وثائق سودانية .. 1963م .. هل كان السودان دولة عظمى؟

وثائق سودانية .. 1963م .. هل كان السودان دولة عظمى؟
بقلم: صلاح الدين عبد الحفيظ
استغرقت هذه المادة الوثائقية قرابة الشهران بحثا وتنقيبا عن عام اعتبره الوثائقيين والباحثين في تاريخ السودان الحديث عاما شكل ملمحا واضحا للتطور المنشود لجعل الدولة تسير وفق تطور ملحوظ جعل منها عملاقا دوليا وريادة في القارة الأفريقية وانفتاحا على كل مجالات التنمية التي سارت وفق خطها كل خطط التنمية على قلتها وفقرها فيما بعد.
+ سياسيا:
ظلت حالة الحياد التام داخل منظومة العلاقات الدولية ملمحا واضحا للدولة والدليل على ذلك تدفق المساعدات الأمريكية في مجالات الدعم الفني للتعليم الفني والتعليم العام والعالي ووجود الخبراء في مجالات التعمير والبناء ومن ذلك.
أ/ ابتعاث 22 معلما من معلمي التدريب المهني والتلمذة الصناعية إلى امريكا لنقل خبرات التقنية الأمريكية للمدارس والمعاهد الصناعية والفنية في البلاد ومنهم المرحوم عبد الله رابح الذي أصبح فيما بعد مديرا للمعهد الفني (جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا).
ب/ تدريب الطيارين السودانيين بأمريكا في مجالات التدريب على قيادة الطائرات العسكرية والمدنية.
ج/ ابتعاث ضباط البوليس لنيل دراسات متقدمة في اعمال البوليس والأمن بأمريكا وكان من ضمن المبتعثين أول ضابط بوليس في القارة الأفريقية يتلقى تدريبا بمقر المخابرات الأمريكية وهو ضابط البوليس آنذاك عبد الوهاب إبراهيم سليمان الذي أصبح فيما بعد وزيرا للداخلية ومديرا لجهاز الأمن العام.
د/ مشاركة الإدارة الأمريكية عبر سفارتها بالخرطوم في تقديم العون للقطاع الصحي في توفير الأدوية للمراكز الصحية ال68 التي تم افتتاحها في كل البلاد كوحدات صحية صغيرة (شفخانات).
ه/ الطفرة في تطور الاعلام في السودان هي ما كان في هذا العام والعام الذي قبله إذ أبتعث عددا من الإعلاميين أصبحوا حين عودتهم أساس العمل الإعلامي وهم محمد خوجلي صالحين وحمدي بدر الدين وإدريس البنا.
+ الاتحاد السوفيتي:
وقع وزير الخارجية الأستاذ أحمد خير المحامي بروتكول التعاون السوداني السوفيتي مع وزير الخارجية السوفيتي في مارس 1963 والذي منح السودان فرصة ابتعاث طلاب للدراسات الجامعية بالاتحاد السوفيتي.
+ ألمانيا الديقراطية:
وفرت ألمانيا الديقراطية فرصا لزيادة المبعوثين لدراسة الزراعة المختلطة تجربة الانتاج المزدوج الزراعي والحيواني وأصبح السودان من أوائل الدول التي عرفت ونفذت تجربة المزارع المختلطة في الكدرو وكردفان وكسلا زائدا منح السودان أجهزة البث التلفزيوني وتدريب كادر العمل التلفزيوني وبالطبع كان أولهم د. علي شمو مما ساهم في تطور وافتتاح التلفزيون في نوفمبر 1963م.
+ بريطانيا:
تميزت العلاقة مع بريطانيا بعمق التعاون بين البلدين في مجالات التعليم والصحة وبلغ جملة المبعوثين من أساتذة الجامعة الأم الخرطوم والأطباء 22 منهما.
+ يوغسلافيا:
ساهمت الحكومة اليوغسلافية في إنشاء الخطوط البحرية بأربع سفن كانت نواة الأسطول البحري السوداني زائدا ابتعاث الطلاب السودانيين لها في مختلف التخصصات
اقتصاديا.
