مليشيا الدعم السريع .. استهداف الشعب السوداني بالمسيرات

السودان وتطورات الحرب
مليشيا الدعم السريع .. استهداف الشعب السوداني بالمسيرات
البرهان: نتعهد بإنهاء حرب المسيرات واستهداف المرافق الحيوية قريبا
خبير عسكري: مايحدث من قبل الدعم السريع دليل عن فقدان البوصلة
الأمم المتحدة: مقتل نحو 480 شخصا بشمال دافور على يد الدعم السريع
+++++
أمدرمان: الهضيبي يس
أكدت الأمم المتحدة، مقتل أكثر من 480 مدنياً في ولاية شمال دارفور خلال الأسبوعين الماضيين، محذّرة من أنّ العدد الفعلي قد يكون أعلى من ذلك بكثير. وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، أنه قد تأكد عن مقتل481 مدنياً على الأقل في شمال دارفور منذ العاشر من ابريل لهذا الشهر رغم أن العدد الفعلي من المرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير، وأوضحت أنّ ما لا يقل عن 210 مدنيين، بينهم تسعة من العاملين في المجال الطبي قتلوا في مخيم زمزم للنازحين بين 11 و13 ابريل.
في وقت حذّرت الأمم المتحدة من تدهور إنساني مروع جراء تصاعد أعمال العنف والنزوح عقب سيطرة مليشيا الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور وأوضح ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة، خلال مؤتمر صحافي، أنّ عدداً من سكان مخيم زمزم ظلوا يقيمون فيه منذ اندلاع الصراع في دارفور عام 2003، مضيفاً أنه تم مؤخراً تأكيد تفشي المجاعة في المخيم، وأشار إلى سعي آلاف المدنيين حالياً للفرار من مناطق الاشتباك بحثاً عن الأمن والمأوى، محذراً من تفاقم الأزمة الإنسانية في ظل تدهور الأوضاع الميدانية، واستمرار أعمال العنف والنزوح.
بالمقابل قُتل 11 شخصاً وأصيب نحو 18 آخرين في هجوم بطائرة مسيّرة شنته مليشيا الدعم السريع على ولاية نهر النيل، يوم الجمعة. كما شنت هجوماً برياً ومدفعياً على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور من الاتجاه الجنوبي الشرقي.
وقصفت مليشيا الدعم السريع التي تقاتل الجيش منذ 15 إبريل من العام 2023 بطائرة مسيّرة مخيم المقرن للنازحين في مدينة الدامر بولاية نهر النيل، مما أدى إلى مقتل 11 شخصاً من بينهم أطفال ونساء، بينما فاق عدد الجرحى 18 شخصاً وقالت وزيرة الصحة بالولاية ماجدة عبد الله في بيان للوزارة، إنه تم نقل بعض الحالات إلى مستشفى مدينة عطبرة التعليمي لتلقي العلاج.
كما هاجمت طائرات مسيرة مليشيا الدعم السريع (الجمعة) – محطة مدينة عطبرة التحويلية للكهرباء في بولاية نهرالنيل وهو الهجوم الرابع من نوعه خلال الفترة الأخيرة، مما سبّب قطع الإمداد الكهربائي عن ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر. وفي مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور قالت الفرقة السادسة مشاة في بيان صحافي، إنّ قواتها تصدّت لهجوم من الدعم السريع من الاتجاه الجنوبي الشرقي، وتمكنت من هزيمة القوات المهاجمة، وأضافت أنها ترصد تحركات لـمليشيا الدعم السريع” في مناطق جقو جقو، وجبال أبوجا، وجنوب الفاشر.
وكشفت الفرقة عن وجود متسللين من مليشيا “الدعم السريع” دخلوا المدينة يرتدون زي القوات النظامية، داعية إلى توخي الحيطة والحذر، وأشارت إلى أن المليشيا نفذت قبل هجومها البري قصفاً مدفعياً مكثفاً استهدف مناطق متفرقة من مدينة الفاشر، مما أدى إلى مقتل 5 مدنيين وإصابة 17 آخرين.
ويقول الباحث في الشؤون العسكرية الرشيد محمد أحمد، أن استهداف المرافق الاستراتيجية والخدمات من قبل مليشيا الدعم السريع أمر غير أخلاقي. مشيرا إلى عملية استخدام “المسيرات” كأحد أدوات الحرب بات أحد الوسائل المتطورة في النزاعات المسلحة في العالم، ويستوجب على القائمين في إدارة شأن الحرب في السودان وأعني هنا “الجيش” بضرورة مواكبة هذا التطور من خلال توفير تكنولوجيا بدورها تكفل الحد من هجمات تلك الطائرات بدون طيار.
هذا وجاءت تأكيدات رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان خلال احتفائية بمناسبة إطلاق مبادرة رعاية شهداء النازحين بمدينة بورتسودان، أنه قريبا لن يشهد السودان استهدافا للمرافق الحيوية بمسيرات.
وكانت قيادة القاعدة الجوية بمنطقة وادي سيدنا “السبت” قد أعلنت عن إسقاط 3 مسيرات استهداف مقر القيادة العسكرية بمدينة أمدرمان.