كلمات متقاطعة

ولألوان كلمة
حسين خوجلي
كلمات متقاطعة
– الحَرُّ والكتّاحة وانقباض الأنفس والخوف من القادم، طوبى للذين يقيمون مبرّدات المياه باعتبارها فاكهة هذا الشعب “المحروق الحشا”
– بعض الجُرأة وفرض الهيكلة أن ندعو لإقامة الولايات المتحدة السودانية بلا انقسام، ولكن بشعرة معاوية تلك التي لا تنقطع أبداً بحجّة إذا شدّها المركز أرخت الولاية طرفها، وإن شدّتها الولاية أرخى المركز الطرف الآخر.
– كل الأشياء والمشروعات تنمو تحت جرف هارٍ وأرض تصلح للدفن، لا صلابة فيها ولا تأسيس، يغزوها أصحاب المصالح الذين يستغلون رذيلة الإدارة والمال والتنفيذ في يد واحدة.
– وعندما ينهار المشروع في أول الاختبار، نتبارى كلّنا في التبرير أو تقليل المصاب، لأن المولى لطف، وإلا لكانت الكارثة أكبر بكثير. لهف نفسي على أصحاب النصيحة والخبرة والكفاءات، فهم دائماً في مؤخرة الصفوف تغطيهم لافتة “نحنا قبيل شن قلنا”
– لو كنتُ والياً لولاية تعاني مثل هذه وتلك لرفعتُ عن الناس المكوس والضرائب وسلحتهم بالكلاش والوعي والفتريتة حتى يأتوا مطالبين بالمساهمة في دفع التزاماتهم اختياراً؛ فأنْ يظلّ معنا الناس بالرضى بالملايين خير من أن يغادروننا بالغضب ويبقى الوادي بلا حُبٍّ «بضم الحاء» ولا حَب بفتح الحاء.
– الأخ سلفاكير رئيس الجنوب: إن الثورات المثمرة هي التي تصنع لها أجنحة للرفيف، وإن الثورة المجدبة هي التي تصنع لها أظافر للنزيف. فأرجو أن يكون في اعتبار دهاقنة تمزيق السودان هذه المقولة.
– لو جعلنا أداء مهمة النيابة والشورى في السودان القادم المرتجى بلا أجر وبلا امتيازات لامتلأت خزائن الشعب بالفوائض ولتحسّنت الخدمات، ولحوّلنا الجهاز السياسي العاطل إلى قطاع منتج ولصار المجتمع المدني كبيراً ولصارت الحكومة صغيرة وفاعلة.
– سمعت في ليلة عُرسٍ لابد أن أرتادها لصلة القرابة بالعريس مغنّياً ينفع «ربّاطاً» صاحب طلّةٍ موحشةٍ وصوت أجَش وجهاز اورغ له فحيح ومايكرفون له وحيح، ومما زاد من غيظنا أنّ عرّيف الحفل قدّم لنا هذا المقلِّد المفروض الدميم بكلماتٍ أقرب إلى النسيب في «عبد الوهاب» أيام شبابه حين كان يقدم بالأرجوزة الشهيرة :
أضحى يخزُّ لوجهِهِ قمرُ الدُجى
وغداً يلين لحُسنِهِ الجلمودُ
فإذا بدا فكأنّما هو يوسفٌ
وإذا شدا فكأنَّهُ داوودُ
– قال ظريف المدينة صاحب المعالجات الوسيطة لا يضير الشمولية الزائلة ولا الديمقراطية الزائفة لو أجّل الطب الشعبي عمرها بضعَ أشهرٍ مما تحسبون. بوصفة ” التسوي بإيدك يغلب أجاويدك”
– حسب البيئة إن الاتفاقيات التي تعقدها الخرطوم في كل عهودها مع الجانحين والمسلحين يتم تقطعيها مثل صندوق «البيتزا»، ولو ذهبنا صوب الجزيرة لصارت مثل صحن «المرارة» على أن يكون السبق والقدح المعلّى لـ«أم فتفت» وزهرة الفشفاش!!!
– أوراق ملونة وهتافات وميزانيات واستقبالات هذا هو الطاقم الجديد للترويج، ولكن تضاءل كادر العمل التحتي، وأهل الصفّة والذين يحتملون الناس ويدخلون بيوت المساكين والمخالفين. عمر الحملات الشكلانية يوم، وعمر الحملات الجوانية قرنٌ بحاله.
– ظنّ المسكين أن مقدمات الزواج السعيد شقّة وسيارة وعروسة على شاكلة الجمال التلفزيوني المصنوع لم يكن بينهم فكرةٌ ولا كتاب، وحين اُنهك الجسد وتلاشى الكلام وتفرّق الأصدقاء وصار الزمان الرمادي يحاصر الأشياء، باخت كل البواعث، وتمّ الطلاق الذي ظلّوا يؤجلونه لعامٍ كامل.
– هاتفني أحد القراء يوماً وقال لي: إنني أحبّ زوجتي جداً وأغار عليها، كما أنني أحب الخمر وقد حاولت مراراً تركها وترك شُلّتها فلم تستطع نفسي الأمارة بالسوء إلا بعد أن قرأت يوماً في الأسمار اختيارك شعراً:
وكلُّ أناسٍ يحفظون حريمهم
وليس لأصحابِ النبيذِ حريمُ
فإن قلتُ هذا لم أقُلْ عن جهالةٍ
ولكنّني بالفاسقين عليمُ
– في كلِّ يومٍ عندما كنّا طلاباً صغاراً نحفظ على يد أستاذ اللغة العربية عشر آيات من القرآن، وخمسة أحاديث نبوية، وأبيات شعر منتقاة. والآن نطالب الوزارة أن تحيل هذه الالتزام للمعلم نفسه حتى لا يضطر الجيل القادم أن يتحدث عربي السوق العربي بعد تحريره كاملا وتعقيمه.
– كلما قطعت الجزيرة شرقاً غرباً أو جنوباً أبرقت أحبائي: (كلما أبصرت ربعاً خالياً فاضت دموعي).
– ومن هدايانا لأهل الزراعة والبساتين ببلادنا:
أن السماء إذا لم تبكِ مقلتُها .. لم تضحكِ الأرضُ عن شيءٍ من الزهرِ
والأرض لا تنْجلي أنوارُها أبداً .. إلا إذا رمَدَتْ من شِدّة المطَرِ