محمد المكي إبراهيم .. من غيرنا يعطي لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتصر

القاهرة تحتضن ليلة تأبين شاعر الوطن

محمد المكي إبراهيم .. من غيرنا يعطي لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتصر

+++++++

القاهرة: صلاح الباشا

شهدت قاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة الأمريكية العريقة بالقاهرة (جوار ميدان التحرير) مساء الأحد الرابع من مايو ٢٠٢٥م احتفالية تأبين فخيمة ونوعية أعدتها اللجنة العليا للتأبين برئاسة السفير الأديب جمال محمد إبراهيم وناشطون كثر باللجنة وذلك تخليدا لذكرى شاعر الوطن الكبير السفير محمد المكي إبراهيم الذي توفي بالقاهرة قبل عدة أشهر، حين جاء إليها زائرا من مهجره بالولايات المتحدة الأمريكية. وقد شمل البرنامج العديد من الفقرات الإبداعية، وكان مقدم فقرات الحفل هو الدكتور أكرم الشحات من أدباء مصر المعروفين.

+ كلمات رصينة:

وكانت الإفتتاحية كلمة رصينة من السفير جمال محمد إبراهيم رئيس اللجنة العليا. وقد حضرت من أمريكا السيدة الجليلة سمية إبراهيم الياس أرملة شاعرنا محمد المكي وقد ألقت أيضا كلمة رصينة عددت فيها أدوار الراحل واختتمها بأبيات من قصيدته الأكثر شهرة والتي تغنى بها الراحل محمد وردي في العام ١٩٧٠م (جيلي أنا) والتي نشرت في ديوان (أمتي) وتقول:

من غيرنا يعطي لهذا الشعب
معني أن يعيش وينتصر
من غيرنا ليقرر القيم الجديدة والسير
من غيرنا لصياغة الدنيا
وتركيب الحياة القادمة
جيل العطاء المستجيش
ضراوة ومصادمة
المستميت علي المباديء مؤمنا
المشرئب إلى النجوم
لينتقي صدر السماء لشعبنا
جيلي أنا.

+ فرح في حديقة شوك قديم:

وقد تم خلال الليلة بث فيلم وثائقي عن الراحل المقيم، وذلك في الشاشة العريضة بمسرح القاعة. كما شاركت فرقة عقد الجلاد الغنائية بقيادة الموسيقار والملحق الفنان المعروف شمت حيث أدت الفرقة في فيديو كليب أغنية من تأليف الراحل محمد المكي بعنوان: (فرح في حديقة شوك قديم). وأيضا أدت الفرقة الأغنية العريقة لمحجوب شريف التي ألفها تخليدا لذكرى الوزير والدبلوماسي الراحل عبد الكريم ميرغني (يابا مع السلامة) التي تغنت بها في زمان مضى فرقة عقد الجلاد الأولى ومن ألحان الأستاذ شمت.

+ فقرات متنوعة:

وقدمت في الليلة فقرات عديدة لأعمال درامية خفيفة الظل من تأليف الأستاذ عبدالله صوصل ومسرحية العودة لطارق علي وهند زمراوي. وشاركت أوركسترا التبر بأعمال فنية صفق لها الجمهور. هذا وقد ألقى الشاعر الكبير عبد القادر الكتيابي كلمة رصينة عن الراحل المقيم وقصيدة من تأليفه وأخرى من أعمال محمد المكي، وقد وجدت مشاركة الكتيابي استحسانا من الجمهور. كما كان للمخرج المبدع مجدي عوض صديق دورا بارزا في إخراج بعض الفقرات المسرحية.

+ تكريم أسرة ود المكي:

وتم خلال الحفل تكريم أسرة محمد المكي إبراهيم، وأختتم التأبين بأنشودته الخالدة أكتوبر الأخضر من أداء سليمان محمد سليمان. واللافت في الحدث أن إدارة الجامعة الأمريكية قد نصبت شاشة عريضة جدا بحديقة الجامعة ومقاعد وخدمات بوفيه للجمهور الذي لم تسعه قاعة المدعوين وذلك لمتابعة الإحتفالية من خارج القاعة.

+ الشباب الأكثر حضورا:

هذا وكان الحضور من عنصر الشباب من الجنسين كبيرا جدا وكانت مناسبة أن تلتقي أجيال عديدة من أهل السودان الذين شتتهم الحرب، فإنتشروا في كافة أحياء القاهرة والجيزة وبقية المحافظات.
رحم الله شاعرنا الوطني الدبلوماسي الكبير محمد المكي إبراهيم وأكرمه بالجنة بقدر عطائه الأدبي الذي شكل به وجدان أهل السودان. وفي الختام يجب أن نقول بأن البرنامج قد أعد له اعدادا مميزا ونوعيا من أعضاء اللجنة العليا وتم إخراجه بصورة نالت أعجاب واستحسان الحضور.