+ دفع عجلة الإنتاج:
1/ لأول وآخر مرة في تاريخ السودان يتم منح العاملين بالدولة منحة سنوية مقدارها 50% من المرتب كحافز مالي لزيادة الانتاج وهو ما أعلنه الفريق عبود بتاريخ 27 يونيو 1963م.
2/ بتاريخ 21 مارس اعلن بنك السودان عن سعر الجنيه السوداني مقابل العملات الأخرى فكان 32 قرشا مقابل الدولار الأمريكي، أي بمعنى 3 دولارات و6 سنت مقابل الجنيه السوداني (فتأمل وضعنا في ذلك العام).
3/ رفضت وزارة المالية بالإتفاق مع بنك السودان عرض الحكومة الألمانية لشراء عدد 38 طن كركدي وصمغ عربي بالدولار الأمريكي وأصرت على دفع كامل مبلغ البيع بالجنيه السوداني.
4/ تم اعلان مجانية التعليم والعلاج في كل السودان.
+ ثقافيا واعلاميا:
1/ تم افتتاح التلفزيون.
2/ زادت ساعات البث الإذاعي ساعتان يوميا.
3/ تم تنظيم مهرجان المديريات للمرة الثانية على التوالي وظهر فيه المبدعون أم بلينة السنوسي ومحمد الأمين وكم هائل من الموسيقيين.
4/ افتتاح أقسام جديدة بكلية الفنون الجميلة كانت موجودة فقط في انجلترا ودول أوربا.
5/ تنظيم الرحلات الفنية والمسرحية لكل السودان.
6/ وصول المطابع الحديثة لطباعة الصحف والكتب والمجلات من بريطانيا مما إنعكس في شكل المطبوعات.
5/ البناء والتعمير.
6/ بداية إنشاء الجماعات المسرحية بعد افتتاح المسرح القومي بأمدرمان في نوفمبر 1959م.
1/ إنشاء 4 كباري داخل مدن عطبرة الخرطوم بورتسودان كسلا سميت بكباري الحرية.
2/ البدء في إنشاء كبري شمبات الذي وصلت معدات بنائه في يوليو 1963م.
3/ زيادة رقعة مباني المعهد الفني جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا بمساحة 3000 مترا إضافية.
+ رياضيا:
دعم الفريق القومي السوداني المنتخب الوطني للوصول لنهائيات أمم أفريقيا بغانا والتي وصل فيها للمباراة النهايية ضد غانا وخسرها.
2/ منح الأندية الرياضية سلفيات مالية لبناء الأستادات الخاصة بها.
3/ الإهتمام بالأنشطة الرياضية الأخرى.
+ زراعيا:
1/ وصل انتاج القطن بمشروع الجزيرة لرقم قياسي جعل الجنيه السوداني يرتفع مجددا مقابل العملات الأخرى.
2/ لأول مرة في القارة الأفريقية يتم حصاد السمسم بالآلة في منطقة القبوب بالقضارف.
+ السكة الحديد:
1/ وصل الخط الحديدي إلى الضعين ونيالا وأصبح خط الأبيض نيالا رابطا ما بين دارفور وكردفان.
2/ أصبحت السكة الحديد مؤسسة عملاقة بفضل القاطرات الحديثة (الديزل) البلجيكية والأمريكية ووداع وابورات البخار العاملة بالفحم الحجري.
+ الأمن والقوات النظامية الأخرى
1/ لأول مرة يتم تدريب طلبة كليتي الحربية والشرطة على تدريبات جديدة في مجالات غير موجودة من قبل وهي قيادة المركبات والثقافة العامة.
2/ تحديث وتطوير وحدتي حرس الصيد والمطافئ بتدريبات في كل من بريطانيا ومصر.
3/ إبتعاث عسكريين من القوات المسلحة لتدريبات على العمل بسلاح البحرية بكل من بريطانيا وإثيوبيا.
+ الطيران:
1/ وصلت إلى البلاد طائرات السوبر فيكاوانت.
2/ أصبح مطار الخرطوم مطارا دوليا، وأحد المطارات التي تزود الطائرات بالوقود.
3/ أبتعث أول طيارين سودانيين لتلقي تدريبات على قيادة الطائرات الحديثة.
يبدو أن المقارنة معدومة ما بين العام 1963 وغيره من أعوام مرت على تاريخ السودان.