القنصل العام للسفارة السودانية بأسمرا د. نادر محمد ياسين في حوار مهم مع(ألوان):

القنصل العام للسفارة السودانية بأسمرا د. نادر محمد ياسين لـ (ألوان):
أكثر من (700) سوداني داخل الأراضي الأرتيرية يعاملون كمواطنين وليس لاجئين
حاوره في أسمرا: سيف الدين آدم هارون
العلاقات بين الشعبين السوداني والأريتري تتميز بعمقها وقوتها على مر التاريخ، التشابك المجتمعي لم يكن وليد لحظة، بل هو تتويجًا لأحلام أمة انصهرت في بوتقتها كل جميل. وتجسدت معاني الإنسانية في الشعب الإريتري وحكومته، قولاً لا فعلاً عندما استقبلوا عشرات الآلاف من السودانيين، الذين اختاروا الإحتماء من ويلات الحرب بأخوتهم في إريتريا، وبالمقابل كانت السفارة السودانية بدولة إرتريا وما تزال تنفذ مواقف وطنية مشرفة في دولة احتضنت الشعب السوداني بكل حب وظل طاقم السفارة يعمل بانسجام تام في خدمة البلاد والعباد. وفي الحوار التالي مع (ألوان) وضع القنصل العام لسفارة السودان بإريتريا الدكتور نادر محمد ياسين النقاط على حروف العلاقات الأزلية بين الشعبين فإلى إفاداته:
أين تقف العلاقات السودانية الإريترية؟
أولاً أزجي الشكر والثناء للحكومة وللشعب الإريتري، ومن نعم الله علينا أن تكون إرتريا جارة لنا وهذا يكفي لجهة إن الحكومة الإريترية وشعبها قدموا الكثير للسودانيين الذين ولوا وجههم شطر إرتريا بعد اندلاع الحرب في الخرطوم. والحديث القوي والثابت والصادق للرئيس الإريتري أسياس أفورقي من خلال ترحيبه بالأشقاء السودانيين في بلاده، يؤكد أن دولة الرئيس نظرت إلى ظروف الحرب القائمة وألغت حكومته جميع الإجراءات المتعلقة بالتأشيرات والتصاريح الضرورية للإنتقال عبر الحدود.
السودانيون في إريتريا ليسوا لاجئين؟
السودانيون في إريتريا لا يتم التعامل معهم على أنهم لاجئين، ولم تشيد لهم معسكرات أو مخيمات، بل استقبلهم اشقائهم في بيوتهم، واقتسموا معهم كل شيء حتى الخبز.
كيف تنظرون لذلك الموقف من الحكومة الإريترية؟
موقف الحكومة الإريترية ثابت وبعد اندلاع الحرب فإن إريتريا من أوائل الدول التي كان موقفها ثابت وفي مايو ٢٠٢٣م بعد اسبوعين من اندلاع الحرب خصص الرئيس الإريتري مؤتمر صحفي كامل تحدث فيه عن الأوضاع في السودان وأعلن فيه بعض القرارات المحورية والجوهرية في إدارة الأزمة في السودان، وأعلن خلاله فتح كل المعابر مع السودان الجوية والبرية والبحرية للسودانيين الوافدين. وكان موقفه من الأول واضحاً أنه يقف مع الحكومة السودانية ولم يقف مع كائن من يكون ضد الجيش السوداني، وأكد دعمه للحكومة السودانية ولم يهتز على الإطلاق ومن نعم الله علينا أن إرتريا كانت جارة لنا. الشعبان السوداني والإريتري كلاهما شعب أصيل حفظوا العهد لبعضهم وبعد الحرب ظلت إرتريا تستقبل المواطن السوداني وسهلت له عملية الدخول عن طريق البر مجانًا، ولم يقفوا عند ذلك فقط بل سمحوا لهم بإبراز أي مستند رخصة قيادة أو شهادة مدرسية أو صورة من جواز في التلفون ويستقبلونهم في المعبر الحدودي بمنطقة تسني يوفرون لهم كل شيئ.
كم يبلغ عدد السودانيين الوافدين إلى إريتريا؟
ما لايقل عن سبعمائة ألف سوداني عبروا الحدود بحثًا عن الأمن والأمان لدى الجارة الشقيقة .
ماذا قدمت السفارة للسودانيين الوافدين؟
من واجبنا خدمة شعبنا، السفارة إبان تدفق السودانيين في ذلك التوقيت الصعب استقبلت أكثر من 700 سوداني داخل مقرها وفتحنا لهم مكاتبنا ونسبة للعدد الكبير حينها فتح حتى أبواب السيارات وساهمت الحكومة الإريترية في تقديم الغذاء والدواء، ولدينا سودانيين موجودين في السفارة وبعدها قمنا بمعالجات من ضمنها تحويل البعض لمنازل الإخوة العاملين بالسفارة وبعض المقيمين فتحوا منازلهم لاستقبال أشقائهم مما يؤكد تعاضد وتماسك الشعب السوداني الأصيل. ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله. كامل الشكر والتقدير للحكومة وللشعب الإريتري الذي أحسنوا الاستقبال وقدموا كل مافي وسعهم ويمتد شكرنا للجالية السودانية بإريتريا فردًا فردًا.
