إلى المسيرية بعد فقدان أبيي لقد خاب المسعى فأين المرعى؟

ولألوان كلمة
حسين خوجلي
إلى المسيرية بعد فقدان أبيي لقد خاب المسعى فأين المرعى؟
وأخيراً سوقت عصابة دقلو المشتراة بالكامل لصالح الأجنبي الدستور وانكشف المستور.
** اشترت حزب الأمة برشوة كبيرة حرام بالخائن برمة ناصر الذي إدعى أنه يملك هذا الحزب الوطني الكبير (الهامل) ويملك قياد المسيرية الغافلة حتى يتضخم نصيبه من الصفقة والمال الحرام.
** وتحت وطأة الترغيب والترهيب
باع الشماليون الخونة دينهم وعقيدتهم ورسولهم فأعلنوا فشل الدين في قيادة الحياة وجهروا بفصل الدين عن الدولة واعلان العلمانية الإلحادية، ووقع على ذلك برمة الأنصاري والميرغني الختمي والحلو المسلم المزيف والنور حمد الجمهوري مفتي الزندقة الجديد والخارج عن الدين والوطن.
** نعم لقد انكشف المستور واشترى حميدتي ولاء ودعم حكومة الجنوب بالتنازل عن منطقة أبيي كاملة والتي سيطر عليها الآن جحافل جيش الجنوب الشعبي أرضا وادارة وموارد وأقصوا رعاة المسيرية والقاطنين إلى الأطراف والهامش، وقد تم هذا مقابل المرتزقة الجنوبيين الذين اكتسحوا شمال السودان بكثافة مخيفة، وتبقى بيعة أبيي (صفقة الذي لا يملك للذي لا يستحق).
** وتواصلت الصفقة المشؤومة فباعوا غرب كردفان كاملة لصالح مقاطعة كاودا المعزولة وأميرها الإنقسامي الحلو وأخرجوا كل القبائل العربية بالدستور خالية الوفاض من الأرض والعرض والكبرياء القديم.
** لقد خانت عصابة دقلو دون خلق أو حياء كل المواثيق التي وقعوها مع بعض القبائل الجاحدة بأحلام السؤدد الكذوب والإمبراطورية الشيطانية السراب واغتالوا بدمٍ بارد سرا وجهرا وعبر الخديعة كل شباب قبيلة المسيرية وقادوهم كالقطط العمياء إلى معارك عدمية قضت على أغلبهم في هذه المحرقة المشئومة، وطالت الاغتيالات قياداتهم بالمليشيا جلحة مثالا وبرشم الذي يقف الآن بجرحه على حافة السكرات وما خفي كان أعظم.
** واذا كانت هنالك رسالة أخيرة يمكن أن تُقال في الزمن الضائع للمتبقي لأهلنا المسيرية الذين كان يدخرهم السودان الموحد الكبير ذخرا للعقيدة والوحدة والتنمية والكفاية والعدل فهي ثوروا على المؤامرة والبيع الخاسر فإنكم لن تفقدوا شيئا سوى الأغلال.
وتظل المحصلة الرماد بقيادة (محتار) بابو نمر هي لقد كسب السمسار وخسر الأطهار وخاب المسعى فأين (المرعى) ..!!
*كان الاستعمار القديم، رغم كل مخازيه وجرائمه ومعاركه ضد الوطنيين، يهتم بأن تكون له بصمة سياسية واقتصادية واجتماعية، عكس الاستعمار الجديد الذي لا يفعل أي شيء لصالح الشعوب، إلا القتل والسلب والصلف وابتزاز الموارد.
الاستعمار الإنجليزي، عندما دخل السودان، مدَّ خط السكة الحديد، وفتح ممرًا للوَابُورات النهرية من الشمال حتى الجنوب، وبنى كلية غردون ومن بعدها كلية الخرطوم الجامعية، وقام بتأسيس الخدمة العامة، وأدار الأقاليم بأحسن ما كان يعتقد، وبعث بالمئات من أبناء السودان في بعثات للدراسة والتخصص، وحقق مئات من الإنجازات، وارتكب مئات من الأخطاء والخطايا، وخرج من السودان في يُسر وتركه دولة جديرة بالاحترام، وإن أبقى قضية الجنوب خنجرًا مسمومًا في خاصرة الدولة السودانية.
وإذا نظرنا اليوم إلى تجربة الاستعمار الجديد الذي تمثله الولايات المتحدة الأمريكية، فسوف نرى العجب. ليس في هذه التجربة المادية المتوحشة إلا القتل والابتزاز وفرض “الخُوّة” مثل كل “قبضايات” الحارات القديمة. دمّروا العراق بأكذوبة، وقاتلوا كل عواصم العالم العربي بإسرائيل، وما هي إلا مقدمة وكبسولة لتحالف الصهيونية والصليبية العالمية، وهي باختصار نسخة معدلة للحروب الصليبية القديمة لاحتلال العالم الإسلامي وذبح تجربة الإسلام العملية فيه.
وهكذا يفعلون اليوم في فلسطين، الضفة الغربية وغزة، وجنوب لبنان، والأبشع من كل ذلك أنهم يدمرون، بقاذفاتهم وطائراتهم المقاتلة، كل مقدرات الشعب اليمني وأبنائه العزّل وجيشه، دون أن يفقدوا جنديًا واحدًا، وما نقموا منهم إلا أنهم أوقفوا اعتداءهم ومجازرهم ضد قطاع غزة الجريح، وأنهم فتحوا أبواب المعابر أمام الماء والغذاء والكساء والدواء. ولن يفعلوا، لأنهم يستمتعون ليل نهار بأجساد الضحايا وأشلاء الأطفال والأمهات المبتورة الأعضاء، والرضّع، والشيوخ المدفونين تحت الردم والنفايات.
إنهم يفعلون ذلك، والعالم العربي صامت صمت القبور. إنهم باختصار يمنعون الأحرار حق الانتصار، بل يمنعونهم حتى من إعلان الهزيمة. فالعهد بهم، كما يقول القرآن الحكيم: “(وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ …)
وأخيرًا، لم يبقَ للمعذبين في الأرض إلا أن يرفعوا صوتهم هاتفين: أليس في هذا العالم البشع الصامت الظالم استعمارٌ قديم يُباع فنشتري؟ أليس؟
*في حق الدول الأفريقية المتآمرة ضد السودان، الذي على مرّ تاريخه يمدّها بالنصيحة والأيادي البيضاء، ولبعض الأعراب (مُستجدي النعمة) الذين تنكّروا لهذا البلد العملاق العريق، وأمدّوا أعداءه الأوغاد بالسلاح والتمويل ومعلومات التخابر الوضيعة، ولكل الذين يتخفّون حياءً أو خوفًا من إدانة التاريخ…
وقف الفنجري على أطلال الخرطوم المُنتصرة، التي هدموا مبانيها ولم يهزموا إنسانها، الذي وعى الدرس كاملًا وخلع ثياب الغفلة. وقف الفنجري في أعلى بناية بجامعة الخرطوم، تلك المنارة التي أفسدوا بنيتها ولم يفسدوا أبناءها، قائلًا بعامية فصيحة:
صقر الجيش بجناحو كفّت الفِرّة
وفرّة (ناس فلان) دون الأسود الحُرّة
التيرابو منقوع انتقام ومضرة
يتحرّق حشاهو لَهِبة وحناضل مُرّة