عبد الحميد يوسف .. سلطان الطرب

عبد الحميد يوسف .. سلطان الطرب

بقلم: صلاح الدين عبد الحفيظ

يعتبر الفنان عبد الحميد يوسف هو الفنان رقم ستة الذي يتغنى من خلال الأثير الإذاعي فكان غناؤه في العام 1942م بعد كل من سرور وكرومة وحسن عطية والتيجاني السيوفي وإبراهيم الكاشف.
حين ظهوره كفنان بالإذاعة نوَّع وعدَّل كثيراً في طريقة أداء الأغاني فكانت أغنية «يا أماني وحار بي زماني» واحدة من الأغنيات التي وقف المهتمون كثيراً عندها لما فيها من تنوع أصيل وتطريب واضح القسمات.
ساعده في الوصول لشهرته واختياراته الدقيقة وحفظه السريع للجمل الموسيقية التي كان يقوم بأدائها غناءً.
شكل العام 1944م وصوله لقمة الغناء والطرب في السودان فكان هو الفنان الذي شكل بفنه وغنائه مدرسة جعلت الكثيرين من ناشئة الغناء يقومون بتقليده.
في فبراير من العام 1944م انضم لفرقته الموسيقية الشاب قريب السكن من داره بالسجانة عثمان حسين محمد التوم الذي عمل بفرقته عواداً وهو ابن ثمانية عشر عاماً فقط فظل عواداً بفرقته -أي عازفاً للعود- حتى قيض الله له ظهوراً بالإذاعة.
لا يخفى أثر عبد الحميد يوسف على عدد من الفنانين كان أولهم عثمان حسين ثم إبراهيم عوض وأخيراً محمد وردي في جزئية قوة الصوت.
تغنى عبد الحميد يوسف وفق إحصاء المهتمين والباحثين بخمس وأربعين أغنية فقط وهو رقم ضئيل جداً لموهبته فهو ومنذ نهاية الخمسينيات ظل في مهنته التي أحبها وظل بها حتى وفاته وهي مجال البناء والتشييد.
من أشهر أغنياته «الناس النسونا» ولم يعرف شاعرها بعد، ويرجح أن كاتبها هو الشاعر خالد أبو الروس.
اشتهر أكثر بأغنيات محمد بشير عتيق «يا روحي العزيزة» و«دمعة المحبوب» غير أن أغنية «غضبك جميل زي بسمتك» كانت واسطة عقد أغنياته.
بكسلا وفي شتاء العام 1976م ارتحل الفنان الأسطوري الصوت والأداء كاتباً اسمه كأحد صناع نهضة فن الغناء بالسودان.