السيادي وولاة الولايات .. توجيهات المرحلة المقبلة

بورتسودان: ألوان
التقى السيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان ولاة الولايات. بحضور وكيل وزارة الحكم الاتحادي. وقال والي شمال كردفان الأستاذ عبدالخالق عبداللطيف، في تصريح صحفي، أن اللقاء يأتي في إطار دعم حكومات الولايات لمعركة الكرامة الوطنية، والتي تدافع فيها القوات المسلحة والقوات المساندة لها عن عزة وكرامة الشعب السوداني. مبيناً أن الولاة إستمعوا إلى توجيهات بناءة من رئيس المجلس السيادي حول سير العمل خلال المرحلة المقبلة وجهود الحكومة في إسناد الولايات في مجال تقديم الخدمات الضرورية للمواطنين وتحقيق الأمن والإستقرار لهم. وأضاف الوالي أن الولاة قدموا أيضاً تنويراً لرئيس المجلس السيادي بشأن الجهود التي إضطلعت بها حكوماتهم في دعم القوات المسلحة ومساندتها حتى تبلغ الأهداف المرجوة بطرد مليشيا الدعم السريع الإرهابية المتمردة من كل ربوع البلاد. فضلا عن آداء المقاومة الشعبية في الولايات ومجهودات إستنفار المواطنين لإسناد القوات المسلحة معنويا وماديا وعسكريا. كما استمع سيادته لتنوير حول العلاقات التنسيقية الأفقية والرأسية على مستويات الحكم الاتحادي والولائي والمحلي والتي تهدف لتحقيق التناغم والإنسجام بين أجهزة الحكم المختلفة.
+ الاستعداد لمرحلة مابعد الحرب:
وخلال مخاطبته ملتقى الولايات الثالث بأمانة حكومة البحر الأحمر أكد نائب رئيس مجلس السيادة القائد مالك عقار إير أن الدولة ماضية في تحقيق الانتصارات وحسم معركة الكرامة مما يتطلب ضرورة الاستعداد لمرحلة ما بعد الحرب فيما يلي إدارة الدولة وبنائها على أسس جديدة لتفادي أي حرب قادمة في المستقبل. وأشار سيادته أن هناك حاجة لمراجعة مصفوفة الهيكل الإداري للوزارات وتقليل النفقات والاستفادة من التجارب السابقة في دمج الوزارات، مشيداً بالجهود الكبيرة التي يقوم بها الولاة للإرتقاء بالعمل في ولاياتهم وتثبيت أركان الدولة. ولفت نائب رئيس مجلس السيادة إلى ضرورة التنسيق بين الضباط الإداريين بالمحليات وولاة الولايات في قضايا الولاية دون الحاجة لمقابلة أعضاء مجلس السيادة والوزراء الاتحاديين. وأوضح عقار أن المرحلة القادمة لا تتطلب فقط إعادة الإعمار والتنمية بل إعادة تأهيل الإنسان السوداني نفسه الذي تأذي كثيرا من الحرب داعياً إلى تبنى مشروع المصالحات بين أبناء المجتمع السوداني حتي لا يتم أخذ القانون باليد. ودعا نائب رئيس مجلس السيادة الولاة إلى العمل على تعظيم الإيرادات بالولايات وتقليل النفقات. مشيرا إلى أن وزارة المالية قد دفعت 11 مليون دولار لمياه القضارف وينتظر أن تستكمل الولاية المشروع.ومن ناحية أخرى كشف عقار أن ستة ألف طالب قادمين من تشاد سيجلسون لامتحان الشهادة السودانية بولاية نهر النيل.