هل رصدتم حالات الوفيات للوافدين؟
نعم عند بداية الحرب توفي 45 سودانيًا داخل أسمرا وفيات طبيعية نتيجة لتوقف العلاج عند مغادرتهم السودان معظمهم من مرضى الكلى وغيرها من الأمراض المرتبطة بالعلاج المستديم الذي فقده المتوفين أثناء الرحلة، الأشقاء الإريتريين شاركوا بفاعلية في علاج المرضى ودفن الموتى وأكدوا بالبرهان العملي علاقات الأخوة والصداقة المتجذرة بين الشعبين.
ماهي التسهيلات التي قدمتها الحكومة الإريترية للسودانيين العابرين أراضيها لمختلف بلدان العالم؟
إريتريا فتحت مطارها الدولي لخدمة الشعب السوداني وألغت التأشيرة والمخالفات القديمة ومن المواقف الخالدة في أذهان السودانيين الذين غادروا عبر مطار أسمرا الدولي لوجهات خارجية عديدة، أن الحكومة الإريترية فتحت مطارها لخدمة الشعب السوداني، لطالبي العلاج والطلاب وتجديد الوثائق للسودانيين للقادمين من الدول الأخرى والعودة. كانت إرتريا المعبر الوحيد للسودانيين وملاذًا آمنًا ومعاملة صادقة متفردة بمشاعر أخوية نبيلة. ألغت التأشيرة ورسومها بجانب إلغاء المخالفات القديمة التي شملت حتى المواطنين الموجودين قبل الحرب في إرتريا، عفوا عنهم وسهلوا لهم كل شيئ من شأنه يساعد المواطن السوداني للإقامة فى أسمرا. أضف لذلك التوجيه الرئاسي الذي منع تصوير السودانيين احترامًا وتقديرًا لسمو العلاقة التاريخية كما منعت الأمم المتحدة من التدخل في الشأن، باعتبار المواطن السودانى فى بلده التاني ورفضت الحكومة الإريترية إنشاء أي معسكر للسودانيين الفارين من جحيم الحرب بأراضيها، بل منحت المواطن السوداني حق التحرك بحرية تامة. والفيزا لمدة شهر تمدد لستة أشهر أخرى مجانًا. الحكومة الإريترية لم تميز بين المواطن السوداني والإريتري حتى في العلاج، بل وجهت بعلاج السوداني بنفس القيمة التي يتعالج بها مواطنها الإريتري في المستشفيات وتذاكر المواصلات بنفس القيمة. الحكومة الإريترية فتحت مجمع الأكسبو الخاص بالاحتفالات الرسمية بعد تجهيزه بكل الخدمات المطلوبة من ماء وغذاء والفاكهة والذبائح لإيواء السودانيين ولم تتوقف الحكومة الإريترية عند ذلك الحد بل قدمت حتى فوط الأطفال.
أهم نتائج زيارة رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن البرهان الأخيرة لأسمرا؟
زيارة رئيس مجلس السيادة لأسمرا ليست الأولى ولا الأخيرة، رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة دخل مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي في جلسة مباحثات ثنائية، ثمَّن البرهان فيها مواقف إريتريا الداعمة للسودان للحفاظ على وحدته واستقراره، وأوضح أن زيارته لأسمرا تهدف إلى إطلاع القيادة الإريترية على مجريات وتطورات الأوضاع، وجدد الرئيس الإريتري موقف بلاده الثابت والراسخ بالوقوف بجانب الشعب السوداني لتحقيق الأمن والإستقرار.
الاستعدادات لتكريم دولة الرئيس أفورقي والشعب الإريتري؟
من باب رد الجميل، أؤكد عبركم اكتمال كافة الترتيبات لقيام التكريم التاريخي للشعب والرئيس الإريتري تجاه ما قاموا به للشعب والحكومة السودانية. تجري الإعدادات لقيام الفعالية التاريخية في إحدى الساحات الكبيرة وذلك بالتنسيق مع وزارة الإعلام السودانية، والجهات الرسمية الإريترية بمشاركة أجهزة رسمية وشعبية ورابطة الشعوب وجمعية الصداقة السودانية الإريترية وسط مشاركة فاعلة لأكثر من عشرين فنانًا وفرقة موسيقية بجانب قادة المجتمع المدني لتكريم يليق بما قدمته الحكومة الإريترية وشعبها لأشقائهم السودانيين.