ولاية الجزيرة .. نهضة اقتصادية وتنمية مرتقبة

تقرير: صلاح دندراوي

الكل يدرك كيف أن ولاية الجزيرة قد وقعت غالبية محلياتها في قبضة المليشيا الأمر الذي جعلها تفقد كثير من أنشطتها خلاف الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها بشرية ومادية ومعنوية، وقد صمدت حكومة الولاية بقيادة واليها الطاهر إبراهيم الخير والقوات المسلحة والمساندة لها والمقاومة الشعبية حتى تم دحر تلك الطغمة المتمردة.
وخلال تلك الفترة لم يكن هناك هدف سوى إخراج هذه المليشيا من الولاية الأمر الذي دفع الولاية لتحويل ميزانيتها لميزانية حرب، وبالفعل كان هم قيادات الولاية المدنية والعسكرية هو دعم المجهود الحربي ففتحت المعسكرات أمام الشباب، وخرجت أرتال من المستنفرين وعكفت على حاجات القوات المسلحة حتى تحقق لها ما أرادت بهزيمة ساحقة للتمرد. والآن بعد أن تم التحرير وإستقرت الأوضاع في الجزيرة وجرى تطبيع الحياة فيها عمدت الولاية على الإلتفات لقضايا المواطنين وتوفير متطلباتهم المعيشية وتوفير الخدمات، وكان لابد أن تعمل الولاية لتعديل ميزانية الطوارئ التي وضعت من قبل إلى ميزانية تراعي كل تلك المستجدات.

 

# الموازنة على طاولة التشريح

 

وصباح الثلاثاء شهدت قاعة الأمانة العامة الكبرى إجتماعا بهدف طرح موازنة العام 2025 المعدلة والتناقش حولها وإجازتها، حيث عقد الإجتماع برئاسة والي الولاية. وتطرق والي الجزيرة الطاهر ابراهيم الخير لدواعي تعديل الموازنة والتحولات الكثيرة التي حدثت بعد التحرير والجهود التي تبذل من قبل الولاية ومؤسساتها لمعالجة آثار الدمار التي عمت كل أصقاع الولاية، وما ينتظر الولاية من جهود إعمار وعمل دؤوب لتوفير إحتياجات المواطنين في الخدمات وغيرها. وأثنى الوالي على الجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة المالية وكوادرها في إعداد هذه الموازنة التي تمنى أن تكون ملبية للطموحات، ودعا وزير المالية لإستعراض الموازنة للتداول حولها.

 

# دواعي تعديل الموازنة

 

وقد أشار وزير مالية الجزيرة عاطف ابو شوك إلى أن التعديلات في الموازنة التي وضعت في ديسمبر الماضي إقتضتها ظروف وضع الولاية ما بعد تحريرها من قبضة التمرد، ولمقابلة حالة الإعمار التي تحتاجها الولاية وتغطية إحتياجاتها. مبينا بأن الموازنة السابقة كانت ميزانية طوارئ لظروف الحرب. ولفت الوزير إلى أن نسبة التعديل في الموازنة بلغت 79%، حيث قفزت من 190مليار جنيه إلى 340 مليار جنيه. لتستوعب التعديلات التي تضمنت كل بنود الموازنة من تعوبضات العاملين والسلع والخدمات.

# تركيز على المشروعات وتأهيل الخدمات

كما أشار إلى أن الموازنة ركزت على كل المنشورات التي جاءت من بداية العام المالي، فضلا عن كل المشروعات من إعادة تأهيل الخدمات وعلى رأسها مرافق المياه والكهرباء. كما ابان بأن موازنة التنمية قد إرتفعت بنسبة 44% عما كانت عليه في موازنة ديسمبر وذلك لمقابلة هذا الفاقد. لافتا إلى أن جهود الولاية في إعادة التعمير والخدمات لا زالت مستمرة. إلا أنه أشار إلى أن الولاية تحتاج إلى جهات أخرى داعمة ومساندة لها سواء كانت من وزارة المالية الإتحادية أو المنظمات والصناديق المختلفة بحكم أن حجم الدمار الذي طال الولاية كبير جدا، وقد حظي طرح الميزانية بتداول واسع ونقاش مستفيض وآراء متعددة من قبل الحضور الكبير من الوزراء والمعنيين.