+ تحديات تواجه الولايات:
وحيا عضو مجلس السيادة نائب القائد العام الفريق أول ركن شمس الدين كباشي ولاة الولايات على الدور الذي يقومون به فى هذا الظرف والذى يعزز الدور التكاملي لجهود الحكومة كافة. لافتا الى أن هذا اللقاء يهدف الى إدارة حوار شفاف لمناقشة القضايا التى تمثل تحديات الولايات فى تلبية احتياجات المواطنين الملحة. كما أكد نائب القائد العام شمس الدين كباشي على إهتمام الدولة بالمحور الأمني بإعتباره العامل الأساسي لتقديم الخدمات واستقرار الأوضاع الاجتماعية فى ظل الظروف التى تمر بها البلاد. وطمأن سيادته الشعب السوداني بأن القوات المسلحة فى افضل حالاتها رغم تقلبات الأوضاع مشيرآ إلى أن الأمور تسير إلى الأحسن وستمضي إلى الأفضل بالسيطرة الكاملة وإستعادة كل شبر دنسته المليشيا المتمردة إلى حضن الوطن. إلى ذلك أشاد عضو مجلس السيادة بصمود الشعب السوداني الذى ظل متماسكآ رغم ما تعرض له من إستهداف و ظروف قاسية، مبينا أن هذه الحرب هي حرب الشعب لما لعبه من أدوار أساسية فى دعم وإسناد الجيش مضيفا أن حرب الكرامة صححت المفاهيم الوطنية وخلقت إجماع واسع وأصبح الكل يقاتل مع القوات المسلحة. وبشأن المسيرات الاستراتيجية التى تشكل قلق وتهديد للمرافق الخدمية، كشف الكباشي عن تدابير تجري الآن لمواجهة هذا التحدي فى القريب العاجل موضحا أن المخطط الذى يستهدف البلاد كبير يمثل فيه الدعم السريع مجرد أداة. وأوضح عضو مجلس السيادة أن الحرب أفرزت واقعا أمنيا معقدا ساهم فى زيادة انتشار السلاح والعديد من التحديات الأمنية التي تعنى بها الوزارات ذات الصلة من بينها تحديات داخلية مقلقة بفعل تصرفات أفراد غير منضبطين مما يتطلب لعب دور اكبر من الولاة كما يجب أن تقوم الشرطة بدورها الكامل فى تأمين المدن والمرافق وتنصرف القوات الأخرى إلى الجبهات القتالية، وذلك تعزيزا للدور المدني والوجود الشرطي المطلوب مع إلتزام الدولة بتطوير القدرات الشرطية. ووجه نائب القائد العام ولاة الولايات بايلاء المحور المجتمعي وإدارة شؤون الناس إهتماما متعاظما مبينا أن الحرب سعرت من خطاب الكراهية مما يتطلب جهد متعاظم من ولاة الولايات وإشراك منظمات المجتمع المدنى والإدارة الأهلية فى معالجته. لافتا إلى أن بعض الإدارات الاهلية إنساقت وراء المليشيا الإرهابية ويجب على الولاة النظر فى متطلبات التماسك الاجتماعي من خلال قانون الإدارة الاهلية بعد اجازته ليصبح ضابط لاداء الإدارة الاهلية ومعالجة الانحرافات التى أفرزتها الحرب. وقال نائب القائد العام أن هذه الحرب هى حرب الشعب وهو الذى يقودها ويحدد مساراتها واتجاهاتها وأن الدولة ما تزال تحتاج لجهود المقاومة الشعبية رغم قرب إنتهاء الحرب. وسيتم الإستفادة منها حتى ما بعد الحرب لتلعب ادوار أخري غير سياسية، مشددا على أن الدولة تعتمد فقط المقاومة الشعبية كمسمى رسمي و أي لافتة اخري تقاتل لمصلحة غير الوطن ليس مرحبا بها. كما أشار سيادته إلى أن تشكيل التنسيقيات والوفود الأهلية الولائية يحتاج إلى ضبط وأن التنسيقيات ليست بديل للإدارة الأهلية ويجب مراجعة وضبط هذه التكوينات القبلية حتى لا تحدث شرخ فى المجتمع.