض الأقوام يجودون بثمن الكفن وعطر الحنوط ورهق الدفن، ولكنهم بالغفلة يمتنعون عن اطعام الجائع حتى يموت والعياذ بالله. ومن الحكايات التي تُدين سلوك الغفلة هذه ما رواه الحسن البصري: نزل سائل بمسجد فسأل الناس أن يطعموه كسرة فلم يطعموه. فقال الله تعالى لملك الموت: أقبض روحه فإنه جائع، فقبض روحه فلما جاء المؤذن رآه ميتاً فأخبر الناس بذلك، فتعاونوا على دفنه. فلما دخل المؤذن المسجد وجد الكفن في المحراب مكتوبًا عليه: هذا الكفن مردود عليكم، بئس القوم أنتم، استطعمكم فقير فلم تطعموه، حتى مات جوعاً، من كان من أحبابنا لا نكله إلى غيرنا.
“وجعلنا من الماء كل شئ حي”
ومن الأقوال التي تصلح للمدنيين والعسكريين في التعامل مع الناس والأشياء وصية لقمان الحكيم مكذبًا فيها دعوى أن مقابلة الشر بالشر يفيد وإنما الصحيح مقابلة الشر القوي بالخير الأقوى قال قدس الله سره: (يا بُنيّ كذَب من قال الشر يطفئ الشر، فإن كان صادقًا فليوقد نارين ثم ينظر، هل تطفئ إحداهما الأخرى، وإنما يطفئ الشر الخير، كما يطفئ الماء النار).
“وعادت الأحوال إلى طبيعتها”
ومن أقوال علي في فتح المبادرة والتصدي قبل وقوع الكارثة قوله رضي الله عنه: (إذا هبت أمراً فقع فيه، فإن شراً توقيه أعظم مما تخاف منه).
وكان لنا صديق يقول ضاحكًا إن الإمام علي كان ضد المظاهرات والإضرابات وقد رأى بأم عينه المظاهرة الشريرة الكبرى التي قتلت عثمان وأنجبت الفتنة الكبرى ويستدل بقوله: (الغوغاء إذا اجتمعوا ضروا وإذا أفترقوا نفعوا) فقيل: قد علمنا مضرة اجتماعهم، فما منفعة افتراقهم. قال: (يرجع أهل المهن فينتفع الناس بهم، كرجوع البنّاء إلى بنائه، والنساج إلى منسجه، والخباز إلى مخبزه).
“نصائح للتشكيل الوزراي”
من المواصفات التي نهديها للذين يختارون التشكيل الوزاري أن بعض الحكماء قالوا ناصحين في أزمنة الحكم المنتجة الراشدة : (إذا أراد الله بعبد خيرًا ألهمه الطاعة، وألزمه القناعة، وفقهه في الدين، وعضده باليقين فإكتفى بالكفاف، واكتسى بالعفاف. وإذا أراد به شراً حبب إليه المال، وبسط منه الآمال، وشغله بدنياه، ووكله إلى هواه، فركب الفساد، وظلم العباد).